المقالات

كم هي المسافة بين الجلاد والضحية ؟.

622 12:21:00 2012-12-27

بقلم : عبد المنعم الحيدري

يقول المفكر الاسلامي الايراني علي شريعتي ان المسافة بين الجلاد والشهيد هي بضعة اقدام في اشارة منه الى مرقد الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام وقبر هارون العباسي الذي يكون موضع قبره عند اقدام الامام عليه السلام جاء ذلك في كتابه (الدين ضد الدين ).هو يقول الشهيد وانا وبكل تواضع اقول الضحية لا نني اتحدث عن حالة عامة وهو قد خص الموضوع علما اني لا اضع نفسي قبالة ذاك الفذ العبقري الذي اسمه شريعتي ولكن لكونه ترك نافذة لامثالي حتي يتمكنوا من الكتابة ولهذا اخترت هذا العنوان وان هناك قصص وروايات متشابهة ومختلفة ابطالها الجلادون ، ولكن ضمن حدود مملكتهم المادية ، وأما بعد ذلك فهم لا قيمة لهم .اما الضحية فهو يبقى بطلا ليس للتاريخ فقط بل حتى على مستوى الجغرافية التي يدفن فيها فكم من جبروت كان يخاطب الغيوم ( امطري حيث شئت فخراجك سيأتينني) ، وإذا به يسقط تحت اقدام الضحايا عسى ان يرحمه الله تعالى بحكم الجغرافية التي دفن فيها.ان المسافة التي تكون بين الجلاد وضحيته وحسب ما اعتقد تكون ضمن ثلاث اطر ، فالأول هو في السماء واما الثاني في صفحات التاريخ واما الثالث فهو على الارض.اما المسافة التي في السماء فهي لايمكن قياسها لان الضحية التي قدمت نفسها قربانا لله تعالى فهي في اعلى المقامات والدرجات عند مليك مقتدر ومنهم في عليين ولايمكن لاحد ان يتصور هذا على الاطلاق.بينما تجد الجلاد عندما يدفع الى الله تعالى فهو في الدرك الاسفل وهو اعمى لانه من كان في هذه فهو في الاخرة اعمى ، وشتان مابين الثرى والثريا.اما في صفحات التاريخ فهنا المفارقة اللطيفة التي يبدا فيها الضحية بقرع جلاده بالسوط الى يوم البعثة وذلك كلما قلب احدهم التاريخ يجد الجلاد قابع في سطورها يضرب على بصره شعاع تلك الصفحات البيضاء التي دونت وبعز حياة الضحية وبودي ان تتصور عندما تقرأ التاريخ وتمر على جرم يزيد وترى كيف يجلده سوط التاريخ كل يوم بل كل ساعة بينما تجد الحسين الذي يرقد بكل سعادة في الصفحات البيضاء شامخا لا يقف عند حدود السماء بل يتعداها فهو خالد في الدنيا وخالد في الاخرة.اما يزيد الذي لا يقاس بحسين تجده مقبورا في صفحات التاريخ السوداء فهو مذموم في الدنيا وملعون في الاخرة .اما في الاطار الثالث فيكفي ان يجثوا الجبابرة والجلادون عند اقدام ضحاياهم كما يجثوا منذ قرون كبار الجبابرة امام ضحاياهم.وربما سيطرح من احدهم سؤال ما هي الجدوى من كتابة هذه الكلمات اقول وبكل ثقة للجلادين فقط .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك