علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني
ما يحصل اليوم من تجاذبات سياسية مع الاخوة الكرد وكذلك الاخوة السنة انما هي مرحلة الذروة و تشابك الاحداث التي تتجه الى النفق المظلم الذي طالما حذرنا منه...ان المشهد السياسي اليوم لم يكشف عن جديد بقدر ما يبين حالة من الاحقاد الطائفية و النوايا السيئة المدفونة تحت رماد الزمن, وانجرار البعض في مستنقعات كبيرة وكثيرة لم يعيها الساسة الا بعد الولوج فيها, وهذا يدل بشكل واضح ان هؤلاء ينظرون بمنظار ضيق لا يتسع لغير الانا الحزبية والطائفية وهذه نتيجة طبيعية لعقم الرأي.في تصوري ان حكومة المالكي تعيش على مغذي يسمى " مغذي الازمات " وكنا قد كتبنا في مقالات سابقة عن هذا الموضوع و لا اود التكرار, وهذا لا يعني ان المالكي وحزبه لا توجد في سجل عملهم ايجابيات كما لا يعني ذلك ان الاخرين منزهين, ان الكثير ممن يعمل في الساحة السياسية العراقية هم من الانتهازيين و عديمي الضمير والقتلة و الطائفيين. و الازمات الاخيرة بينت بشكل واضح ان الاطراف المتنازعة تعيش في حياتها السياسية على دماء و دين العراقيين وكذلك تستغل بساطة الاغلبية من ابناء هذا الشعب المسكين الذي لم يعرف الاستقرار منذ قرون.ان الحقيقة تقول ان المالكي وبرزاني وعلاوي والهاشمي والعيساوي وعزة الدوري والمطلق و العلواني ووو... لا يمثلون الا انفسهم واحزابهم ... فهم ليسوا شيعة ولا سنة ولا اكراد و انما ساسة يعيشون هم واحزابهم على سذاجة الجمهور و معاناتهم ولولا هذه الطريقة من الكسب السياسي الغير مشروع لما استطاعوا الاستمرار.ان شيعة العراق اليوم يتعرضون للظلم من قبل من ينسب نفسه اليهم وكذلك من اوباش البادية العربية التي اصبح صدى اصوات تعصبهم تتردد في شمال وغرب العراق مما جعل لعاب الترك يسيل على ترابنا من اجل اعادة معادلات سياسية ظالمة وهذا حلم لم ولن يتحقق. فاذا اردت ان تحكمني اخي السني سأكون معك لكن بشرط واحد فقط, وهو ان تضمن لي كشيعي ان لا اتعرض للقتل و التشريد, وهذا ما لا تستطيع ان تضمن منه 0%, لأننا جربنا حكمكم منذ اكثر من 1400 سنة و بوجوه متعددة, فقد جربناكم كخلفاء و امراء ورؤساء و ملوك وعلمانيين و اسلاميين ... فلم نجد منكم الا القتل والتشريد و ظلمات الزنازين واغتصاب الحقوق وكان شر سلف هو حكم البعث البغيض الذي الى الان لم تجف دمائنا منه, وما انتشار السادة من ال محمد (ص) في انحاء العالم وعلى مر العصور الا دليل على القمع والقتل والتشريد للشيعة ... ان الذي يغيظني هو تصريح احد الشيعة الذي يحاول ان يجد مبررا للإخوة السنة حيث قام بتبرئة صدام المقبور من تسننه حيث يقول ( ان صدام لم يكن سنيا ولم يكن شيعيا )!!!.. هذا هو محاولة للاستنساخ الغير موفق لمقولة شهيد المحراب ( رض ) عند قوله ما فحواه ( ان صدام كان عادلا في توزيع ظلمه على العراقيين ) وهنا لا اود الحديث عن التوقيت واسباب حديث شهيدنا الغالي.. لكن اقول لذلك السياسي المخضرم لو فرضنا ان صدام لا دين له, لكنك اغفلت عن الطرف الاخر من القضية وهي ان اغلب علماء اخوتنا السنة كانت تتبنى صدام كزعيم سني في حياته وشهيد السنة بعد ذهابه الى الجحيم!!! وهذا لا يحتاج الى دليل, بل يحتاج الى رجوع الى الذاكرة ( شبه اجماع لعلماء السنة في حربه ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية, انشقاقهم الى نصفين في احتلاله للكويت, شبه اجماع بعد زوال حكمه, قولهم بانه شهيد و اول من صرح بذلك القرضاوي )...ان السباب والتهديدات لشيعة العراق التي وصلتنا من اخوتنا في الانبار سنجد لها عذرا وسنحملها على محمل حسن, على انها صدرت من ايتام النظام وعملاء عربان شبه الجزيرة العربية وبعض من غرر بهم , لكن عليك في المقابل ان تعذرني اخي السني على اني لا اثق بك بان تكون الحاكم لبلدي بعد هذا اليوم فكل المأساة التي اعيشها سببها السني الذي حكمنا على مدى 1400 سنة, وان كان المالكي قد سبب لكم اذى وتحسبونه على الشيعة, فانت اشتركت ايضا في اختياره سواء كنت في القائمة العراقية او الكردستانية او غيرها, فاعذرني اخي السني ان لم اجد لك عذرا في هذه .
https://telegram.me/buratha