نور الحربي
المجلس الاعلى الاسلامي واحد من اهم القوى العراقية التي تركت بصمتها بشكل مؤثر وفاعل في المشهد السياسي العراقي ولعل ما قام به المجلسيون على مستويات عدة ترك انطباعا جيدا لدى الجماهير العراقية التي تعول على عودة فاعلة كالتي كان يتمتع بها قبل وبعد سقوط نظام البعث سيما الفترة الممتدة من تسعينيات القرن الماضي حتى عام 2009 حيث الامساك بزمام الامور وادارة شؤون البلاد عن بصيرة ووعي فبالرغم من محاولات التشويش الداخلية والخارجية وعمليات الاستهداف المتكررة واثارة القلاقل الى ان الحضور الفاعل وحكمة ووعي القيادة والتزامها اوامر ونواهي المرجعية الدينية وحرصها على وحدة الصف واصل المشروع كل تلك امور اسهمت في تحقيق المنجز ودحض المشاريع المضادة وان كان الثمن باهضا والتضحيات جسيمة غير ان ذلك لم يثني هذه القيادة الحرة ومن التف حولها عن ممارسة دورهم وبناء المشروع ولئلا يفوتنا تصوير الواقع انذاك فاننا نتذكر جميعا كيف كانت التحديات ومن يدفعون باتجاه الاحتراب الداخلي ولولا لطف الله وحكمة هذه القيادة وجهود المرجعية لسارت الامور الى منزلق خطير لا يمكننا التنبوء بنتائجه واثاره المهم ان هذه البصمة وهذا الاداء بقي عقدة عند الاخرين لذلك تراهم يحاولون اجتثاث كل ما يذكر العراقيين به فالقوانين باتت تحت يد من يرون انها غير ملائمة لوضعهم الحالي السائر باتجاه تاصيل حكم الفرد في عودة محمودة العواقب ان استمرت السياسات تتجه بهذا الشكل المؤدي الى الديكتاتورية وان ادعى من يقومون بالغاء هذه القوانين او تفسيرها على هو أهم غير ذلك وهي واضحة للعيان ولن يبذل العراقي الكثير من الجهد لفك طلاسم الخطوات التصعيدية التي نعيشها اليوم وما تخفيه قلوب القوم من ارتداد عن اصل المشروع وهو تحقيق الحرية والعدالة والرفاهية للشعب وبناء الوطن ومعاملة ابنائه وفق مقياس المواطنة لا الانتماء للحزب الحاكم . وبطي تلك المرحلة وقراءة مرحلة جديدة من تأريخ المجلس الاعلى بعد تسنم السيد عمار الحكيم لمنصب رئيس المجلس وهو ليس فصلا عن مرحلة سابقة بقدر ماهو امتداد للقادة الماضيين ومواصلة الطريق على خطاهم ونهجهم القويم لكن هناك امور تتحكم في المسيرة وعوامل لايمكن اغفالها منها تغيير المزاج السياسي لدى الشركاء وطيعة المرحلة وحجم المتغيرات التي تعيشها البلاد والمنطقة وايضا اتساع دائرة القوى المنافسة وغير ذلك من قضايا اسهمت في ان تكون هذه المرحلة غنية بما يميزها عن غيرها ولعل سطوع نجم السيد عمار الحكيم والمجلس الاعلى وسط كل هذه التعقيدات لم يأت من فراغ وله ما يدعمه على الارض فقراءة الوضع الحالي قراءة صحيحة والتعامل مع كل الملفات سياسية واقتصادية واجتماعية وغيرها بكل مسؤولية منح المجلس وتيار شهيد المحراب زخما اضافيا يضاف الى التاريخ الجهادي والارتباط بالمرجعية قولا وفعلا وتطبيقا وقربه من القواعد الجماهيريه ايضا كان ولايزال المكسب وهو المحرك الدافع لمواصلة منهجه في بناء الوطن بل انه الرهان الاقوى الذي يرى انه سيحسم الامر في النهاية لصالح المشروع الوطني وبناء الدولة على اسس غير التي نراها ونعيشها اليوم والتي تتسم بالشخصنة والجهوية والافراط في التصعيد والجدل والتنابز . ان حظوظ المجلس الاعلى الاسلامي في الانتخابات القادمة والتي يحاول البعض التقليل منها كبيرة وكبيرة جدا وقد اثبتت تجاربه السابقة في قيادة عدد من المحافظات الجنوبية والوسطى نجاعتها وفاعليتها رغم كبر حجم التحديات هذه التجارب ورجالاتها لازال المواطنين في هذه المحافظات يستذكرونهم ويحنون لنهجهم القريب من حاجات الناس وهمومهم واجزم ان الظروف السابقة التي احاطت بهذه التجارب لو تكررت مرة اخرى لما تمكنت سلطة محلية من الموجودة حاليا الاستمرار وبناء شارع واحد لكن نقول اختصارا ان القادم افضل وسيكون كذلك ان توفرت الارادة للتغيير واعتماد الكفاءة والقدرة والولاء لما هو اكبر من الحزب والجهة عند ذاك سيكون الحال افضل وسيتغير الواقع باتجاه مصلحة هذا الوطن وابنائه الذين يتوسمون ان تحمل الفترة القادمة الخير الذي طرحه السيد الحكيم في مبادراته ومشاريعه التي اعلنها للوطن لا للمجلس الاعلى باعتباره الحاضنة والراعي لهذه المبادرات ..
https://telegram.me/buratha