المقالات

صورة مشوهة..! بقلم: قاسم العجرش* كاتب وإعلامي

621 19:15:00 2012-12-27

 

   من يستذكر الحقبة السوداء للحكم الشمولي، يدرك البون الشاسع بين الدكتاتورية والديمقراطية، والاجواء الملبدة بالغيوم والاحزان، وبين سماء ناصعة مفعمة بالاضواء، والوضوح في تداول السلطة وقيادة سفينتها تحت الانوار، وتحت رقابة الشعب ورقابة القانون وقبلهما رقابة الضمير...

   صحيح أننا نواجه مشكلات في الخدمات، وشخصيا أعاني من مشكلات صحية ومالية وسكنية و تراجع تجهيرز مواد الحصة التموينية الى حد خطير، وبيتي محاط بالأوحال لأني أسكن منطقة شوارعها غير معبدة مع أنها في منطقة تقع داخل حدود أمانة بغداد ، بل قرب أهم منطقة فيها..

   أقول كل ذلك أعاني منه وغيري أيضا يعاني ربما أكثر مني، حي طارق، الكمالية، التراث ، الفضيلية ..بوب الشام، الحسينية .الخ...لكني منذ 2003 سعيد جدا بمعاناتي!! فقد بت قادر على أن أعبر بوضوح عن معاناتي وهمومي، واستعمل حقا كفله الدستور لي، وهو حق شتم من يتسبب بمعاناتي في عدد كبير من الصحف التي أكتب فيها، دون أن يرد أي من الذين أشتمهم! وأفسر عدم ردهم بواحد من إحتمالين، أما لأنهم مقرين بالذنب والتقصير ولا يجدون جوابا وردا...أو أنهم "لابسيني" كما لبسوا 32 مليون من الذين يعانون مثلي...!

   وقد يتمهني قاريء أو أي من الساسة بأني أتعامل مع الديمقراطية بسذاجة وفهم سطحي، ..لكن مثل هذا الإتهام مردود، ونحن نرى ونسمع يوميا شتائم الساسة وإتهاماتهم بعضهم لبعض، حتى تحولت مؤسساتنا الدستورية، وفي مقدمتها الابرلمان الى "مشتم خانة"، على وزن " بنزين خانة.. حيث بعضهم يشتم بعض...!

    ويظل الناتج اللافت للنظر في هذه الممارسات، اننا نجد بين ممارسيها من ينظر للديمقراطية بنظرة سطحية ويتعامل مع القشور دون اللب، ويذهب بمطالبه بعيدا عن المنطق والقانون، فهناك من ينصب نفسه بديلا للسلطة والقانون، ويطالب بتسليمه من اخطأوا التصرف، ليكون هو حاكما وجلادا كما كان الطاغية المقبور..! فيما آخر تمادى في مطالبه، وذلك بإخراج الجيش من محافظته، وكانها مقاطعة مسجله بأسمه، وكانه هو القانون والقاضي...وفي ذلك قصور فهم للديمقراطية على كثير ممن ان يعوا الديمقراطية لانها منهج عمل وسلوك منضبط للبناء.

كلام قبل السلام: غابت افاق الديمقراطية الحقيقية ودورها الفعال عن فهم ساسة اليوم، وكانت النتيجة صورة مشوهة تماما لها...!

 سلام..

27/5/1227

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك