المقالات

كارثة وقودها الناس /

530 09:42:00 2012-12-26

حافظ آل بشارة

أزمة اعتقال حماية الوزير رافع العيساوي اعادت العراق الى المربع الأول ، توقيت الأزمة غير مناسب ، اهم الاسئلة في الشارع : المعتقلون متهمون بالارهاب وتهمتهم ليست مرتبطة بجريمة فورية ، فلماذا يتم اعتقالهم الآن ؟ أزمة جديدة تشبه أزمة اعتقال حماية طارق الهاشمي ، وظهرت تشضيات تحول دون الخروج بموقف سني موحد ، العيساوي حشد متظاهرين في الانبار لكنهم خرجوا عن سيطرته واصبحوا بعهدة آخرين تمتد خيوطهم الى القاعدة ، رفعوا علم كردستان في الانبار اشارة الى اكتمال السياج الطائفي ، كل هزة سياسية لها نتائج أمنية دموية ، لذا ينتظر الناس حملة تفجيرات شعارها (يا لثارات العيساوي) تسفر عن حشد من التوابيت المتجهة الى النجف ، تأتي الأزمة وملايين الزوار يزحفون باتجاه كربلاء لزيارة الاربعين ، فهم هدف أمني مليوني ثمين حمايته شبه مستحيلة ، يقال ان مثيري الأزمة كان بوسعهم الاستعانة بشخصيات سنية غربية كضد نوعي تشارك في انجاز المهمة او تبريرها مقابل ثمن بدل هذا الاسلوب الاستفزازي ، هناك قادة من جبهة العيساوي يرحبون بخروجه من الحلبة كما رحبوا بخروج طارق الهاشمي ، لكن العاصفة في بدايتها والمستفيدون النوعيون اما ان يلوذوا بالصمت او يستنكروا بصوت واطئ لدفع التهم ، على هامش الأزمة تكلم النائب احمد العلواني فخلق مشكلة أخرى ، وهو الذي سب السيد حسن نصر الله وامتدح موزة زوجة أمير قطر في شهر رمضان الماضي ! وكان مغزى موقفه معروفا ، عاد الرجل ووجه سيلا من الشتائم الى الشيعة كطائفة وكأنه ينتظر أزمة كهذه ليوجه شتائمه المتلاطمة في صدره ويستريح ، هو نائب ويخضع لقانون البرلمان وهناك من يدعو لمعاقبته لتحريضه على العنف ... الأزمات تقوض الجبهة (الوطنية) ، قبل ايام سببت الأزمة بين الاقليم والمركز اظهار مسعود بارزاني بطلا كرديا على حساب قادة كرد اكثر اعتدالا ، وهذه الأزمة صنعت من الوزير رافع العيساوي بطلا آخر بلا مبرر ، في وقت اصبح الوضع في سوريا يغلي ، وكثير من الذباحين النشطين في سوريا هم عراقيون يتحرقون للعودة الى بلدهم ليكملوا المجزرة ، يقول أصحاب الأزمة انهم ليسوا السبب بل السلطة القضائية هي التي تتصرف وتتحمل النتائج وهم مجرد منفذين ، لكن الغريب ان أحدا لا يتفاعل مع هذا العذر ، يقال ان لموسم الانتخابات استحقاقاته ، يجب ان تكون هناك أزمة ، والأزمة تؤدي الى استقطاب طائفي ، والاستقطاب يحفز الارهاب ، والارهاب ينفذ تفجيرات عشوائية ، والتفجيرات تؤدي الى سقوط حشد من الشهداء لا علاقة لهم بالموضوع ، الجنة تنتظر الشهداء وجهنم تنتظر القتلة ومن شايع وبايع وفكر ودبر ، وهذا البلد المنكوب ينتظر الخلاص من حكاية الانتخابات لا لأجل مكسب ديمقراطي جديد بل لأجل انتهاء الدعاية الانتخابية الدموية المرعبة وعودة الهدوء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك