المقالات

عملية جراحية مخطوءة..!...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

575 07:00:00 2012-12-18

 

من المتيقن أن المشكلات لن تدوم الى الأبد، إذ أن مشكلات جديدة ستنحيها وتحل محلها.وستصبح مشكلاتنا الراهنة وضعا طبيعيا أزاء المشكلات المستجدة..وقديما قيل أن الزمن أفضل حلال للمشكلات..!

وفي حالنا الراهن فإن التقاطعات السياسية والتوترات ستنتهي وفقا لنفس السياق الآنف، وسنقول حينها أن ما حصل  في طريقه للحل وان الذي حصل من توترات سياسية وانسحابات وتقاطعات ليس إلا "عمبة"معلبة من منتجات الديمقراطية الفتية!

وفي مواجهة الكم الهائل من المشكلات التي وجد العراقيين أنفسهم فيها  نتيجة "للتعليب" السيء والذي لا يتوفر على شروط الصحة العامة، فإن الرأي العام الذي مازال في أجواء السلطة القوية النابعة من فردية الأنظمة الشمولية التي حكمت طويلا، يرى ان البلاد تحتاج الى حكومة قوية في هذه المرحلة التي تتسم بكثافة الاستحقاقات لمواجهة المشاكل المعقدة.

إن شعبنا وهو يبحث عن الخلاص من حزمة المشاكل التي يعاني منها والتي ليس ثمة أمل قريب للتخفيف عنها أو حلها، فإنه يشعر بالخيبة، وكلما تمر الأيام بلا حلول للمشكلات، تزداد تعبئة الشعب ضد معظم الطبقة السياسية التي خذلته و لم تكن بمستوى التحديات, وعدد محدود منها يدرك ان السياسة ليست لعبة مصالح بل أنها عملية إستراتيجية، وان الذين يضعون منهم المصالح الوطنية نصب أعينهم دائما أندر بالوجود من اللؤلؤ في الصحراء، فهل يمكن لنا ان نلوم المواطن العادي على جزعه وكراهيته لهم؟!

فسواء كان المواطن من الطبقة الفقيرة المسحوقة التي طحنتها الأزمات والحاجة لمتطلبات لم يتوفر منها حد الكرامة الإنساني، أو من الطبقة المتوسطة التي يفترض أنها عماد بناء المجتمع وانتقل معظمها إلى الطبقة الفقيرة تحت ضغط رهيب لم تستطع مقاومته من الظروف وعوامل اجتماعية أخرى في دائرة الفعل, فان الجميع يتطلعون إلى شيْ غير الذي يجري الآن.!

 ومع ان البعض مغرق بالأحلام التي تدور حول متطلبات مشروعة، والبعض الآخر من التعساء أمثالي يستمتع بالانتقاد تنفيسا عن مكبوتاته، والبعض الآخر أيضا ونتيجة لتنسمه أجواء الحرية لأول مرة في حياته، يسرف بالنقد ليحوله إلى طعن في الخاصرة، لكن آمال الناس تنحصر في امن ووئام اجتماعي وحد أدنى من العيش الكريم بأبسط متطلباته، وهم مشحونون بتعبئة مضادة يمكن استغلالها من قبل أعداء التغيير الديمقراطي أسوأ استغلال، فأينما تذهب تسمع من ينتقد أداء مفاصل معينة من الحكومة والطبقة السياسية وتحديدا الخدمات و التربية التعليم والتجارة ، وهناك من ينمي هذا الاتجاه ويعمل عليه بقوة مستغلا فسحة الحرية وعدم استجابة تلك المفاصل لمتطلبات المرحلة.

كلام قبل السلام: ثمة مريض بحاجة الى عملية جراحية كبرى لإستئصال ورم سرطاني لكن الجراح إستأصل اللوزتين ..!

سلام...

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك