المقالات

لماذا يهمل الإعلام العالمي زيارة الأربعين المليونية

645 09:00:00 2012-12-30

خضير العواد

لقد تعودنا من الإعلام العالمي تغطية أغلب الأحداث في العالم وإن كانت صغيرة وربما غير مهمة كالتقاطه لصورة ممثل أو لاعب أو مغني أو رجل أعمال ، ولكنه يعطي إهتمامه للأحداث الكبير والمهمة وربما تلاحظ المصورين ينتظرون ساعات طويلة تحت مختلف الظروف الجوية من أجل تغطية الأحداث التي تهم الإنسانية كألتجمعات البشرية في السباقات الدولية أو الحروب أو المناسبات الوطنية للدول أو الحملات الإنتخابية أو المناسبات الدينية وغيرها ، وفي بعض الأحيان تنقل الفضائيات كل شئ غريب حتى وإن كان تافهاً كأسمن رجل في العالم أو من يأكل أو يشرب أكثر من الأخرين وغيرها ، وجميع وسائل الإعلام وكذلك الإعلاميين يصرحون بأنهم يحملون رسالة إنسانية مهمة غايتها نقل الخبر والمعلومة بكل صدق للعالم ، ولكن لماذا يتغاضى الإعلام العالمي عن أهم حدث عالمي بل أروع حدث عالمي بل أعظم حدث عالمي عرفته البشرية منذ أن خلق الله المعمورة لهذه اللحظات ، كيف لا يكون كذلك والظروف المحيطة به تجعل إجتماع مجموعة قليلة من الناس حالة نادرة لخطورتها وما بالك بأجتماع أكثر من عشرين مليون إنسان أغلبهم جاء مشياً على الأقدام من مسافات طويلة جداً تحيط بهم المخاطر من كل حدب وصوب بل زرعة في طريقهم العبوات الناسفة و السيارات المفخخة ونصبوا لهم الكمائن القتلة والمجرمون من النواصب ، ولكنهم أصرّوا وقَدِموا بكل تفاني وإصرار تملئ أفواههم إبتسامة رائعة وتسبح في أفكارهم كلمات وعبارات ومواقف أبو الأحرار الإمام الحسين (ع) ، ولم تتخلف عن هذا الركب الحسيني أي فئة من فئات المجتمع بل لم تعيق أي إنسان منهم أي إعاقة من أجل السير في طريق الشهادة الى أبي الأحرار وسيد الشهداء الإمام الحسين (ع) ، بل وصل الحد بالعشاق أن يتوافدوا من جميع دول العالم من أجل المشاركة بهذا الحدث العظيم ، حتى أصبحت الجموع البشرية المشاركة على ضخامة أعدادها وأختلاف ألسنتها عائلة واحدة تخدم بعضها بعضا ، فمنهم من يجهز الطعام للجموع الماشية صوب كربلاء العزة والكرامة وبعضهم يقدم الخدمات الطبية والصحية وبعضهم يقدم المنام وبعضهم وبعضهم وهكذا فلا توجد خدمة في هذا الكون إلا وقدمت بالمجان لهذه الجموع المليونية وجميع التكاليف من المشاركين أنفسهم الذين يمثلون جميع طبقات المجتمع العراقي وجميع العشاق من مختلف دول العالم ، هذه الصورة الجميلة والخرافية التي تقدمها هذه الجموع المليونية للعالم وما أحوج الشعوب لها بعد أن تعبت أفكارها من الصور البشعة التي تعاني منها الإنسانية في العالم من ظلم وقتل ودمار وفساد أخلاقي ومادي نتيجة تقاتل وتكالب الحكومات والمؤسسات الإستغلالية في العالم ، حيث أصبح القتل والدمار ديدنها والبغض والعداء غاياتها والطائفية والإرهاب أهدافها ، فما أحوج البشرية اليوم الى هذه الصورة الرائعة التي تقدمها الملايين وهم متحابين يحمي بعضهم بعضا ويخدم بعضهم بعضا ويتواضع بعضهم بعضا والجميع فرح وسعيد وهو متجه الى كربلاء الشهادة والإباء حيث مرقد سيد الشهداء (ع) الذي كان يبكي على أعداءه حيث ستكون خاتمتهم العذاب والنيران جراء قتله وسبي عياله ، الذي سطّر أروع واعظم ملحمة عرفتها البشرية وهو يجابه كل قوى الظلم والطغيان بصدره وأطفاله ونساءه مع مجموعة من خلص اصحابه وأخوته وأبناء عشريته ، بل بقية كلماته ومواقفه مخلدة في صفحات التاريخ على الرغم من سيطرت أعداءه على القيادة لمئات السنين ولكنهم لم يستطيعوا محوها أو تغيرها لعمقها وتجذرها في ضمير الإنسانية وكيف لا تكون كذلك وقد خطها بأنامله التي كان يقبلها رسول الله (ص) وكان مدادها دمه ودماء بني هاشم وكذلك دماء الخلص من أصحابه ، فهذه الصورة الرائعة التي تمتد من جميع مدن العراق الى كربلاء المقدسة ، كان أجدر بالفضائيات وبقية أنواع الإعلام العالمي التقاتل على طريق كربلاء من أجل نقل هذه المشاهد الخالدة المملوءة بكل كمالات الأخلاق والمبادئ النبيلة التي تحتاجها البشرية اليوم ، هذا الحدث الغريب في كل شئ والمهم والخطير في نفس الوقت فهو الحدث الأهم والأجدر من كل الأحداث في العالم أن ينقل للعالم لفائدته وأهميته اليوم للإنسانية ، ولكن أثبتت الزيارة الأربعينية أن الإعلام العالمي وكذلك الإعلاميين (ماعدا القلة القليل منهم ) أنهم لايمتلكون أي مصداقية أو رسالة إنسانية في نقل المعلومة الصادقة للعالم ، بل أنهم مجرد أدوات بيد التسلط الظالم للحكومات الجائرة التي تريد إستعباد بني البشر وتحاول إبعادهم عن كل شئ يوقظهم وينبههم لمخططات المؤسسات والحكومات الجائرة في العالم ، لهذا السبب نلاحظ هذا التعتيم عن أهم حدث عالمي في كل شئ ، ولكن يجب أن يتعاون جميع الأحرار في العالم من أجل كسر هذا التعتيم والحصار الإعلامي من خلال أكتشاف الطرق المختلفة التي تسهل إيصال صور هذا التجمع المليوني للمظلومين في العالم من أجل إيصال شعاع الإسلام الحق لهم المتمثل بطريق محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، حتى يكون طريق كربلاء النواة التي يهتدي بها بني البشر الى طريق الهدى وطريق الجنان طريق الإسلام المحمدي الأصيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك