حيدر عباس النداوي
من الصعوبة الوصول الى غايات واهداف وزارة التربية الموقرة في ما قامت به من فعالية وصولة باسلة على عدد كبير من المدارس الابتدائية الرديئة والجيدة وساوتها مع الارض وكانها هباءا منثورا دون ان تعطي البديل او وضع حلول ومعالجات سريعة لما قامت به من فعل غريب لا يمت الى منهج البناء والاعداد التربوي العصري في وقت تتزايد الحاجة الى ايجاد مدارس جديدة مضافة الى السابقة قبل تهديمها بسبب زيادة اعداد الاطفال الذين بلغوا سن الدخول الى المدارس باعتبار العراق البلد الاول في العالم بنسبة الانجاب .وزارة التربية لم تستحي من العذر الذي تتذرع به عند السؤال عن سبب تهديم المدارس البائسة والصالحة وهو عدم وجود تصاميم جديدة تتناسب مع مرحلة الوزير الاعمارية والتي يجب ان تتناسب مع رؤية الوزير التميمي وغير هذا فان مسالة التاخير امر ليس مهما طالما ان الهدف الاساس من التهديم هو البناء العصري الذي سيتم في يوم ما دون ان يرف جفن للوزارة ووزيرها المحترم من حالة الزحام الكبير الذي تشهده المدارس والذي وصل في بعض مدارس العاصمة الى ثلاث وجبات تبدا من السابعة صباحا وتنتهي في الخامسة مساءا وهو ابتكار لا يوجد له مثيل في اي دولة من دول العالم مع ما يسببه هذا الزحام من تدهور الوضع التعليمي وقلة الحصص الدراسية وانعدام الدافع لدى ادارات المدارس التي لا تنتمي الى المواقع التي يحاضرون فيها.ويبدوا ان حظ وزارة التربية لا يختلف كثيرا عن حظوظ وزارة الكهرباء والتجارة في حالة التخبط والتراجع والنفاق التي يمارسها الوزراء الذين تناوبوا على استيزار هذه الوزارة الحيوية والمهمة جدا في حاضر ومستقبل البلد باعتبارها القاعدة التي يستند عليها بناء مستقبل العراق العلمي والثقافي والحضاري فان قامت بدورها بصورة صحيحة انتجت اجيال فاعلة ومؤثرة في صنع مستقبل البلاد وان قضت وقتها في بناء هياكل الحديد وتركها معلقة كانها جذوع نخل خاوية وكما فعل الوزير السابق ونائب رئيس الجمهورية الحالي خضير الخزاعي او تهديم المدارس وجعلها مكبات للنفايات او رعي الاغنام دون بنائها وكما يفعل وزير التربية الحالي محمد التميمي فان مستقبل الاجيال سيكون بائسا ولا يختلف عن مستوى تفكير الوزراء الذين حكموا الوزارة المريضة.الشيء الاكثر ايلاما في كل مأسات وزارة التربية هو عدم قدرتها على صرف التخصيصات المالية المخصصة لها في موازنة 2012 عندما اعادة اكثر من 60% من تخصيصاتها المالية لعام 2012 وهذه مفارقة عجيبة لان المفترض انفاق هذه الاموال على بناء وترميم المدارس لتلبية الاحتياجات والطلب المتزايد عليها الا ان الوزارة ابت الا ان تشارك الوزارات الاخرى فشلها وتخبطها وعدم وجود رؤية حقيقية لادارة الوزارة والنهوض بواقعها.لا استبعد ترشيح التميمي في الدورة الحكومية المقبلة نائبا لرئيس الجمهورية لان طريق وزارة التربية يؤدي دائما الى قصر الرئاسة بدل ان يؤدي الى الاستجواب والمحاكمة والسجن.وهذه الفلسفة توصل لها التميمي عن طريق هياكل الحديد التي لا زالت تمثل شاهدا حيا على الفشل والفساد وانعدام الرؤية.
https://telegram.me/buratha