سعيد البدري
يتحدث الاعلام الرسمي الغربي والاسرائيلي عن تزايد في حجم الشكوك حول نوايا ايران لذلك تريد الانظمة الغربية والدوائر الصهيونية معرفة دقيقة بما يجري هناك خصوصا بعد ان قامت الجهات المشرفة على البرنامج النووي الايراني بوضع مخزونها من اليورانيوم متوسط التخصيب الذي يمكن تحويله إلى وقود يستخدم في الأسلحة خلال أسابيع أو أشهر، في مستوى دون الكمية الضرورية لصنع سلاح واحد.وهذا ما فسره بعض من مراكز الدراسات والابحاث المهتمة بالشرق الاوسط والشؤون الايرانية على انه خوف مبرر من ردة فعل امريكية او اسرائيلية خلال الفترة المقبلة التي سيحاول هولاء اظهار تصرفاتهم وحركاتهم على انها حاسمة وذات جدوى فاسرائيل الغاصبة ترى ان صورتها المرعبة قد تلاشت بعد حربين خاسرتين خاضت احداهما مؤخرا في غزة واخرى سبقتها في جنوب لبنان لذلك فهي تريد حفظ ماء الوجه واعادة تلك الصورة المليئة بالرعب في قلوب من يعتقدون انها ضعيفة ومتلاشية . بينما يجد الغرب وفي مقدمتهم امريكا انهم قد بدأوا يفقدون هيبتهم تدريجيا سيما مع بروز المحور الروسي الصيني الذي منع انهيار حكومة الاسد في سوريا ولازال يعرقل مساعي التغيير الفوضوي في الشرق الاوسط وقيادة ذلك التغيير ليكون المستفيد الاكبر منه الكيان الاسرائيلي وامنه لا شعوب المنطقة وهلم جرا . اما بعض الدوائر الاستخبارية والسياسية فتؤكد ان خطوة ايران هذه فاهدافها واضحة وهي اعطاء فرصة لاحياء المفاوضات حول برنامجها النووي فهم مقتنعون ان ابطاء عمليات تخصيب اليورانيوم، تشير إلى رغبة حقيقية في التوصل إلى حلّ حول هذا البرنامج.اما السؤال الابرز الذي نطرحه نحن بناءا على ما متوفر من معلومات هل ان ايران خائفة فعلا وما مدى تأثيرهذا الخوف على قرارها السياسي ولماذا ترغب في استئناف مفاوضات حددت شروطها ودعت المجتمع الدولي الى الالتزام بها ومنها الكف عن استعمال المعايير المزدوجة مع الدول والبلدان والانظمة في ما يخص امتلاكها للاسلحة النووية او البرامج السلمية, ولماذا ترضخ طائعة بعد كل الذي قيل ويقال وهل ان ايران تعيش في سلام ام انها تتعرض لحرب فعلا لكنها قد تكون من نوع اخر على طول الخط ومن جميع الجبهات وعلى جميع المستويات والاتجاهات وغير ذلك من امور لايمكن اغفالها وعن كل ذلك تأتي مناورات الولاية 91 لتدحض نظرية الخوف وتؤكد الجهوزية والعزيمة على الاستمرار والمضي قدما مع حنكة معهودة تمتعت بها قيادة ايران الاسلامية مستبقة زوابع وتصريحات ربما تطلق من هنا اوهناك حول هذه المناورات فهي ستجري بحسب المصادر الرسمية في منطقة تصل مساحتها الى اكثر من مليون كيلومتر مربع ضمن المياه الدولية دون انتهاك المياه الاقليمية للدول المجاورة ، و الهدف منها هو اختبار التقنيات والاسلحة الجديدة والمنظومات الدفاعية والسفن القتالية والغواصات وبمشاركة قوات خاصة ستتدرب على تنفيذ مهام قتالية في عرض البحر فضلا عن مروحيات وتجربة هجمات الكترونية محتملة كالتي تعرض لها مفاعل فوردو وتمكنت الاجهزة المعنية من الرد عليها سابقا كل ذلك ويقال ان هناك مخاوف ربما تكون كذلك لكن بالاتجاه المعاكس المعادي لايران وشعبها .وهذه المناورات التي بدأت وتمتد لستة ايام متواصلة اتت بعد ان قامت وحدات من قوات التعبئة تعدى قوامها العشرين الف مقاتل بتنفيذ عمليات تدريبية مكثفة حملت اسم نحو بيت المقدس جنوب غربي ايران وكل هذه الاستعدادات تكشف بلا ادنى شك مدى الاستعداد والقدرة على الردع ومواجهة أي هجمات او عمليات استهداف لاراضي ايران التي تمكنت من قهر اساليب اخرى وباتت على بعد خطوات من تحقيق نصر جديد لشعبها الصابر وشعوب الارض المستضعفة بعد توالي اعترافات جنرالات الكيان الاسرائيلي وجنرالات البنتاغون من انهم يواجهون مشاكل وتحديات في مواجهة جيش مدرب ومنظم ويمتلك من القدرات الدفاعية والهجومية الشيء الكثير وغير ذلك من مفاجأت لايمكن الاحاطة بها بعد سنوات من العمل المدعم بالتقنيات ومعرفة تفصيلية باساليب مواجهة ومتابعة الهجمات والحروب الخفية مخابراتيا ومعلوماتيا . اذن نحن امام حقيقة اسمها اللاخوف ومواصلة التحدي باسم الحق المتاح للجميع في امتلاك التكنولوجيا واستعمالها للاغراض السلمية التي تسهل حياة البشر وهذا الخطاب الواضح والمتبنى الحقيقي لقيادة ايران وهي تتقدم باتجاه امتلاك التقنية النووية, اما مخاوفها فهي كبيرة وفي مقدمتها الخوف من الله وخشيته وحرب اعدائه الذين يعلنون العداء للاسلام والانسانية بكل الوسائل كما ان خوفها على مستقبل الشعوب والانسانية ليس الا خوفا حقا تريد اظهاره لتتبين هذه الشعوب طريقها نحو السعادة والعيش بسلام اما الحديث عن مخاوف مزعومة من جبروت قوى الاستكبار والظلام وعددها وعدتها العسكرية فما هي الا اوهام يريد اعدائها تمريرها ليؤثروا بذلك على روحية هذا الشعب وايمانه وولائه لدينه ووطنه وانى لهم ذلك وجل هذا الشعب من اتباع الامام الحسين عليه السلام الذي "لايرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما " فهل من معتبر.
https://telegram.me/buratha