المقالات

دولة التجار!!

586 21:38:00 2012-12-17

وسام الجابري

لا استطيع ان اعبر عن ما وصل اليه حال العراق بعد كل هذه السنين التي مرت من عمر الحكومات المتعاقبة ولا استثني منها احدا سواء كانت حكومة الشيوعيين او حكومة البعثيين او حكومة الاسلاميين هذا اذا افترضنا صحة هذه المسميات أي بمعنى اذا حسبنا ان عبد الكريم قاسم من الجبهة الشيوعية في العراق وصدام حسين من التكتل البعثي وهكذا وصولا الى نوري المالكي الذي يمثل بطبيعة الحال حزب الدعوة الاسلامية فلا يمكن ان نسمي الحالة التي يعيشها العراقيون كما عاشوها اسلافهم الذين سبقوهم في الحياة سوى حياة البؤساء , ما اثارني وادهش لبي ان اللجنة الحكومية للتخفيف من الفقر اعلنت عن وصول نسبته إلى ثمان وثلاثين بالمائة من عدد سكان العراق وهذا يعني ان اكثر من ثلث العراقيين يعيشون كمساكين وفقراء أي لا يمتلكون سوى قوت يومهم وهذا فيه خطورة كبيرة على واقع حقوق الانسان وعلى الواقع الديمقراطي في البلاد ولعله يقودنا نحو تساؤل مهم فهل وعلى حين غرة اصبح العراقيون فقراء بعد العام 2003 فبطبيعة الحال ان العراقيين عانوا من تراكمات الماضي ومن سنين قد خلت عانوا فيها ما عانوا ولكن كانت منهجية حكم البعث تعتاش على ابقاء الشعب فقير كي لا يفكر بغير قوت يومه وهو ما يجعله يغض الطرف عن كل شيء الا رغيف الخبز وهي بذلك حققت ما ابتغت وبقي الحكم لها واما ان يكون لحزب الدعوة الاسلامية نفس المنهج البعثي فهذا امر فيه وقفة على ان لا نبتعد عنها فكيف يكون للعملية الديمقراطية التي ينادي بها الجميع ديناميكية واساسها شعب جائع تتحكم بارادته الاجور اليومية التي ينتظرها وكيف نبني حقوق انسان لا يجد ما يسد رمقه اذا لم يجد عملا في احد الايام , ان الحكومات المتعاقبة على الحكم في العراق ولدت تصورا عند المواطن وهو ان العملية برمتها عبارة عن تجارة والحاكمين فيها تجار وانطلاقا من مبدأ الربح والخسارة فقد وصلنا الى اليوم الذي سيخسر فيه تجار الحكومة رؤوس اموالهم ليكونوا بعد ذلك مواطنين عاديين كحالنا من الدرجة الثانية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك