المقالات

حكومة المجاملات الفاشلة

632 22:42:00 2012-12-19

القاضي منير حداد

تخبطات الساسة العراقيين، حولت فرح الشعب العراقي بسقوط الطاغية المقبور صدام حسين، الى حالة من الحياد اللامسمى؛ اذ لا يستطيعون ان يبدوا ندمهم على مجرم دمر العراق لاجيال لاحقة، ولا من جاء بعده انصفهم.ضاعت فرحة العراقيين وسط اطماع الساسة بالمال والجاه والسلطة والـ (فيكات) كمثل تلك التي دمر بها صدام العراق جلوسا امام شاشات التلفزيون، يطلق الكلام على عواهنه، من دون حساب، فتتشدد العقوبات على الشعب وهو وعائلته وازلامه بمنجاة منها.تخبطات السياسيين الذين تمكنوا من الامر بعده، ينزعون الى ما وراء الحدود، في ما يواشك على وضعهم تحت طائلة الخيانة العظمى، او الطابور الخامس، ولم يحظ العراقيون، من الخلاص بغير مزيد من دمار، لما تبقى مما دمره صدامصارت الوزارات تستحدث ارضاءً لافراد وليس بموجب حاجة واقعية، وتزال من الدستور، متى ما شعر اصحاب القرار اللامرئيين بان وجود هذه الوزارة او وجود شخص ما على رأسها استيزارا، يداهم مصالحهم او مصالح اتباعهم.الامور لا تجري وفق سياقات عملية، انما يبنى هيكل الدولة على المجاملات السياسية، من دون ان تحرص الحكومة على ان يتآلف الشعب معها، كي تتشكل دولة حضارية صريحة.مناهج الحكومة لم تغادر سلوك الديكتاتور، الذي عاد من جهات دينية وقومية، استبدلت صور الطاغية الآفل، بطغاة لا يشرقون!ارضاء افراد باستحداث وزارات لاجلهم، وافلات الفاسدين بجرائمهم من طائلة القانون، الب النفس الأمارة بالسوء، على مزيد من اطماع مبتكرة؛ فقد دخلنا السنة العاشرة من سقوط النظام السابق، وثلة من رجال، يتقاضون رواتب خرافية، من دون ان ترتوي شهوة المال لديهم.الفوضى تسود العراق الان بحكم سواد منطق آخر بموازاة منطق السياسة.. على حافتها وليس في عمقها الجوهري الفاعل، الفساد يبدد الثروات والحكومة تتأمل كمن ينتظر الفرج، ناسين او متغافلين عن كونهم هم الحكومة صانعة القرار لو حسبناه فرجا وهي التي تتحمل وزر ما يحدث الان وما سيحدث مستقبلا بالاستناد لى تشريعات الحاضر.طفق البعض الى دفة السفينة في غفلة من الزمن، انشغل ربانها الحقيقي وهو الشعب، فراحوا يعيثون فسادا بثرواته، متمظهرين بثوب الدين زيفا ومتدرعين باطماع الدنيا جديا، من دون ان يعنوا بستر العورة المفضوحة من تصرفاتهم.السياسة تدار وفق توازنات براغماتية.. نفعية على مبدأ (شيلني وأشيلك) في حين الشعب يتضور عوزا، من دون ان يدخل في مناهج عملهم.شعب جائع بسبب التخبطات السياسية، بينما ثرواته المطمورة في ثرى تربته، تكفي لاشباع شعوب الكرة الارضية الثلاثة والتسعين بعد المائة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك