المقالات

ولمثل هذا فليعمل العاملون

607 08:45:00 2012-12-21

خضير العواد

كل حدث في هذه الدنيا يجب أن يعتبر به الإنسان وأن يأخذ منه الدروس والتجارب والعبر إن كان جميلاً أو سيئاً فلكل منهما عبرته ودرسه وتجربته حتى يحتاط لدنياه وآخرته ، فقضية السيد الطلباني وما إنتابه من مرض قد أربك المسؤولين وجعلهم يهرعون الى المستشفى التي كان يتواجد بها ، ولكن هل تبادر في ذهن أحدهم إن حقيقة الموت قادمة آجلاً أم عاجلاً وليس هناك مفر لأحد من هذه الحقيقة التي يتناسها الكثير من بني البشر وخصوصاً المسؤولون أو المتنعمون إذ يقول عزة قدره ( كل من عليها فان )(1) ، ولكن هل فكّرَ أحد المسؤولين إذا أتته هذه اللحظة هل سيندم كما ندم أغلب الحكام والسلاطين والملوك والإمراء والوزراء وكل من تصدى الى قضايا الناس ، فهذا هارون الرشيد الملك الذي ملك أكثر من نصف الدنيا ، فقد أمر بحفر قبره في حياته وحُمل حتى ينظر إليه فجعل يقول الى هنا تصير يا أبن أدم ثم جعل يقول ( ما أغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه) (2) ويبكي حتى أبتلت لحيته من دموع عينه (3) ، ولسان حاله يقول من سينفعني في هذه الحفرة بعد أن عمرت دنياي وخربت آخرتي ، أم سيفرح كما فرح القليل القليل جداً من المسؤولين في هذه الدنيا وفي مقدمتهم وسيدهم أبا الفقراء والأرامل والأيتام علي بن أبي طالب (ع) فلما ضربه أبن ملجم لعنه الله قال فزت ورب الكعبة (4) ، فجميعكم أيها المسؤولون ستأتي عليكم ساعات الممات وحينها ستلتفتون ولا ناصر لكم ولا معين ، وما جمعتموه من حطام الدنيا سيأتي غيركم ويتنعم به وأنتم ستتحاسبون عنه ، فأعملوا وأعدلوا ما بين الناس لأنكم بين موقفين في آخر لحظة من حياتكم أما موقف أبا الحسن (ع) أو موقف هارون الرشيد عليه لعائن الله ، فلا تغرنكم الدنيا وزاخرفها فأنها ستنتهي لا محال ويبقى كل عمل عملتموه في كتاب لا يغادر كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها ، أما كتب هذه الدنيا فقد كتبها أما المحبون أو الأعداء فأنها لاتنفع أو تضر لأنها كتبت من خلال المصالح والأهواء فمهما كان موقفكم بها فأنه لا ينفع ولا يضر، ولكن الموقف الحقيقي الذي يجب أن تهتمون به ماذا سيُكتب لكم في كتاب الله سبحانه وتعالى الذي سيفتح في أول دخولكم للقبر ، فيا أيها المسؤولون أعتبروا من مرض السيد الطلباني وقدموا لشعبكم وخذوا حقكم وأتركوا حقوق الناس لأنها ستصبح نيران في بطونكم ومن سيطفيئها في تلك اللحظات هل تمتلكون دعاء أرملة أو يتيم أم فقير ، فأعملوا يا أيها المسؤولون لأن لمثل هذا فأليعمل العاملون .(1) سورة الرحمن أية 26(2) سورة الحاقة أية 28-29(3) البداية والنهاية - أبن كثير ج10ص240(4) خصائص الأئمة - الشريف الرضي ص63

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك