المقالات

مفاتيح التقسيم والتقزيم /

485 11:15:00 2012-12-29

حافظ آل بشارة

استمرت التظاهرات في الانبار والفلوجة والموصل ، يمكن غض النظر عن الشتائم الطائفية التي تتناثر من هناك ، فالشتائم ليست دائما مقياسا للموقف خاصة وان العراقي اذا غضب شتم نفسه وعشيرته وحتى خالقه ، فالتظاهرات تحمل مؤشرات أخرى أكثر خطرا ، كشفت التظاهرات ان الدولة العراقية الموحدة اسطورة ليس لها وجود على الارض ، والدليل على ذلك ان المتظاهرين رفعوا علم نظام صدام ذي النجوم الثلاث ، ولم يرفعوا العلم الرسمي المقر دستوريا وهذا يعني عدم الاعتراف بالعلم ولا البرلمان المنتخب ولا الدستور فماذا بقي من شرعية الدولة ، كما ان المتظاهرين وسعوا مطلب اطلاق سراح رجال حماية العيساوي الى اطلاق سراح جميع السجناء ! وصعدت عندهم الحماوة فطالبوا بالغاء (اجتثاث البعث) وهنا تأخذ الحكاية اتجاها آخر ، ويصبح واضحا ان هذه التظاهرات هي اعلان سحب الاعتراف بالحكومة والدولة العراقية ، لكن المتظاهرين لم يقدموا البديل ، في هذه الاثناء بادر الائتلاف الوطني وحاول تهدئة الاجواء ، والائتلاف هو الشق الثاني من التحالف الوطني الحاكم المؤلف منه ومن ائتلاف دولة القانون ، انتقد الائتلاف في بيان له موجة التراجع في الاداء الحكومي ، وطالب بأن تكون هناك شراكة في مواجهة الأزمة والبحث عن حل ، وحذر من تظاهرات مليونية تجتاح محافظات العراق بسبب غياب الخدمات ، وضعف التخطيط والتنفيذ ، في هذا البيان نأى الائتلاف بنفسه عن شريكه الحكومي دولة القانون ، وجعل قوى الضغط السنية والكردية تشعر انه يتناغم مع مطالبها ، هذا الموقف يضع دولة القانون امام خارطة طريق مقلوبة ، فبدل الانهماك في تسجيل الارباح سينهمك في تقسيم التنازلات على الخصوم وهم في هذه الأزمة يشكلون مساحة واسعة (الكرد والسنة ونصف الشيعة) الكرد يريدون دولة منفصلة ، والسنة لا يعلنون دولتهم المنفصلة الا بعد حسم القضية السورية ، اصحاب المخطط جعلوا الانبار مركزا للنشاط لاعتقادهم بأن كلا من تكريت والموصل قد استوفيتا نصيبهما من حكم العراق وعلى الرمادي ان تلعب دورها في المشروع الجديد ، تقرير المصير حق للجميع لكن العراق بلد صغير وتقسيمه تقزيم لمكوناته وتعريضها للعبودية أمام عالم يسير نحو التوحد ، النخبة السياسية تبحث عن مصالحها وتستغل طيبة الناس وعشائريتهم ، مطالب اهل الانبار هي نفسها مطالب جميع المحافظات العراقية ، ولا يوجد عراقي أفضل حالا من عراقي آخر ، قبل ايام قال الامريكيون ان وحدة العراق خط أحمر ، وهم بذلك لا يقصدون رفض تقسيم العراق بل ربما يقصدون تأجيل التقسيم ، التقسيم يخدم مصالح قوى عالمية وبعض الساسة والأحزاب لكنه يقضي على كرامة الشعب العراقي ، الشعوب الحية تدافع عن كرامتها و الشعوب الذليلة يلعب بها الساسة كالدمى الخيطية ، الشعب يكون محترما عندما يكون متبوعا وليس تابعا ، ولا ببغاء ، ولا عبدا لغير خالقه .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك