المقالات

زيارة الاربعين ... فوالله لا تمحون ذكرها !!

681 13:30:00 2012-12-20

سعيد البدري

تعتبر زيارة الاربعين واحدة من اهم التظاهرات العقائدية في عصرنا الحالي بعد ان تجاوز المؤمنون في العراق خصوصا عقبة الديكتاتورية وكسروا اطواقها الحديدية حتى قبل سقوط نظام البعث الكافر مع مالها من اهمية دينية وحضور كبير في روايات المعصومين عليهم السلام .والتراث الشيعي زاخر بمئات المواقف والاحداث التي سطرها الاعلام من رجالات ونساء المذهب ممن قدموا الارواح قبل الاموال والعيال من اجل ترسيخها والدفع باتجاه عدم المساس بها فزيارة الاربعين بحد ذاتها وكذا الزيارات المؤكدة التي نص عليها الائمة الاطهار مستحبة لكنها ومع التاكيدات وحجم الروايات الواردة بحقها تكاد تكون علامة فارقة في حياة الانسان المؤمن الملتزم بخط الرسالة فهذه الزيارة المخصوصة للامام الحسين سلام الله عليه علامة من علامات الايمان التي ذكرت في الحديث الوارد عنهم سلام الله عليهم وبهذه الروحية يقبل ابناء العراق ومعهم عشرات بل مئات الالاف من العرب والاجانب على تاديتها مشيا على الاقدام قادمين من كل ارجاء المعمورة ليجددوا بيعة الولاء للامام الحسين عليهم بكل دقة وتنظيم وثبات هدفهم كسب رضا الله ورسوله واهل بيته الكرام صلوات الله عليهم ومواساتهم بهذا الحدث الذي تعدى حدود الزمان والمكان وبات احيائه بلا ادنى ريب عنوانا للقرب من الله تعالى مصداقا لقوله ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب وبما ان البعض من جهال الفرق الناصبة العداء لخط ومدرسة التشيع الذين يسمون بالعلماء زورا وبهتانا يحاولون سوق التفاهات وتسطيح وعي الامة عبر طمس الحقائق وابراز بعض الاحاديث المغلوطة نصا ومعنى ومضمون ورمي هذه المدرسة وهي تمارس شعائرها بالشرك والتوجه لامور تخرجها عن عبادة الله الواحد لابد من ايضاح امرين الاول مرتبط بنفس هولاء الذين يطلق عليهم مفردة علماء فهم تجار فتاوى وان اتضحت الحقيقة وزالت هذه الشبهات واقتنعت الامة التي يمارس بحقها التضليل بان هذه النصوص غير اصيلة فلن يبقى لهم مكان وستبور تجارتهم الفاسدة وسينبذون حتى لا يبقى لهم حيز او مكان. لذا نراهم يقومون بكل امر دنيء للحد من هذا المد الحسيني ومظاهره وتجلياته وما فتاوى التكفير والقتل والابادة التي تمارس بحق الشيعة في كل مكان تقريبا الا دليل صارخ على بطلان حجتهم وضعف دليلهم وخروج سلوكهم عن دائرة الرحمة والرأفة والتواد والتراحم والحجة والبرهان ومنطق القرآن الكريم الصريح وجادلهم بالتي هي احسن . الامر الثاني متعلق بالحكم الشرعي والنص الذي يتعبد به وحسب اعتقادنا ان كتاب الله المنزل وسنة نبيه وسنة الائمة المعصومين الذين هم امتداد النبي ومبلغي الرسالة يؤكد معنا مغايرا لما يطرحه جهال الامة وطريقة تعظيم الشعائر التي وردتنا عبرهم لايصح معها اعتراض المعترضين لان الله ارادها هكذا وتقربنا وطلبنا ود الائمة ومنهم الامام الحسين بحسب بعض الطرق والاساليب التي نقوم بها اليوم تندرج ضمن هذا الفهم فليس بيد انسان ان يقول اني اصلي المغرب اربعة ركعات لان النص القرآني لم يقل ذلك كما لاينبغي انكار ان الثلاث ركعات في هذه الصلاة تصلى بطريقة تقديم السجود على الركوع او تأخير القراءة الى نهاية الصلاة كما انه زيارة قبر الامام الحسين عليه السلام بكيفياتها المختلفة المنصوص عليها والتي نقلها وطبقها ائمة الهدى ووصلت الينا بهذه الصورة فضلا عن المجالس وقراءة المراثي واقامة العزاء على سيد الشهداء عليه السلام وردت بهذه الطرق لذلك فاننا نجزم بانها الطريقة الحقة التي اقرها وشرعها الله لنبيه والائمة الاطهار وان سلمنا بذلك فاننا نقول عندئذ ان هذا عين التوحيد وهل هناك توحيد اخر اكثر وضوحا من الذي دلنا عليه محمد وال محمد صلى الله عليهم اجمعين لندحض بذلك اقاويل وافتراءات المفترين . اما الحديث عن امور اخرى يطلقها المتطفلين هنا وهناك ممن لازالت رواسب الجاهلية وادران المراحل السابقة والتي قد يرتفع بها اصوات البعض حتى من بين اوساطنا والتي تخلط الامور ببعضها ولاتميز بين ما هو عقيدة وفكرة ودين وحتى سلوك اجتماعي وتعقد مقارنات وتسوق خطابا مشوشا قد يصور الامور بشكل اخر يتوهم بعضنا انه الحقيقة فيطعن بايمانه وايمان الاخرين من قبيل ان الاموال التي تصرف على الزائرين من اطعام وسكن ونقل وغيرها فيجب صرفها في ابواب اخرى كتزويج الشباب والقضاء على الفقر ومعالجة البطالة وهنا لاندعي ان هذه المطالبات غير حقة لكن لماذا لانحدد الخطاب ونفصل الامور لتتضح الحقيقة فالزيارة هوية تميز البعض عن البعض الاخر وان جنوح البعض بما فيهم الدولة عن ممارسة دورهم في ازالة هذه المظاهر ليس مدعاة لاضعاف الزيارة والحديث عنها بهذا الشكل فلو ان كل انسان مسلم اعطى ما عليه من حقوق شرعية واوصلها للمستحقين لما بقي فقير قط فيما يجب على الدولة ان تقوم بمسؤولياتها لتغيير هذا الواقع سيما وان العراق بلد غني وفيه من الثروات ما يكفي الجميع ويزيد على احتياجاتهم فالقضية ليست قضية لو استبدلنا هذا بهذا مطلقا ويجب ان يكون فهمنا للامر من زاوية منطقية لاعبثية تحركنا فيها اجندات ومنطلقات غير المراد من هذا الكلام اصلا. اما الهمز واللمز الذي يمارس علنا عن فحوى التغيير الذي ينتج من القيام بهذا العمل كقول البعض لماذا يسيرون الى الحسين وهو ثورة اصلاح واخلاق وتدين وفيهم من لايصلي او يمارس اعمالا محرمة فهذا موضوع يحتاج لبيان لايتسع المقام لذكره لكننا نكتفي بالقول ان الحسين ثورة ضد كل مظاهر الفساد ومن يمنع نفسه من الوصول للحسين وفهمه عبر الزيارة وغيرها فقد فاته الكثير بل ان السير الى الزيارة في يوم او اثنين صعودا ورؤية كل المظاهر الحسنة وان كانت شكلية باعتقاد البعض فانها فرصة بحد ذاتها لتعلم ومغادرة خانة الفهم القاصر ومعاودة السلوك القويم وان كان الامام الحسين مدرسة وقيمة يقصدها المؤمنون للتزود وبناء الذات بناءا صحيحا ولا يسير الناس اليه فاي واد يسلكون لتغيير نمط حياتهم الفاسد هذا تساؤل نطرحها امام من يرون في الزيارة غير الذي نرى ؟؟ اخيرا لابد من قول كلمة مختصرة تصيب كبد الحقيقة وتتجاوز كل الانويات والتعالي والعمى الدائم الذي اصاب اصحاب هذه الاراء الفاسدة وهي ان الزيارة بغض النظر عن كل ماتقدم فانها واحدة من اهم مظاهر قوة مذهب اهل البيت وهي المعبر الحقيقي عن شخصيتهم الدينية والسياسية وهي بذلك تتعدى كونها مارثون او مهرجان او كرنفال انها قيمة عليا وتجديد بيعة ورفض ظلم وصك نجاة للصادقين وهي مسيرة تعليم وتعلم وبناء ارادة بل انها اكثر مما قلت بكثير فخلودها ليس مرهونا بسلوكنا الفردي القاصر لانه خلود الهي عبرت عن عقيلة بني هاشم السيدة زينب سلام الله عليها بقولها (كد كيد واسعى سعيك وناصب جهدك فوالله لن تمحو ذكرنا ) وهاهو الوعد الالهي يتحقق وسيبقى متحققا حتى يخرج صاحب الامر لينشر العدل ويجتث الجور وينتصر لكرامة الانسان التي يريدها له خالقه جل وعلا .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك