المقالات

عذرا اخي السني

1005 23:50:00 2012-12-27

علاء التريج حقوقي ومستشار نفساني

ما يحصل اليوم من تجاذبات سياسية مع الاخوة الكرد وكذلك الاخوة السنة انما هي مرحلة الذروة و تشابك الاحداث التي تتجه الى النفق المظلم الذي طالما حذرنا منه...ان المشهد السياسي اليوم لم يكشف عن جديد بقدر ما يبين حالة من الاحقاد الطائفية و النوايا السيئة المدفونة تحت رماد الزمن, وانجرار البعض في مستنقعات كبيرة وكثيرة لم يعيها الساسة الا بعد الولوج فيها, وهذا يدل بشكل واضح ان هؤلاء ينظرون بمنظار ضيق لا يتسع لغير الانا الحزبية والطائفية وهذه نتيجة طبيعية لعقم الرأي.في تصوري ان حكومة المالكي تعيش على مغذي يسمى " مغذي الازمات " وكنا قد كتبنا في مقالات سابقة عن هذا الموضوع و لا اود التكرار, وهذا لا يعني ان المالكي وحزبه لا توجد في سجل عملهم ايجابيات كما لا يعني ذلك ان الاخرين منزهين, ان الكثير ممن يعمل في الساحة السياسية العراقية هم من الانتهازيين و عديمي الضمير والقتلة و الطائفيين. و الازمات الاخيرة بينت بشكل واضح ان الاطراف المتنازعة تعيش في حياتها السياسية على دماء و دين العراقيين وكذلك تستغل بساطة الاغلبية من ابناء هذا الشعب المسكين الذي لم يعرف الاستقرار منذ قرون.ان الحقيقة تقول ان المالكي وبرزاني وعلاوي والهاشمي والعيساوي وعزة الدوري والمطلق و العلواني ووو... لا يمثلون الا انفسهم واحزابهم ... فهم ليسوا شيعة ولا سنة ولا اكراد و انما ساسة يعيشون هم واحزابهم على سذاجة الجمهور و معاناتهم ولولا هذه الطريقة من الكسب السياسي الغير مشروع لما استطاعوا الاستمرار.ان شيعة العراق اليوم يتعرضون للظلم من قبل من ينسب نفسه اليهم وكذلك من اوباش البادية العربية التي اصبح صدى اصوات تعصبهم تتردد في شمال وغرب العراق مما جعل لعاب الترك يسيل على ترابنا من اجل اعادة معادلات سياسية ظالمة وهذا حلم لم ولن يتحقق. فاذا اردت ان تحكمني اخي السني سأكون معك لكن بشرط واحد فقط, وهو ان تضمن لي كشيعي ان لا اتعرض للقتل و التشريد, وهذا ما لا تستطيع ان تضمن منه 0%, لأننا جربنا حكمكم منذ اكثر من 1400 سنة و بوجوه متعددة, فقد جربناكم كخلفاء و امراء ورؤساء و ملوك وعلمانيين و اسلاميين ... فلم نجد منكم الا القتل والتشريد و ظلمات الزنازين واغتصاب الحقوق وكان شر سلف هو حكم البعث البغيض الذي الى الان لم تجف دمائنا منه, وما انتشار السادة من ال محمد (ص) في انحاء العالم وعلى مر العصور الا دليل على القمع والقتل والتشريد للشيعة ... ان الذي يغيظني هو تصريح احد الشيعة الذي يحاول ان يجد مبررا للإخوة السنة حيث قام بتبرئة صدام المقبور من تسننه حيث يقول ( ان صدام لم يكن سنيا ولم يكن شيعيا )!!!.. هذا هو محاولة للاستنساخ الغير موفق لمقولة شهيد المحراب ( رض ) عند قوله ما فحواه ( ان صدام كان عادلا في توزيع ظلمه على العراقيين ) وهنا لا اود الحديث عن التوقيت واسباب حديث شهيدنا الغالي.. لكن اقول لذلك السياسي المخضرم لو فرضنا ان صدام لا دين له, لكنك اغفلت عن الطرف الاخر من القضية وهي ان اغلب علماء اخوتنا السنة كانت تتبنى صدام كزعيم سني في حياته وشهيد السنة بعد ذهابه الى الجحيم!!! وهذا لا يحتاج الى دليل, بل يحتاج الى رجوع الى الذاكرة ( شبه اجماع لعلماء السنة في حربه ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية, انشقاقهم الى نصفين في احتلاله للكويت, شبه اجماع بعد زوال حكمه, قولهم بانه شهيد و اول من صرح بذلك القرضاوي )...ان السباب والتهديدات لشيعة العراق التي وصلتنا من اخوتنا في الانبار سنجد لها عذرا وسنحملها على محمل حسن, على انها صدرت من ايتام النظام وعملاء عربان شبه الجزيرة العربية وبعض من غرر بهم , لكن عليك في المقابل ان تعذرني اخي السني على اني لا اثق بك بان تكون الحاكم لبلدي بعد هذا اليوم فكل المأساة التي اعيشها سببها السني الذي حكمنا على مدى 1400 سنة, وان كان المالكي قد سبب لكم اذى وتحسبونه على الشيعة, فانت اشتركت ايضا في اختياره سواء كنت في القائمة العراقية او الكردستانية او غيرها, فاعذرني اخي السني ان لم اجد لك عذرا في هذه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم
2012-12-28
ولله كلام من ذهب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك