خضير العواد
كل حدث في هذه الدنيا يجب أن يعتبر به الإنسان وأن يأخذ منه الدروس والتجارب والعبر إن كان جميلاً أو سيئاً فلكل منهما عبرته ودرسه وتجربته حتى يحتاط لدنياه وآخرته ، فقضية السيد الطلباني وما إنتابه من مرض قد أربك المسؤولين وجعلهم يهرعون الى المستشفى التي كان يتواجد بها ، ولكن هل تبادر في ذهن أحدهم إن حقيقة الموت قادمة آجلاً أم عاجلاً وليس هناك مفر لأحد من هذه الحقيقة التي يتناسها الكثير من بني البشر وخصوصاً المسؤولون أو المتنعمون إذ يقول عزة قدره ( كل من عليها فان )(1) ، ولكن هل فكّرَ أحد المسؤولين إذا أتته هذه اللحظة هل سيندم كما ندم أغلب الحكام والسلاطين والملوك والإمراء والوزراء وكل من تصدى الى قضايا الناس ، فهذا هارون الرشيد الملك الذي ملك أكثر من نصف الدنيا ، فقد أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى ينظر إليه فجعل يقول الى هنا تصير يا أبن أدم ثم جعل يقول ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه) (2) ويبكي حتى أبتلت لحيته من دموع عينه (3) ، ولسان حاله يقول من سينفعني في هذه الحفرة بعد أن عمرت دنياي وخربت آخرتي ، أم سيفرح كما فرح القليل القليل جداً من المسؤولين في هذه الدنيا وفي مقدمتهم وسيدهم أبا الفقراء والأرامل والأيتام علي بن أبي طالب (ع) فلما ضربه أبن ملجم لعنه الله قال فزت ورب الكعبة (4) ، فجميعكم أيها المسؤولون ستأتي عليكم ساعات الممات وحينها ستلتفتون ولا ناصر لكم ولا معين ، وما جمعتموه من حطام الدنيا سيأتي غيركم ويتنعم به وأنتم ستتحاسبون عنه ، فأعملوا وأعدلوا ما بين الناس لأنكم بين موقفين في آخر لحظة من حياتكم أما موقف أبا الحسن (ع) أو موقف هارون الرشيد عليه لعائن الله ، فلا تغرنكم الدنيا وزاخرفها فأنها ستنتهي لا محال ويبقى كل عمل عملتموه في كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها ، أما كتب هذه الدنيا فقد كتبها أما المحبون أو الأعداء فأنها لاتنفع أو تضر لأنها كتبت من خلال المصالح والأهواء فمهما كان موقفكم بها فأنه لا ينفع ولا يضر، ولكن الموقف الحقيقي الذي يجب أن تهتمون به ماذا سيُكتب لكم في كتاب الله سبحانه وتعالى الذي سيفتح في أول دخولكم للقبر ، فيا أيها المسؤولون أعتبروا من مرض السيد الطلباني وقدموا لشعبكم وخذوا حقكم وأتركوا حقوق الناس لأنها ستصبح نيران في بطونكم ومن سيطفيئها في تلك اللحظات هل تمتلكون دعاء أرملة أو يتيم أم فقير ، فأعملوا يا أيها المسؤولون لأن لمثل هذا فأليعمل العاملون .(1) سورة الرحمن أية 26(2) سورة الحاقة أية 28-29(3) البداية والنهاية - أبن كثير ج10ص240(4) خصائص الأئمة - الشريف الرضي ص63
https://telegram.me/buratha