المقالات

" كذبة الوطن الوطنية "

2202 07:14:00 2012-12-26

صالح المحنّه

الوطن والوطنية أكثر مفردتين إستهلكهما السياسيون العراقيون وأغلب أفراد المجتمع العراقي، وتُلاك ليلا ونهارا ، حتى أصبحتا أفسدُ متاع وأكسدُ بضاعة ٍ تُحملُ في المؤتمرات والأحتفالات ، وتترددُ في مناسبة وفي غيرمناسبة ، ولا تخلو منها حتى مناسبات عقد القران و مناسبات الختان ، نشيد الشعراء والأدباء ، وملهمة الثوار ودعاة النضال ودعاة الجهاد، بهما تفتتح القصائد وبهما تختتم، شعارات المرشحين ، دعوات الناخبين ، محاضرات المتدينين، كلها تنادي وتدعي حب الوطن ، وأن الأنتماء له ، فوق الأنتماء للطائفة والحزب والعشيرة والقومية ، و الجميع يتظاهر بأن حب الوطن مقدمٌ على الطائفة والعشيرة والمال والبنون ، والحقيقة والواقع تثبت عكس الأدعاءات، الوطن بينهم مثل الأطرش بالزفة، ومفردة الوطنية ماهي إلاّ كذبة تُزين اللافتات الحزبية ، والشعارات الأنتخابية فقط ، حالها حال الأعلانات التجارية ، وإلاّ من يدّعي حب الوطن والوطنية أقل مصداق ٍ لإدعاءه ، أن يحب أبناء وطنه، الذين يشتركون معه في بناء ه ومِحَنِه ، وفي الدفاع عنه وعن حقوق شعبه ، إلاّ إن الملاحظ على أخلاقيات مدعين الوطنية وتصرفاتهم، لاتدل على أنهم ابناء وشركاء في وطن واحد ، بل ساهموا بكل مايستطيعون الى تحويله الى بؤرة للفساد والفتن ، أستخدموا عباءة الوطنية غطاءاً لتضليل أتباعهم ليكسبوا دعمهم وتأييدهم ، مَن يدعي الوطنية وحب الوطن ويتباكا عليه ، لايدخل الكلاب والخنازير المفخخة بالمتفجرات والبغض الطائفي، لقتل الأبرياء بجريمة إختلاف المعتقد ، وهو الشريك له في الوطن الذي يدعي حبّهُ، فما أقبحها من شراكة ووطنية كاذبة ، من يدعي حب الوطن يجب أن يساهم في ترسيخ أسس قوانين وطنه ويعمل جاهدا على تقويتها ، ويناظل من أجل الحفاظ على ثرواته ، لا أن يسرق وينهب الأموال ويفرُّ بها الى بلاد أخرى ! أم ذاك الذي يتهم بالأرهاب فيرتمي بأحضان أعداء وطنه ؟ أين الوطنية من الذي يحتكم الى طائفته حينما يختلف مع الآخر؟ وماذا أبقى من الوطنية ذاك الوزير الذي يحمي الأرهابيين ويتستر عليهم في مكتبه الرسمي؟ أم ذاك النائب لرئاسة الوطن الذي يبكيه ليلا ونهاراً ، فيجعل من مكتبه منطلقا للأرهاب وستراً للمجرمين ؟ أم ذاك الذي يسرق قوت شعبه ؟ أم الذي يسهّل فرار الأرهابيين والقتلة من السجون ؟ أم ذاك المزور الذي أحتل منصباً ليس من حقه وحرم وطنه من كفاءة حقيقية ؟ أم ذاك النائب الذي يفترض به دستورياً أن يمثّل الشعب فيتنازل عن وطنيته وأمانته ويرتمي بأحضان طائفته ويشترك مع المندسين والبعثيين في تخريب وقطع الطريق ؟ ثم يشتم ثلاثة ارباع نزلاء هذا الوطن ويصفهم بالخنازير؟ علماً أن الخنزير عنده وعند أمثاله غير مذموم ، لأنه من أكلة لحوم الخنازير ، وافلام الفديو على اليو توب شاهد على ذلك ، وتريكم كيف يقتلون ويشوون ويأكلون لحم الخنزير؟.إذن السرّاق ، والقتلة ، والمجرمون ، والمزورون، والمحتالون ، والمتسترون ، والفاسدون ، إداريا وماليا وإخلاقياً ، والمتعاونون مع الأرهاب ، كل أولئك هم من دعاة الوطنية وحب الوطن !!! بل هم أكثر الناس ثرثرةً ولغواً ونفاقاً في إدعائهم المزعوم بالوطنية والأخلاقيات الكاذبة...والوطن والوطنية براءٌ من هذه الإدعاءات الكاذبة والمنافقة..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك