ابوذرالسماوي
ملايين البشر تزحف نحو هدف واحد بألوانهم المختلفة وباختلاف السنتهم وبتعدد لهجاتهم وباختلاف توجهاتهم مليارات تصرف وتبذل بلا منة وبلا استجداء تعطى من طيب خاطر ويشعر صاحبها دائما بانه مقصر ويبقيها دوما في دائرة القليل وفي الجهة الاخرى العظمة والكبرياء فما يعطى دائما خالصا لوجه الله تعالى جهود مجموعة دول وميزانيات ضخمة قد لايتصورها احد ولا يعقلها ولا يعرفها فهي لاتعتمد على دولة ولا ترتجي حكومة ولا تريد ان يتفضل عليها احد كل ما ترى هو من الناس من المحبين من المتفانين من الذين يعطون للحسين وفي سبيل الحسين ومن اجل الحسين اعمارهم ارواحهم ابناءهم فكيف بالاموال 0ان ما يظهر من جهود واموال وطعام على طريق الزائرين الى كربلاء ومن مختلف الجهات جنوبا وشمالا وشرقا وغربا وبخطوط فرعية ومتوازية تتصل ولا تتقاطع فكلها متوجه الى كربلاء يخفي وراءها ملايين وطاقات وخطوط ساندة اخرى ان من يسير يبقي ورائه جماعة ستلتحق ان من يسير قد انهى دوره في خدمة الزائرين ليلتحق بمرتبة اخرى ومقام اخر هو مقام زائر الحسين عليه السلام وفي زيارة الاربعينية له مقام خاص وخادم الحسين عليه السلام مقام عال لايعرفه ولا يقدره الا اهل بلادي لذا ترى هذا التلاحم والترابط والتشابك والتداخل حتى تجد الجموع عبارة عن كتلة واحدة وجسد واحد ولا تميز بين هذا الصنف وذاك لذا اذا اردت ان تذكر وتستنتج بعض الارقام والاحصائيات فانك تصل الى لامتناهيات وعموميات وارقام خيالية ومخيفة في عالم المال والاقتصاد بينما تجد من بذلها يستصغرها يستقلها يستزهدها ويطلب المزيد يطلب العودة يطلب الافاضة كي يضاعف كي يجزل كي يعطي كي يسجل في( سجل حبيب) وهذا ما لايعرفه ما لايدركه ما لايفهمه ما لاتهضمه عقول البعض ممن يرى في نفسه قد تجاوز هذه الامور وانه ارفع واعلى من ان ينزل الى هذا المستوى ولنرى اذا كان المستوى بمقام ( سجل حبيب ابن مظاهر ) فاي مستوى اعلى واعظم من هذا المقام والمستوى 0 ولا اريد ان اتحدث عن النواصب والمبغضين والتكفيريين من اصحاب العقول المتحجرة فقضيتهم وامرهم منتهي بالنسبة لنا لكن اريد ان اتحدث عن بعض ممن يرى في نفسه بعض العلم ويتحدث بلغة العلم والمنطق والثقافة والتطور والمعرفة ممن يحسب على مدرسة اهل البيت عليهم السلام فمرة يستكثر هذه الاموال على زوار الحسين ويريد ان يكون مصلح اجتماعي لكن بما لايملك وما لايفعل هو ويورد هذه الشبهات لماذا لاتوزع على الفقراء لماذا لاتامر المرجعية لماذا لاتفتي لماذا لاتوجه هذه الملايين من الناس بهذه التظاهرة للاحتجاج على سوء الخدمات ولماذا لاتسقط الحكومة ولماذا الرضا بهذا الواقع لماذا هذا التبذير لماذا هذا الاسراف في البناء والتشييد للمواكب وبذل الطعام واستنفار الطاقات والجهد (وكما قلنا فانك تصل للامتناهيات وعموميات) وفي10 الى 15ايام فقط ولماذا ولماذا ولماذا حتى يصل الى التشكيك والابتعاد كثيرا فمرة تراه في زي المصلحين ومرة في زي المثقفين ومرة في زي المشككين ومرة في زي المتطرفين والمتشددين حتى تجد انه ممن ضيع الهوية وممن يردد كلمات الغير او انه بوق مجاني لاينادي خفية بمعرفة وبغير معرفة بعلم وبغير علم ومن حيث يدري ومن حيث لايدري 0ان ضياع الهوية ومحاولات المسخ والتشويه التي تعرض لها ويتعرض منهج ومدرسة اتباع ال البيت عليهم السلام وعبر التاريخ تنتج اكثر من هذه الشبهات وتنتج اكثر من هذه التساؤلات ولو مورست بحق أي مذهب وباي طائفة وباي جماعة لزال ولما بقي له ذكر او اثر فما بالك بهذا الوجود وهذا التاثير وهذا الكم وهذا الحضور وهذا البقاء وهذا التعملق الاسطوري فلا ينبئك الا عن مسير الهي ومنهج رباني وخط سماوي فاذا كان كذلك فما يهمكم ماذا يعنينا من سفه السفهاء او حديث الغرباء او حمق الحمقى فما دامت القافلة تسير فهل يعنيها نباح الكلاب 0 ان التركيز على هذه المسيرة وهذا التجمع وهذا النموذج وهذه الطريقة في التعبير عن الهوية يجب ان يكون على الجوانب الايجابية والصور المضيئة لا التنكيل بها او الانتقاص منها هذا بالنسبة لمن يدعي الحرص ويدعي العلم ويدعي الثقافة وان استثمارهذه الاجواء يجب ان يكون زيادتها لا التقليل من شانها وبالثناء على من يرعاها لا التشكيك بهم واحترام المرجعية والوقوف ورائها لا همزها ولمزها 0 ان ما تستحقه هذه الزيارة اجوائها تفاصيلها هو الانحناء امامها واداء التحية لابطالها وشخوصها والوقوف اجلالا واكبارا لكل من يدفع لانجاحها وديمومتها واستمرارها وابقائها لا الانتقاص منها كما ان المناداة باخراجها عن مطلبها الاساسي وربطها بامور ثانوية فلمن يريد ان يرى ما للزيارة الاربعينية من تاثير ومن دفع في امور الحياة فاليزيد في البحث ليرى كم قادت من الثورات وكم غيرت وكم ساهمت في بناء الانسان وتطوير الاوطان ولن اقول الا انظروا الى تلك الجموع ومسيرتها وحالها واخلاقها خلال العشرة سنوات الماضية كيف كانت كيف صارت كيف بدات والى اين تريد ان تصل كم تهذب من اخلاقها كم صقلت ثقافتها كم ارتفعت هممها الا تستحق اكثر من الانحناء الا تستحق اكثر من السكوت ان لم يكن التشجيع ولهولاء نقول كما قال الرسول الاكرم صلى الله عليه واله وسلم (ان تقل خيرا او لتصمت 00)
https://telegram.me/buratha