منذ أن بدأنا بصناعة "نظام حكم" جديد بعد أن أزيح "نظام القهر"، ذلك الكابوس الذي يمكن تسميته أي شيء إلا "نظام" حكم"، كنا نحاول صناعة تجربة يجد الجميع فيها محلا في الحكم..وكانت تلك أول أخطاء أو خطايا عملية صناعة "نظام الحكم " الجديد، التي أصطلح على تسميتها في الإعلام بالعملية السياسية..لقد كان هذا الخيار الذي يعبر عن نوايا طيبة، خيارا جاهلا أو ساذجا ببديهيات العمل السياسي...إذ أننا أذا أردنا أن نبني حكومة ناجحة يتعين علينا أن نسمح بنشوء معارضة قوية، وأذا لم يكن (السماح) بنشوء تلك المعارضة في ذاكرة العمل السياسي إبان "نظام القهر" ، يتوجب على الجميع في النظام الجديد العمل على تهيئة المناخ الملائم لنشوء المعارضة، وأذا لم يكن ذلك ممكن أيضا يتعين أن تبنى المعارضة وذلك بأن تدفع قوى سياسية بعينها لأن تكون في الجهة المعارضة، ليس بمعنى أصطناع معارضة شكلية أو بمعنى ترتيب الأوراق، لكن بمعنى أتخاذ مواقف تؤدي في نهاية الأمر لأن تقف منها قوى سياسية معينة موقفا معارضا..!!
لكن لماذا المعارضة ضرورية؟ سؤال يجيب عليه منطق الأشياء، وهو أننا لن نعرف أننا على الطريق الصحيح أذا لم تكن قبالتنا الفكرة المخالفة والرأي المعارض بل وحتى الرأي المناويء مطلوب أيضا، وإلا سينشأ لدينا نظام سياسي من لون واحد بينما نحن شعب عبارة عن فسيسفساء أجتماعية، وهنا مكمن الأختلاف، فلا يستقيم وجود التنوع الأجتماعي والمكوناتي مع وجود نظام سياسي بلون واحد,لذا ومن المحتم أن تكون هناك معارضة قوية فاعلة تشكل ضمانة للجم أي جموح نحو الأستئثار بالحكم وتجيير منافعه لصالح الحكام..
ولن تكون هناك حكومة قوية فاعلة خادمة للمجتمع بدون معارضة، ولقد جربنا التوافق السياسي وما صنع، فقد كانت المحصلة حكومة مقيدة بضرورة أرضاء الجميع بالضد من مصلحة الجميع! وهذا الذي أدى الى تراجع المخرجات لتجربة السنوات السبعة الماضية..نعم نبني حكومة قوية ومعها معارضة قوية، حكومة وحكومة ظل، راي ورأي آخر، والحكومة قارب ليس من المتعين أن يركبه الجميع..نعم يتعين أن يركب الجميع في سفينة العملية السياسية..
كلام قبل السلام: تصبح الديمقراطية عبئا أن عجز فرسانها عن تلبية مطالبها، وأذا كان فرسانها يطلبون دوما أجورا على أدائهم فإن الديمقراطية تتحول الى وسيلة أرتزاق... وأذا وجدت الجميع في حكومة ، فأفهم أنها عبيء من أعباء الديمقراطية التشاركية او التوافقية.. !
سلام....
https://telegram.me/buratha