نبارك للمسيحيين كافة اعياد الميلاد السعيد، كما نبارك لانفسنا ولجميع المؤمنين ولادة نبي المودة والمحبة.. فالسلام على {المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه}..
لقد مارس الغرب اعمال التصفية الدينية والعرقية لقرون طويلة، بين الكاثوليك والبروتستانت والارثذوكس والبيزنطيين والاقباط، ناهيك عن اليهود والمسلمين.. في وقت كان المسلمون يومها -بشكل عام- اكثر انفتاحاً وقبولاً للاخر.. فوقفنا عند بوابات القرن العشرين وبلداننا موطن التعددية والديانات السماوية والقوميات والالسن المختلفة. تعلم الغرب الدروس وخدمته الظروف فتقدم خطوات الى الامام.. فانفتح -بشكل عام- على غيره، وتطورت لديه الحريات والحقوق وقبول الاخر.. وتراجعنا خطوات الى الوراء وخذلتنا الظروف، فازدادت افكار وممارسات الاستبداد والقمع والعزل والتمييز والكراهية والتكفير والتصفية العرقية والدينية.. والتي تستهدف المسلمين والمسيحيين وغيرهم.
نقف مع اهلنا في هذه الاعياد نهنئهم ونتضامن معهم وهم يمرون –مثلنا- بظروف صعبة معقدة، خصوصاً في مصر وسوريا ولبنان وسوريا وفلسطين. فالاحتلال الاسرائيلي، والجماعات الارهابية، وحاملي رايات العنف والتعصب والكراهية والتكفير، تدفع كلها لاعمال الاعتداء والقتل والنسف والتهجير والتصادم التي تصيب الجميع ومنهم المسيحيين.. مما يتطلب وقفة خاصة.. ولعل ذلك قد يكون بالعمل باتجاهين رئيسيين.
الاول ان يكون للمسيحيين في الشرق ما لغيرهم.. وان يكون لهم ما للاخرين، وعليهم ما على الاخرين.. فيمنع الاعتداء عليهم باي شكل كان.. وتحمى ارواحهم واموالهم ومدارسهم ومناطقهم ودور عباداتهم وشعائرهم واحوالهم الشخصية.. وكافة الحقوق الخاصة والعامة التي يضمنها لهم الدستور ليتمتعوا بكافة حقوق المواطنة شأنهم شأن غيرهم.
والثاني ان لا تستغل معاناة المسيحيين من قبل البعض في الخارج، او في الداخل، بمعزل عن ظروف ومعاناة شعوبهم.. هذا لا يعني عدم مناصرة الاخرين لهم.. او مناصرة ابناء الدين والمذهب الواحد لاخوانهم.. فهذا امر طبيعي ومفهوم..
لكن هذه المناصرة والمساعدة يجب ان لا تتحول الى اغراءات هجرة وتوطين ودعوات للحقد والكراهية المقابلة.. وان لا يستغل البعض معاناة المسيحيين او المسلمين او غيرهم لاثارة الفتن السياسية والفكرية والعقائدية لاغراض سياسية قصيرة النظر.. فهذه ستخدم المتطرفين في كل التيارات، مما يزيد الامور تعقيداً على الجميع.
فالسلام عليك ياعيسى روح الله.. والسلام على محبيك ومريديك والسائرين على دربك ونهجك وتعاليمك. وكل عام وانتم بخير.
27/5/1225/تح: علي عبد سلمان
https://telegram.me/buratha