المقالات

يا سفينة النجاة...وقبلة الاحرار..يا حسين...

692 17:30:00 2012-12-24

الدكتور يوسف السعيدي

وما زلنا في ذكراك يا ابا عبدالله...ما لاح الجديدان ..وما اطرد الخافقان..وما حدا الحاديان..وما عسعس ليل..وما ادلهم ظلام...وما تنفس صبح...وما اضاء فجر...يسالوننا ما سر هذا التدافع... وهذا الزحف المليوني باتجاه ارض الطف... باتجاه قبرك يا سيدي؟ هذا الحشد الهادر.. وهذه النفوس.. وهذه التجليات.. مظاهر عجيبة في المعاني.. ومعان عجيبة في المظاهر.. لا يمكن لاحد الا ان يكون واقفا اجلالاً لهذه الحشود.. باتجاه سفينة النجاة.. وقارب الخلاص...حيث مذبح الحسين هناك في باب قبلته.. وحيث لبت هذه الحشود النداء الى سفينة الخلود وشاطيء الرحمه.. يحوط بها.. عشاق الحسين وزواره.. ليقولوا لابي الفضل العباس (ع) نعم سيدي انت اسست الفضل الاباء.. جاءوا يبحثون عن كفيك وهل كفيك الا الجود والعطاء.. وهل كفيك الا محض الحب والولاء.. تمسح على جبين الكون... ومع هذا الزحف الهادر ونحن نشاهد عشاقا ليسوا ككل العشاق وانصارا ليسوا ككل الانصار وكرامات ليست ككل الكرامات.. وليس هذا من فيض التعبير الانشائي او انشاء التعبير اللغوي.. انها حيقة سرمديه وصدق ثابت.. ومعنى متجذر.. واُسٌ لا يمكن الا ان يكون قاعدة للعلوم.. علوم الرياضيات ورياضيات لعلوم الكون وفيزياء الكون والذرة والقوانين والاواصر والكيمياء المختصة بها كلها علوم محترمه.. لكنها عند الحسين قانون واحد انه قانون الوعي.. والبصيره.. على امتداد هذه الحشود الى ما بين الحرمين ستقف كل القوانين.. وتنتهي كل الاشياء.. انه القانون الطبيعي.. الفيزيائي.. الذري.. الكيميائي... هذه الرايات والبيارق.. كلها تعبيرات عن هذا القانون وهذا الفهم وهذا الوعي وهذا الصوت وهذه المدرسه وهذه الجامعه.. ترى ماذا في صدورهم وماذا في خلجات انفسهم وماذا في مشاعرهم عندما يضربون على الرؤوس ويلطمون الصدور... حزنا على الانسانية المعذبه ينادون يا حسين... على ارض العراق عراق الصدق والمباديء... عراق الرفعة والعظمة والسمو.. العراق الحسيني الموحد بوحدة ابنائه.. بالصوت الذي ينطلق برمز وحدته.. بصدق المخلصين من قادته.. ونحن نسير الى كربلاء.. كربلاء الحسين.. ها هم اتباعك سيدي ابا عبدالله يواسون الرسول الاكرم(ص) بفاجعته ومصيبته.. التي ابكت اهل الارض والسماء.. ها هم اتباعك سيدي قادمين اليك يطوفون بكعبتك مولاي.. راسمين لوحة رائعه من الموالاة والبيعه. . تعجز فصاحة اللسان وجمال المعاني والبيان وصف هذه الملحمه الرائده التي حوت ما حوت من معاني العزة والشجاعة والشموخ والتضحية والايثار... انها ترنيمة الحياة وسمفونية الدهر..... سائرة هذا الحشود الى باب قبلة الحسين واخيه ابي الفضل(ع).. انها قبلة المعاني.. والحضارات... قبلة الدم الذي لا ينتهي.. وسفينة النجاة.. بقلوب مؤمنه آمنت بالثقلين.. الكتاب والعتره.. ومدرسة محمد (ص) التي تحدت كل الطغاة عبر التاريخ.. وكل طواغيت الارض.. لان هذه الحشود المليونيه هي التي تكتب التاريخ.. بدماء القلوب التي اتصلت وتواصلت مع فاجعة كربلاء وملحمة عاشوراء... متصلة بعطاء مدرسة محمد (ص)وال بيته الاطهار.. مدرسة الحسين.. ودم الحسين.. الذي قتل ظلما وعدوانا في صحراء كربلاء على ايدي الطغاة... اتباع سائرون.. يضربون على الصدور والرؤوس. . دلالات على الرفض والاستنكار لكل جريمة عبر التاريخ وقعت وواقعة الان وستقع مستقبلا... يضربون الرؤوس ويلطمون الصدور حزنا على الانسانيه المعذبه.. والصاده.. والموحده... منطلقين من ارض العراق المعطر بدماء ابنائه.. بقادته.. بمرجعياته.. الذين وقفوا وتحدوا.. وخاضوا غمار هذا التغيير رغم كل محاولات التزييف ورغم كل الاعلام المضلل.. ورغم كل الاجندات من الكبار والصغار... لكن العراق.. عراق الانسانيه عراق الحسين نهض وبقي وبقيت وحدته.. يبني ويعمر وينشد الامن والامان بفضل تضحيات الحسين.. ايها الامام الشهيد.. يا فيض العلم الملكوتي... وهناك على ارض الطف حيث بقيت راية ابي الفضل (ع) ترفرف رغم الكفين القطيعين... نعم يتيه القلب في هؤلاء.. مع المشاعر.. من اعماق الحناجر.. مع هذه الشعائر.. انه قول اصدق من كل قول.. ونشيد يحمل كل معاني الانسانية المعذبه.. ترانيم وتسبيحات.. تهفو الى الاله العظيم الذي اشترى من المؤمنين انفسهم.. وعاشوراء.. والعراق... وملحمة العطاء المحمدي والوعي الكامل الحقيقي لهذه الامه.. قضية الدم المسفوح.. دم السبط الشهيد.. دم اتباع النهضة الحسينيه.. وكيف لنا ان ننسى من وقف بوجه هذا الشعب.. ابان سنوات الظلم والقهر... لبيك يا حسين.. نشيد القلوب.. لان حبك يا سيدي ربيع المشاعر وسلوة النفوس. . ونهجك طريق للصلاح... ورؤاك المستقبليه حددت طريق الخلاص.. والتحرر.. والسعاده.. لانك امرت بالمعروف فحققته بدمك الطاهر.. وطلبت الصلاح فنلته في قلوب الزائرين.. مسيرنا اليك سيدي صرخة اباء وشموخ.. ونشيد يردده الاحرار في كل زمان ومكان...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك