حيدر صالح النصيري
عندما ننظر الى المشهد السياسي العراقي في الوقت الراهن , نجد عام يمضي تلو الاخر دون تغيير في الواقع , وسنوات الازمات العراقية اكثر تدهوراً فهي مازالت تمتاز بالخداع والنفاق السياسي , والتجاوز على حقوق الموطنين والتلاعب في الرأي العام وتشتيت وحدة الصف القائمة بين اطياف الشعب من خلال خلق الخلافات الناتجة من تكرار هذه الازمات المتتالية , وعلى الرغم من ذلك مازال الساسة بارعين في اكتشافاتهم الجديدة والمتطورة وهي صناعة الازمات العقيمة التي كسرت ظهر المواطن , و ما أن نخرج من ازمة كارثية نجد أنفسنا نتجه الى دوامة ازمة جديدة تجر البلاد الى المزيد من التعقيد السياسي بين الاطراف المختلفة فيما بينها المتصالحة مع مصالحها الشخصية التي تخدم الحزب او الكتلة التي ينتمي أليها هذا السياسي على حساب وحدة الصف العراقي متناسياً خدمة هذا الشعب الذي اعطى له الصلاحية والحصانة من خلال منح صوته في صناديق الاقتراع لرفع المظلومية عن كاهلهُ ليس لزيادة نسبة الخلافات غير المجدية التي تخلق وضع طائفي لايخدم مصلحة البلاد , وعودته الى المربع الاول , لعل الشهرين الاخيرين كانا الاكثر صخباً أزماتياً فمن أزمة سحب الثقة الى نظيرتها مع الاقليم لتختتم في ازمتي صفقة الاسلحة الروسية والعيساوي والقادم أسوء مادمنا على أعتاب الانتخابات !!
أن نتيجة هذه الخلافات لاتصب الى منفعة للوطن والمواطن ولا تنعكس ايجاباً على العملية السياسية القائمة حالياً وإنما تخلق فتنة وانشقاقات تعمق من الواقع الدامي الذي يعيش فيه الشارع العراقي بهذا تقوم القوى المتصارعة بزرع بلبلة سياسية لتشغل الشعب والمترقبين وتبعدهم عن صلب الحقيقة المرة للأوضاع من جميع الاتجاهات سياسياً وأقتصادياً لأشغالهم في أزمة جاهزة لطرحها كقضية للنقاش لفترة زمنية تشغل المواطن عن يومياته المعيشية !!
https://telegram.me/buratha