المقالات

ارامل العراق ..بين غدر الزمان وشبح الضياع

509 14:11:00 2012-12-18

لطيف عبد سالم العكيلي

انسانة كبيرة بإنسانيتها وامومتها وصبرها ،صيرتها رواسب مجتمعنا وعقده المتوارثة ضعيفة في زمان ينادي من يعيش فيه بالفضيلة ولا يتورع عن سحق المقهورين والفقراء والمعوزين سرعان ما وجدت نفسها على حين غرة وحيدة في معترك الحياة وصعوباتها بعد ان غادرها من يشاركها العيش ويبث في سفر حياتها الحنان الذي يشعرها بأنوثتها وادميتها ،ثم ما لبث ان صدمت ثانية بعد ان اجبرتها الظروف على مواجهة واقع احلى ما فيه مر حين لم تجد من يعيلها ويحميها وصغارها المخاطر التي تداهمها من كل حدب في اعقاب حصولها قسرا على لقب ( ارملة ) .وعلى الرغم من اختلاف التقديرات التي تعلنها المؤسسات الحكومية و المنظمات الاممية وبعض المنظمات غير الحكومية حول عدد الارامل في العراق ،فان تباين احصاءات هذه الجهات يبقى قاسمها المشترك متمحور حول انسانة من شريحة الفقراء والمعوزين فقدت معيلها بفعل الحروب و تداعيات حصارها اللعين او في ظل الارهاب وما رافقها من عمليات التهجير التي تعرضت لها كثير من العوائل .والانكى من ذلك ان اغلب من اجبرتها ظروف الانتماء الى هذه الشريحة البائسة ما تزال تعيش في كنف الامية التي تجعلها رهينة ابتزاز الخبثاء لادميتها وكرامتها وتحايل المفسدين على حقوقها .ومما يزيد من مخاوف المجتمع انجرار بعض ممن يعشن هذا الواقع اضطرارا الى ممارسة بعض المهن ، وبخاصة مهنة التسول التي لا تخلو من صعوبات ومخاطر ،فضلا عن سلبية اثارها على مهمة البناء الاجتماعي ،حيث كان من جملة افرازات هذا الواقع المخيف ترك بعض الاطفال مقاعدهم الدراسية والتوجه صوب الشوارع في مراكز المدن من اجل تامين بعض متطلبات الحياة عبر اعمال قد يشكل بعضها خطرا على حياتهم ويسهم في مجهولية مصيرهم بعد ان توضحت للمجتمع خفايا انشطة الشبكات المنظمة التي تدير عمليات التسول من الفنادق وتقاطعات الطرق . ان محدودية المعونة التي تتعاطاها الارامل من دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز الــ ( 120 ) الف دينار في احسن الاحوال ،تفرض على الحكومة والمجتمع البحث عن وسائل فاعلة بمقدورها تامين فرص العيش لهذه الشريحة واخراجها من دائرة الفاقة التي تنذر بالضياع .ولعل في مقدمة هذه الاجراءات المفترضة معاونتهن معنويا عبر توعية المجتمع بأهمية تحرير المرأة من بعض الضغوطات الاجتماعية التي تنهل مبرراتها من موروثات بالية تتعارض مع الشرائع السماوية وقيمنا الاصيلة ، واقتصاديا بوساطة الاهتداء الى الية مشروعات تمكين المرأة ؛لضمان متطلبات العيش الكريم وتامين فرص التعليم الذي يعد احد ابرز مقومات تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .في امان الله اغاتي . • المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك