المقالات

"كارزما" الطالباني هل تغيب ؟

631 23:23:00 2012-12-19

حيدر حسين الاسدي

لقد جاءت الأزمة الصحية التي ألمت بفخامة الرئيس الطالباني كالصاعقة على مسامع العراقيين من مواطنين وساسة ، فالصدمة هنا ليست لشخص الرئيس رغم ما يملكه من محبه في قلوب الكثيرين ، أنما بما يحمله هذا الرجل من مفاتيح حل للازمات ومن توقيت الأزمة الصحية التي وقعت عليه ، فالوقت حرج جداً وحساس للمسيرة السياسية وخصوصاً ان فخامته وضع قطار الحل على اول السكة ونزع فتيل الاقتتال بين الاقليم والمركز ، حتى قبيل ساعات من أزمته الصحية كان في اجتماع مع السيد رئيس الوزراء وخروجه بأتفاق على زيارات بين الاطراف واللجان المختصة بين الجانبين ووضع حلول للإشكالات العالقة .السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الظروف هو لو غاب نجم "الطالباني" لا سامح الله فمن هي الشخصية التي تستطيع ان تقدم الأداء التقريبي الذي لعبه الطالباني في الفترة الماضية وكيف سيكون موقف الكرد في المستقبل من العلاقة مع المركز ، وعلاقة الاتحاد الكردستاني مع الديمقراطي والتغيير التي تمثل الثقل السياسي في الإقليم من جهة اخرى ، أسئلة تحتاج الى تمعن واستعداد وقراءة واقعية للمواقف وتشخيص البديل القادر على استكمال المسيرة صاحب "كارزما" خاصة وضع أسسها الطالباني على ان يكملها من يأتي بعده في هذا المنصب .ان العملية السياسية العراقية تحتاج الى تقديم تنازلات وحوارات لتستكمل طريقها الذي بدأته بعد التغيير وتنتعش وتعطي للمواطن العراقي صورة مشرقة لمستقبل يحمل الأمل في طياته فكل يوم يمر على العراق تجد مواطنيه يعيشون اليأس منه بسبب ما تعتلي المشهد من ضبابية وغموض وصراعات مبنية على حسابات حزبية وفئوية وشخصية ابتلى بها الجسد العراقي وتحتاج الى تصحيح في أقرب وقت قبل ان تصبح ظاهرة وسلوك حكم لا يمكن بعدها تغييره .فكم طالباني نحتاج اليوم ليكون ملتقى للحلول التوافقية ، وكم تتحمل العملية السياسية غياب شخصيات تقدم الحلول وتغلب المصلحة العامة على المصالح الضيقة وخصوصاً ان الفرقاء السياسيين بعيدين كل البعد عن هذه الروح التي نحن احوج ما نكون اليها اليوم .دعاءنا بالشفاء العاجل لفخامة الرئيس وأن يعود الى مهامه وقد انتهت الصراعات بين السياسيين، من خلال التواصل والاستمرار في تفعيل مبادرته وإيصال الامور الى نقطة الحل.تحية لـ"مام جلال" المجاهد والمدافع عن قضية شعبه الكردي والمعارض لصدام في أوج عظمة الدولة البعثية الفاشية تحية لذلك المعارض الذي سخر حياته لخدمة قضية امن بها وأفنى عمرها لاجلها ، تحية لفخامته الذي لم تفارق البسمة محياه من خلال روح الفكاهة التي تميز بها عن كل رؤساء العالم والتي اعتاد ان يلقي واحده منها في كل مؤتمر صحفي ليطفي على المكان روح جديدة وابتسامة عريضة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك