من المتيقن أن المشكلات لن تدوم الى الأبد، إذ أن مشكلات جديدة ستنحيها وتحل محلها.وستصبح مشكلاتنا الراهنة وضعا طبيعيا أزاء المشكلات المستجدة..وقديما قيل أن الزمن أفضل حلال للمشكلات..!
وفي حالنا الراهن فإن التقاطعات السياسية والتوترات ستنتهي وفقا لنفس السياق الآنف، وسنقول حينها أن ما حصل في طريقه للحل وان الذي حصل من توترات سياسية وانسحابات وتقاطعات ليس إلا "عمبة"معلبة من منتجات الديمقراطية الفتية!
وفي مواجهة الكم الهائل من المشكلات التي وجد العراقيين أنفسهم فيها نتيجة "للتعليب" السيء والذي لا يتوفر على شروط الصحة العامة، فإن الرأي العام الذي مازال في أجواء السلطة القوية النابعة من فردية الأنظمة الشمولية التي حكمت طويلا، يرى ان البلاد تحتاج الى حكومة قوية في هذه المرحلة التي تتسم بكثافة الاستحقاقات لمواجهة المشاكل المعقدة.
إن شعبنا وهو يبحث عن الخلاص من حزمة المشاكل التي يعاني منها والتي ليس ثمة أمل قريب للتخفيف عنها أو حلها، فإنه يشعر بالخيبة، وكلما تمر الأيام بلا حلول للمشكلات، تزداد تعبئة الشعب ضد معظم الطبقة السياسية التي خذلته و لم تكن بمستوى التحديات, وعدد محدود منها يدرك ان السياسة ليست لعبة مصالح بل أنها عملية إستراتيجية، وان الذين يضعون منهم المصالح الوطنية نصب أعينهم دائما أندر بالوجود من اللؤلؤ في الصحراء، فهل يمكن لنا ان نلوم المواطن العادي على جزعه وكراهيته لهم؟!
فسواء كان المواطن من الطبقة الفقيرة المسحوقة التي طحنتها الأزمات والحاجة لمتطلبات لم يتوفر منها حد الكرامة الإنساني، أو من الطبقة المتوسطة التي يفترض أنها عماد بناء المجتمع وانتقل معظمها إلى الطبقة الفقيرة تحت ضغط رهيب لم تستطع مقاومته من الظروف وعوامل اجتماعية أخرى في دائرة الفعل, فان الجميع يتطلعون إلى شيْ غير الذي يجري الآن.!
ومع ان البعض مغرق بالأحلام التي تدور حول متطلبات مشروعة، والبعض الآخر من التعساء أمثالي يستمتع بالانتقاد تنفيسا عن مكبوتاته، والبعض الآخر أيضا ونتيجة لتنسمه أجواء الحرية لأول مرة في حياته، يسرف بالنقد ليحوله إلى طعن في الخاصرة، لكن آمال الناس تنحصر في امن ووئام اجتماعي وحد أدنى من العيش الكريم بأبسط متطلباته، وهم مشحونون بتعبئة مضادة يمكن استغلالها من قبل أعداء التغيير الديمقراطي أسوأ استغلال، فأينما تذهب تسمع من ينتقد أداء مفاصل معينة من الحكومة والطبقة السياسية وتحديدا الخدمات و التربية التعليم والتجارة ، وهناك من ينمي هذا الاتجاه ويعمل عليه بقوة مستغلا فسحة الحرية وعدم استجابة تلك المفاصل لمتطلبات المرحلة.
كلام قبل السلام: ثمة مريض بحاجة الى عملية جراحية كبرى لإستئصال ورم سرطاني لكن الجراح إستأصل اللوزتين ..!
سلام...
https://telegram.me/buratha