المقالات

احتجاجات الفلوجة .. بين طائفية البعض و تسييس البعض الأخر

687 00:29:00 2012-12-28

أحمد الخضر

ليس عيباً او مخجلاً ان يتظاهر مجموعة من العراقيين في هذه المدينة أو تلك في كافة أنحاء الوطن من اجل الاحتجاج على أمر معين او سلوكً سبب ضرراً وقد يسبب ضرراً على قطاع أو فئة او جمهور من الشعب فالمظاهرات والاحتجاجات ابرز سمة كسبناها في عراق ما بعد صدام حسين يوم ما كان يجرءا حداً على انتقاد موظف بسيط او حارساً في باب احد مقرات البعث المقبور بل كان الآباء يخافون سب الصداميين حتى أمام الأطفال خوفاُ من تفوههم بكلمة هنا أوهناك وكلمة الانتقاد على سلطة ( الرئيس المناضل ) تعني طريقاً سريعاً ومباشراً للمشنقة ثم الحشر في المقابر الجماعية التي تعتبر مخزيه ومعيبة لاي نظام في الكون والى المدافعين عنه ..والدستور الذي قدم العراقيين دماء ثم دماء كثمن للتصويت علية جعل التظاهر والاحتجاج حالة مكفولة قانونياً كما ألزم الدستور ايضاً الحكومة باحترام التظاهرات وكل هذا لا يمنع حدوث أحيانا التعامل السيئ مع بعض المظاهرات و كاتب هذه السطور احد الذين شاركوا في مظاهرات كبيرة طالبت الحكومة وقتها بالخدمات و معالجة ملفات الفساد والمحسوبية ضمن احترام النظام العام وكتبت و كتبت بضرورة احترام رأي المتظاهرين وسماع أصواتهم كجزء من المسؤولية التي يتصدى لها المسئول في اي موقع مهم ً وحساس في الدولة .وحيث أني دائماً ما اهتم ُ بأي تظاهرات واحتجاجات سواء في العراق او خارجة حضرت ُ قبل أقل من شهرين ومن باب اهتماماتي تظاهرات قام بها أكثر من ألفي فلاح جاءوا من محافظة واسط أمام المحكمة الاتحادية في الرصافة ليحتجوا على قراراً قضائياً يحرمهم من أراضي زراعية و يمنحها للمستثمر وكانت الحشود تهتف ضد المحكمة وتطالب القضاة بمراجعة قرار الحكم من باب المظلومية التي لحقت بهم ( على حد وصفهم ) لم يمجدوا النظام السابق ولم يتهموا الدولة برعاية هذا المستثمر الذي يعتبروه خصمهم لم يسبوا او يشتموا أو يقولوا أن فلاناً أو علاناً عميل لهذه الدولة الجار هاو تلك ويجب سحق رأسه ؟ ؟ لم يحملوا علم العراق في البعث البائد ولم يمدحوا أو ينتخوا برئيس وزراء دولة مجاوره يصرح علناً بطائفيته في سياساته تجاه العراق ؟؟وليس فقط في هذه التظاهرات في كل التظاهرات التي حدثت ومازالت تحدث في العراق لم نشاهد سلوكاً شاذاً ومعيباً يفوح منه رائحة الفئوية و الحزبية كالذي نشاهدها اليوم ؟حقيقة الأمر أني لا اعرف في خانات من دولاب الوطن الطويل العريض أضع تظاهرات تمجد النظام الدموي السابق ويحمل فيها إعلام ورايات جهات وأحزاب تتنازع مع النظام القائم في سوريا .... في أي موقع احسب ان القائمين على هذه التظاهرات يمجدون اردوغان ؟ ويتوعدون بسحق رؤس من يحتل العراق اليوم ؟؟؟ لا اعرف كيف أتعامل حقيقتاً مع بعض أئمة المساجد الذين يتحدثون عن مظلومية مكون معين من الشعب العراقي ؟؟؟ وهل الدين أصلاً يعني الفئوية ؟ولا أفسر قيام نائب برلماني قيادة هذه التظاهرات لا يفقه من السياسية غير التهجم و أطلاق الألفاظ السوقية و لصق الاتهامات بمكونات كبيرة ومهمة من الشعب العراقي ..كل هذا الأمر على خلفية تنفيذ مذكرات قضائية بحق أشخاص معدودين على أصابع اليد الواحدة وجاري التحقيق معهم وبأشراف لجان برلمانية فيها كل مكونات الشعب العراقي ...

أما المصيبة الكبرى فهي قيام وزير بالتحدث بهذا المنطق الفئوي ومن المفروض انه ممثل للعراقيين ككل و لا يتحدث باسم منطقة أو فئة .أنا لا أقف بالضد من مظاهرات تطالب بحقوق أبرياء قد زجوا بالسجن ربما على عجالة نتيجة الظروف الأمنية وتقصير بعض الأشخاص في بعض الأجهزة التنفيذية و أساند أي احتجاجات سلمية تطالب مثلاً بأعاد التحقيق في قضية ما أو فتح ملف ما .. فهذه مطالب مشروعة بل أشجع على مظاهرات تدعوا إلى احترام معايير حقوق الإنسان ليس فقط في العراق بل في كل أنحاء العالم فنحن أبناء مدرسة النضال ونصرة المظلوم ولن يزاودنا احد على ذلك ..نعم المظاهرات وألاعتصامات والاحتجاجات للمطالبة بمطالب عامة تعود منفعتها للوطن أو الشعب وليس من اجل أفراد سوف يثبت القضاء براءتهم ان كانوا بريئين أو إدانتهم أن كانوا مجرمين ... فلم نسمع يوماً أن هناك أناس مزاكيين من قبل فهل تزكون هؤلاء المعتقلين أما حماية وزير أو حماية مسئول فدماء العراقيين الأبرياء والذين قتلوا غدراْ وقتلوا على الهوية الطائفية كافية بإزالة أي حصانة آو حماية عن هذا وذاك ...اتركوا كل التصنيفات المذهبية و أزيلوا عن أدمغتكم كل الفوارق التي تحاول بعض الدول زرعها و بكل وما أتت من قوة في الارض العراقية .لا نريد ابدأ الانجرار وراء صراعات فئوية لاْن هناك في عراق اليوم ملفات تمس حياة الموطنين مباشراً يجب انجازها يجب الالتفات وبقوة إلى ملفات الفساد والخدمات والأعمار والمعيشة والتي من حق المواطن المطالبة بها وبشدة لأنها أساس التقدم أما البقاء في مربعات طائفية ضيقة و في حيز الأفكار المذهبية الشيفونية لا ينفع احد ولا يعود بالخير لاي مكون من الشعب العراقي بل يعود بالفائدة إلى الأعداء المتربصين ببلدنا وشعبنا ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك