الحاج هادي العكيلي
عن الامام الباقر عليه السلام : سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : كم بين الحق والباطل ؟ فقال أمير المؤمنين أربع أصابع ووضع أمير المؤمنين يده على أذنه وعينيه فقال : ما رأته عيناك فهو الحق وما سمعته أذناك فاكثره باطل . فكم سمعنا من وعود من قبل المرشحين وبرامج من قبل الكتل السياسية عندما تقدمت للانتخابات ولكن اغلبها لم يتحقق فاصبحت كلها باطلة .فقد ننساق وراء من نحب ولو كان ذو اراء باطلة لانه من حزبنا وكتلتنا او تيارنا أو انه من قريتنا أو عشريتنا ، ولو كنا دائماً ملتزمين بالوقوف مع الحق والحقيقة لا ما كان هنالك ظالم ولامظلوم على وجه الارض ، فأحيانا نعرف الحق ونرى الصواب ولكننا بسبب أو لاخر نعرض عنه تارة تحركنا العواطف وتارة اخرى هي النفس ومحبتها للتحدي والمنافسة ، فلا نعود نفكر بعقلية صافية تحدد الصواب من الخطأ وماهية الموقف ، فالحق لابد ان يكون ويظهر فلو كان صديقك على باطل يجب ان تقف مع الحق لا مع صديقك ، فيوم الحشر لا تسأل عمن صادقت بل تَسأل من ظلمت وعلى من أفتريت ، علينا التروي قبل ان نوجه ردود افعالنا وننظلق بالاتجاه الباطل ويحصل الندم كما هو اليوم نادمين على سوء اختيارنا للمرشحين في الانتخابات السابقة وعلينا ان نزن الامور بالعقل والمنطق الذي يميز الصواب من الخطأ وندع العواطف الحزبية والعشائرية جانباً ، ويجب ان يكون شعار كل واحد منا (( لو اختلف اخاك والحق وكلاهما لنا صديق لوقفنا مع الحق)) حيث قال الله سبحانه وتعالى (( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتوا الحق وانتم تعلمون ))البقرة 42 ولندع التحيزات والعواطف جانباً ولنفكر بجدية وبكل عقلية بعيداً عن كل الظروف باختيار الانسب والاكفء والافضل وقال امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ((فأنما البصير من سمع فتفكر ونظر فأبصر وأنتفع بالعبر ثم سلك جدداً واضحاً يتجنب فيه الصرعة في المهاوي )) وهذا يعني ان الاذن وهي تقوم على الباطل تبعد عن العين القائمة على الحق بمقدار أربع أصابع ، فاننا سمعنا الكثير من الوعود والتصريحات والبرامج وهي بالحقيقة اخبار كاذبة في اغلب الاحيان أصمت أذن المواطن ولم يراها ، فهم أستغلوا احلامهم والامهم فقد وضعوا الناس في أجواء الخرافة وتعبهم الكثير منهم ، فأنت الان عندما تريد ان تعطي صوتك لشخص ما عليك ان تملك الثقة بان هذا الشخص هو مؤتمن على دينك وفكرك وسياستك وسلوكك الاجتماعي وعلى صحتك وليس هكذا .....وذلك عندما تقف غداً بين يدي الله سبحانه وتعالى فيقول لك على أي أساس تصرفت هذا التصرف بحق فلان ، أو كيف تحركت بهذا الاتجاه ، تقول له سمعت : سمعت من شخص مؤتمن ام غير مؤتمن ؟ هذا الذي سمعته هل له أساس أم لا أساس له؟ ثم كيف سمعت؟ وعلى أي أساس أنت فكرت ،وعلى أي أساس أنت أنتميت الى هذه الفكرة ، وعلى أي أساس أعتقدت بهذه الفكرة ، وماهي الوسائل التي حركتها في تفكيرك (( كل أولئك كان عنه مسؤولاً)) . والمشكلة أننا نبني مواقفنا على ألاشاعات والتكهنات ولا تستند الى الوسائل التي أمرنا الله سبحانه باعتماد لمعرفة الحقيقة ، فأنتبهوا الى قول أمير المؤمنين عليه السلام (( ظلم الحق من نصر الباطل )).
https://telegram.me/buratha