عون الربيعي
الله وحده يعلم كم سيدفع الوطن والمواطن من اثمان جراء السياسات الحمقاء المتبعة حاليا من كل اطراف الازمة التي عادت لتحتدم بين دولة القانون من جهة والعراقية من جهة اخرى والتي كانت قد انطلقت شرارتها قبل واثناء الدورة الحالية بعد تقارب النتائج واعلان التحالف الوطني الذي بات بعيدا عن العراقية بفارق جيد من المقاعد .هذه العودة السريعة التي نتكلم عنها اليوم جاءت بعد ازمة اخرى ومواجهة بين الحكومة الاتحادية ممثلة برئيس الحكومة نوري المالكي وحكومة اقليم كردستان التي يرأسها مسعود البارزاني مما يشير الى ان الاستقرار المنشود الذي نبحث عنه في ظل هذه السياسات لن يكون امرا سهل المنال خصوصا ان ظاهرة التسقيط السياسي ستنشط وسنرى العجب العجاب ونلمس اساليبا جديدة قد تكون مبتكرة في تضليل الرأي العام والالتفاف على ارداة المواطن العراقي وهنا اقول اذا كنا نتجه بهذه الاتجاه مع الاسف فلماذا لا يوضح من يريدون سلوك هذا الطريق غير مامون العواقب نواياهم ويكشفون للشعب عن الطريق الذي ياخذونه اليه وهل سيكتب علينا خوض مواجهات لانريد خوضها من اجل بناء امجاد زائفة يتغنى بها هولاء؟؟ ان ازمة اعتقال حماية العيساوي وتباكي بعض قيادات العراقية على المكون السني وادعائهم تهميشه ما هي الا كذبة رخيصة يراد تمريرها واستغلالها وتغذيتها لتدوم حتى الانتخابات القادمة ولسنا نعرف عن أي تهميش يتكلمون وفيهم رئيس مجلس النواب ونائب رئيس وزراء ووزراء مالية ووزير دفاع بالوكالة وتربية وهيئات ومؤسسات حفظ فيها مبدأ التوازن وغيرها وكذا الحال مع الحكومة التي يدعي رئيسها انه لايستطيع العمل مع ترديد نغمة وجود اشكاليات دستورية تحول دون تنفيذ خططه ومشاريعه او ان الاخرين من نفس المكون الشيعي يعملون ضده وللايضاح لابد من قول متى تستطيع اداء مهامك وتنفيذ خططك وانت ومن معك تبتلعون كل المؤسسات وتحولون الحكومة الى حكومة تدار بالوكالة وهذا ليس دفاعا عن الخصوم بقدر ماهو نسف لكل المبررات الواهية التي تلقن للمواطن من اجل ان يسكت ويصبر على بعض الاداءات المخجلة الي اوصلت الامور الى ان يقوم من يدعي ان ميليشيات الحكومة اعتقلت حمايته ومجرميه بقطع طريق عام ومنع المسافرين والمواطنين من استغلال طريق مخصص لخدمتهم فهل نعيش ايها الحريصون على مستقبل البلاد في غابة ام انكم تكرسون سياسة (اتحزم واخذلك سهم) في عودة لعصور الجاهلية ونهج قطاع الطرق . ان التظاهر حق مكفول لكل فئة او جماعة تريد التعبير عن ارائها واي سوء تتعرض له او هضم لحقوقها بحسب الدستور العراقي الذي تضمن الحقوق والواجبات لابناء الشعب اما ان تستغل التظاهرات ويدفع بالمواطن ويحول الى كبش فداء ويقوم بقطع الطريق فهذا ما لانريده ونحمل اسبابه الى كل الذين اثاروا هذه الازمة وافتعلوها بغض النظر عن توجهاتهم او خلفياتهم المذهبية فأن كان حماية العيساوي مجرمين وقتلة فعلى الجهات القضائية والتنفيذية ان تأخذ دورها وتحاسبهم ولا تتحول قضيتهم الى ورقة تصفية حساب متى ماشاء سين او صاد ابرازها لتمرير صفقة او للضغط على العراقية وقادتها اما ان كانوا ابرياء او مشبوهين فهناك اجراءات اخرى كان من المفترض ان يتعامل بموجبها العيساوي ولا يحول الامور الى تحدي وتشكي من التهميش وتكون ذريعة لعرقلة مسيرة الدولة خصوصا ان حجم التحديات الداخلية كبيرة فضلا عن ان الحروب المستعرة شرقا وغربا تشكل بذاتها تحديا للبلاد وان امتدت بفعل هذه الازمات فستكون لها اثار كارثية على حياة العراقيين الذين انهوا صفحة سوداء بفعل تعاظم دور الارهاب وحصده لحياة الاف من الابرياء وتشريد وتهجير اعداد كبيرة هذا غير الاف من الارامل ومئات الاف من الايتام وتلكؤ الحياة الاقتصادية وبطىء مشاريع التنمية والاعمار والاستثمار فبأي منطق يتحدث هولاء والى اين ستمضي السفينة وان كان قطع الطرقات خيارا قائما وورقة يلوح بها دعاة ضم الانبار والمناطق السنية الى الاردن او تحويلها الى اقليم فهذه طامة كبيرى سببها من يساعدهم ويعطيهم المبرر للقيام بذلك والى ان نرى ضوءا في اخر نفق ازمات الفرقاء اعتقد جازما اننا سنكون غير بعيدين عن الوصول الى مرحلة الاحباط التام من التواصل مع اخواننا من المكونات الاخرى وهذا الحال هو ما يريدون ايصالنا اليه وان قبلنا بذلك فسنكون كما يقول المثل الشعبي العراقي (غراب يكول لغراب وجهك اسود).
https://telegram.me/buratha