المقالات

الانتخابات مسؤولية الناخب لحماية الحقوق

429 09:35:00 2012-12-29

واثق الجابري

الديمقراطية تعني بالأصل حكم الشعب وهو مصدر السلطات , قائمة على التداول السلمي لحماية حقوق الافراد والمكونات بشكل متساوي , فهي نظام سياسي واجتماعي وجزء ن ثقافة شعوب كبيرة واساس حياتها ويمكن المحافظة عليها من خلال الانتخابات لتكون حجر الاساس الذي يمنح الشرعية السياسية للحاكم لإدارة الدولة وخدمة الشعب , والمشاركة والتصويت هي ذروة المساهمة والمشاركة في وضع اللبنات للمستقبل وذات التأثير المباشر على طبيعة الحكم فتأتي اهمية كثرة من يتجة لصناديق الاقتراع من المواطنين ولكن الكثرة غير كافية لديمومة الديمقراطية واختيار الحكم الصائب إنما الأعتماد الأهم على نوعية المصوتين . وبما ان الانتخابات تغيير وتقدم او تأخر البلد لذلك من الحكمة الأطلاع على برامج المرشحين ومراجعة التجارب السابقة لأختيار الأفضل , يقابل ذلك وجود انفاس الاستخفاف بالتصويت (وأني فرداّ وصوتي لا يؤثر او اذهب وأشطب بطاقتي ) وهذا يفرغ الديمقراطية من مضامينها في حكم الشعب , ومن السذاجة ترك المفسدين والمراوغين اللذين يتلاعبون بالاصوات وشراء الذمم وخداع المواطن هم من يذهب ويبقى المواطن صاحب المطالب يتفرج او ينتظر ما تسوق له الأقدار , فالانتخابات تضع المواطن على المحك في مدى الوعي الديمقراطي والمسؤولية الوطنية والشرعية والانسانية والاخلاقية وكيفية ممارسة حقوقه ودوره في المجتمع لكونه جزء لا يتجزء من وطن والمشاركة من خلال ذلك الانتماء كونها العقد الأجتماعي الذي يساوي بين المواطنين امام القانون دون تفاوت بالجاه والموقع في السلطة والطائفة والعرق والقومية والمال مؤطراّ للحقوق التي لا تتفاوت والاستحقاقات التي تبنى على اساس الكفاءة والأهلية بما لا ينطوي عليها الظلم والحيف والحرمان وأما الواجبات فتكون حسب الأستطاعة . العراق وبعد التحول الى نظام ديمقراطي ترجم فعل الخيرين لدستور دائم نابع من التضحيات بعد ان عاش عقود الحكم الاستبدادي المفروضة على العقول , اليوم يتطلع لتبديل تلك الثقافة البائسة ويقف امام الخيارات والوعود والشعارات والتاريخ ولابد ان يمايز بين الكيانات التي أدت الى فشل مشروع الدولة وعرقلة اقرار القوانين التي تخدم المواطن وجعل الحكومة عرجاء طيلة تلك الفترة مشلولة تقف في منتصف النفق المظلم والمستقبل المجهول , المسؤولية كبيرة تقع على الناخب لإنهاء المأساة والتراجع , بأختيار من يتطلع لمستقبل المواطن وحلمه بدولة عصرية عادلة , فمن المفترض ان يختار من يشعر انهم يستطيعون تقديم الخدمات والتأسيس لمشروع الدولة , ونحن على ابواب انتخابات مجالس المحافظات التي تلعب الدور الاساس في تقديم الخدمة المباشرة وملامسة الواقع الأقرب للمدن وقادرة على توحيد الخطاب وتعميق الوشائج والتلاقح الاجتماعي والثوابت الوطنية ومحافظة على استمرارية الديمقراطية الرافضة لعنصرية الطائفة والقوم ولغة الغلبة منتفضة على نظام المحاصصة الذي غيب الكفاءات والطاقات والثروات وسمح لنفوذ المفسدين بتحدي القوى الوطنية بالتهميش والتفرد والأحادية الفكرية لتخلق طابع الافتعال للازمات ومعالجة الخطأ بالخطيئة والعقدة بالتعقيد لتسمح للتدخلات الخارجية بعد اتساع الخلافات الداخلية لتلعب الأولى دور نشر الفكر العدائي بين المكونات مما ادى الى فقدان الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والخدمي والاجتماعي وعطل ضمان العيش الكريم وتحقيق تلك الاّمال من خلال اطروحات القوى الوطنية لمشاريع ستراتيجية وتصفير الازمات التي سمحت للفساد بكل وجوهه الشنيعة ويكون اخطر وباء يبتلى به العراقيين , والدولة العصرية في صميمها تعنى بردع الفساد في مؤوسساتها قائمة على المساواة والعدالة الاجتماعية ولها اعلام حر متصدي ورأي عام مؤثر لترسيخ مفاهيم التبادل السلمي وبناء مجتمع قادر على وضع الخيارات في موضعها الصحيح بتبادل سلمي للسلطة ..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك