ابو هاني الشمري
قرأت قبل اشهر عديدة من على هذا الموقع الموقر اعترافات ادلى بها افراد عصابة يقودها الرفيق رافع العيساوي نفذت خلالها جرائم قتل ضد مواطنين من اهل الفلوجة ورموا جثثهم بالقرب من بحيرة الثرثار. كان هنالك سؤال يدور في مخيلتي وهو لماذا لم يتم اصدار امر القاء القبض على الرفيق اياه خلال تلك الفترة التي حصل فيها المحققون على تلك المعلومات عن الجرائم والتي تجاوزت بضع سنين . ولم يطل انتظاري حيث جاء الجواب من بعض سياسيي العراق الجدد أن اعتقال هذا الشخص في الوقت الحالي سوف يؤجج الوضع في الشارع والذي هو متأزم اصلا !! ... وكأن دماء اهل الفلوجة رخيصة الى الحد الذي تصبح فيه قضية ايقاف القاتل امام القضاء مسألة سياسية بحتة لا قيمة لدم المقتول مقابلها.
مشكلة ابناء العراق مع السيد رئيس الوزراء هي انه يأتي بقتلة العراقيين كشركاء معه في ادارة البلد ومن ثم يتباكى على الدماء وعلى الضحايا ليصبح بطلا قوميا ليخرجها في الوقت الذي يشاء لاغراض لا يعلم بها الا الله والسيد رئيس الوزراء.
حسب الاخبار التي ذكرتها في البداية فأن الاشخاص الذين اعترفوا على العيساوي قالوا قولهم هذا قبل اكثر من ثلاث سنوات!! فلماذا اخفى القضاء وكذلك الحكومة هذه المعلومات حتى اليوم؟ !!انا رأيي كمواطن عادي انظر الى الامور من منظارها الطائفي الشمولي وذلك حفظا لرأي الطوائف الاخرى ايضا, لاننا شعب متعدد الاعراق والطوائف ومن حق كل شخص ان يدلي بدلوه اذا لم يكن يمس فيه طائفة او مكون آخر يشاركه الارض التي يعيش عليها ... رأيي يقول:
اذا كان العيساوي قد قتل اشخاص من المكون الشيعي او باقي المكونات الاخرى (كالمسيحية والصابئية والايزيدية وغيرها عدا المكون السني, وهنا اقصد المكون السني فقط, لان رافع العيساوي ينتمي اليه!!).... فعلى القضاء ان يأخذ مجراه في تطبيق العدالة والاقتصاص من العيساوي لان جميع المكونات الاخرى غير السنية تريد تطبيق القانون كما هو ... اما اذا كان ضحايا العيساوي من المكون السني فقط فعلى الحكومة والقضاء ان تغض النظر عن الامر لان السيد رافع العيساوي رمز من رموز السنة وقائد ايضا وهو ولي امر للكثير منهم وبذلك فهو مجتهد. فإذا كان قتل هؤلاء الضحايا من المكون السني هو رأيٌ رآه العيساوي واجتهادٌ اجتهده فيجب ان لا يحاسب على ذلك الاجتهاد كما يرى علمائهم الذين خرجوا من على الفضائيات ينددون باعتقال حماية العيساوي ويحرضون على العنف والعصيان المدني ومنهم (مرجعهم الكبير الشيخ عبد الملك السعدي) فهذا الشيخ ارعد وازبد وتوعد الحكومة واعلن انه سوف (ينعل سنسفيل ابو الحكومة اذا ما يبطلون هاي السوالف ويعوفون حماية الرمز والمجتهد العيساوي) وانه لا يقبل بهذا الاضطهاد الذي يتعرض له السنة ... حتى ان هذا الشيخ نسي ولم يرف قلبه للضحايا من المكون السني الذين طالتهم عصابات العيساوي وبتوجيه مباشر منه !!. والشيخ السعدي ومن يسير بنهجه من الشيوخ وخطباء المساجد الذي خرجوا بتظاهرات الامس يؤمنون جميعهم ان المجتهد اذا اخطأ فله اجر وإذا اصاب فله اجران ... واستنادا الى هكذا رؤيا للامور فعلى الحكومة ان تنظر مليا في جرائم رمزهم العيساوي ...
فإذا كان الضحايا سنة فلا بأس من اطلاق سراح المجرمين من حمايته لان العيساوي مجتهد وقد اخطأ فله اجر واحد على عمله (ان شاء الله) اما ان كان اصاب في عمله فله اجران (ان شاء الله)! وكلامي تؤكده حرقة الشيخ السعدي وباقي الشيوخ من خلال تصريحاتهم الرنانة.هذه الفتوى ليست من جيب الكاتب وانما دين يتدين به رجال الدين الذين خرجوا بالامس ليشعلوها طائفية جديدة ... وللتأكد من هذا الحديث اورد لكم ادناه المصادر التي اوردته ورواتها ... لانهم ينسبون هذا الحديث الى النبي صلى الله عليه وآله:ذكره البخاري في صحيحه عن عمرو بن العاص (الحديث 7352) قال: اذا حكم الحاكم فاجتهد ثم اصاب فله اجران واذا حكم فاجتهد ثم اخطأ فله اجر.وذكره الترمذي في العلل الكبير عن ابي هريرة ايضا نفس الحديث وذكره مسلم في صحيحه عن عمرو بن العاص (الحديث 1716) بنفس النص المذكور اعلاه.وذكره ابو داود في سننه عن عمرو بن العاص (الحديث 3574)وذكره ابن تيمية في مجموع فتاواه 4/461 وفي مكان آخر من هذا الكتاب ايضا.
وذكره ابن الملقن في تحفة المحتاج , والحديث فيه اختلاف حيث عن عمرو بن العاص نقل عن النبي (ص) انه قال (اذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله اجر وإن اصاب فله عشرة اجور (2/765)).ولما كان الشيعة وباقي المكونات عدا السنة لا يؤمنون بهذا الحديث فهم يريدون الاقتصاص من القتلة مهما كان اسمهم او منصبهم. اما حسب رأي الشيخ السعدي ومن يتبعه فان العيساوي في جميع الحالات سيحصل على اجره من (العزيز الجليل) على هذا الاجتهاد وعليه ان يذبح معارضوه من ابناء طائفته اذا وجد ذلك ضروريا !! ... فهو مأجور في جميع الحالات لانهم يؤمنون بالحديث اعلاه وعلى ذوي الضحايا ان يصمتوا ولا يسألوا عن دماء ذويهم فعلماؤهم اجازوا القتل حسب هذا الحديث الذي وضعه سيدهم عمرو بن العاص وسيدهم ابو هريرة كذبا عن نبي الرحمة (ص).
هنالك امر يجب ان اذكّر به (الاخوة الارهابيين) الخائفون من أن جماعتهم سوف يقلّون اذا ما لحق العيساوي بطارق الهاشمي لانني على علم تام بأن قانون نوري المالكي سوف لن يطبق على الرموز الا بعد ان يغادروا العراق ويصبحون في مأمن من العقاب الصادر بحقهم... اقول لهم اطمأنوا فان اعداد الارهابيين سوف تزداد اضعافا مضاعفة بفضل حنكة قيادة رئيس الوزراء ومستشاره الاستاذ عامر الخزاعي .... ألم تسمعوا بما فعله غراب البين هذا المدعو عامر الخزاعي؟ لقد قبل يد شيخكم الكبير حارث الضاري متوسلا اياه ان يعود حتى يصنع له المالكي وزارة على مقاسه ... وربما سيعيد فتح وزارة الاوقاف من اجل عيون الضاري وولده المؤتمن مثنى ... ولقد بكى الخزاعي كثيرا امام سماحة وهيبة الشيخ الضاري وهو ينتظر منه المباركة بقبول هذا العرض السخي ...فآخر الاخبار تقول ان المالكي والخزاعي اقرا وبأغلظ الايمان ان الضاري وهيئة علمائه انما هم حملان وديعة ظلمهم العراق الجديد ظلم لم يحدث في تاريخ البشرية.
من يدري ربما سيلتقي المالكي بالضاري وخميس الخنجر وعزة الدوري خلال رحلته الحالية الى وكر هؤلاء الارهابيين عمّان !! وربما اكون مخطئ ايضا.لعن الله كل مستخف بالدماء الزكية التي تسيل على ارض العراق كما ستنزل لعناته وعذابه كل من اسالها وساهم واشترك في اسالتها وكل من يدافع او يسكت عن هؤلاء .... قولوا آمين.
https://telegram.me/buratha