حيدر حسين الاسدي
لقد جاءت الأزمة الصحية التي ألمت بفخامة الرئيس الطالباني كالصاعقة على مسامع العراقيين من مواطنين وساسة ، فالصدمة هنا ليست لشخص الرئيس رغم ما يملكه من محبه في قلوب الكثيرين ، أنما بما يحمله هذا الرجل من مفاتيح حل للازمات ومن توقيت الأزمة الصحية التي وقعت عليه ، فالوقت حرج جداً وحساس للمسيرة السياسية وخصوصاً ان فخامته وضع قطار الحل على اول السكة ونزع فتيل الاقتتال بين الاقليم والمركز ، حتى قبيل ساعات من أزمته الصحية كان في اجتماع مع السيد رئيس الوزراء وخروجه بأتفاق على زيارات بين الاطراف واللجان المختصة بين الجانبين ووضع حلول للإشكالات العالقة .السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الظروف هو لو غاب نجم "الطالباني" لا سامح الله فمن هي الشخصية التي تستطيع ان تقدم الأداء التقريبي الذي لعبه الطالباني في الفترة الماضية وكيف سيكون موقف الكرد في المستقبل من العلاقة مع المركز ، وعلاقة الاتحاد الكردستاني مع الديمقراطي والتغيير التي تمثل الثقل السياسي في الإقليم من جهة اخرى ، أسئلة تحتاج الى تمعن واستعداد وقراءة واقعية للمواقف وتشخيص البديل القادر على استكمال المسيرة صاحب "كارزما" خاصة وضع أسسها الطالباني على ان يكملها من يأتي بعده في هذا المنصب .ان العملية السياسية العراقية تحتاج الى تقديم تنازلات وحوارات لتستكمل طريقها الذي بدأته بعد التغيير وتنتعش وتعطي للمواطن العراقي صورة مشرقة لمستقبل يحمل الأمل في طياته فكل يوم يمر على العراق تجد مواطنيه يعيشون اليأس منه بسبب ما تعتلي المشهد من ضبابية وغموض وصراعات مبنية على حسابات حزبية وفئوية وشخصية ابتلى بها الجسد العراقي وتحتاج الى تصحيح في أقرب وقت قبل ان تصبح ظاهرة وسلوك حكم لا يمكن بعدها تغييره .فكم طالباني نحتاج اليوم ليكون ملتقى للحلول التوافقية ، وكم تتحمل العملية السياسية غياب شخصيات تقدم الحلول وتغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة وخصوصاً ان الفرقاء السياسيين بعيدين كل البعد عن هذه الروح التي نحن احوج ما نكون اليها اليوم .دعاءنا بالشفاء العاجل لفخامة الرئيس وأن يعود الى مهامه وقد انتهت الصراعات بين السياسيين، من خلال التواصل والاستمرار في تفعيل مبادرته وإيصال الامور الى نقطة الحل.تحية لـ"مام جلال" المجاهد والمدافع عن قضية شعبه الكردي والمعارض لصدام في أوج عظمة الدولة البعثية الفاشية تحية لذلك المعارض الذي سخر حياته لخدمة قضية امن بها وأفنى عمرها لاجلها ، تحية لفخامته الذي لم تفارق البسمة محياه من خلال روح الفكاهة التي تميز بها عن كل رؤساء العالم والتي اعتاد ان يلقي واحده منها في كل مؤتمر صحفي ليطفي على المكان روح جديدة وابتسامة عريضة .
https://telegram.me/buratha