نور الحربي
ونحن نعيش ذكرى الانسحاب الامريكي من العراق الذي مر عليه عام كامل لابد من الوقوف واستذكار ما تحقق وحققته العملية السياسية التي اكدت قبل عام انها ستقف صفا واحدا لتجاوز التحديات واخراج البلاد من كابوس التواجد الامريكي الذي كان يملىء الفراغ الامني على وجه الخصوص فما الذي حدث ولماذا واين تسير سفينة العراق وسط كل التحديات التي اشار اليها الساسة ولم يفصحوا عنها على اعتبار ان لكل واحد منه توجهه ومشاكله واهدافه ومكاسبه التي يبحث عنها وهي بحسب فهمنا مرتبطة بارادات واجندات مختلفة اولها البقاء على خط التوازن بين امريكا صاحبة مشروع التغيير ومزاج الدول الاقليمية التي تسعى وتصرح بانها ستتدخل ان حدث فراغ ما في العراق لذلك فالفريق العروبي- التركي الذي بذل امواله وارهابيه وكل امكاناته يرى عبر ممثليه في البلاد ان العدو المفترض والتحدي الذي يواجهه بشكل ملح هو ما حققته ايران من مكاسب (رغم تحفظنا على مفردة مكاسب ايران في العراق) الى ان علاقة العراق الحسنة بحكم التماثل المذهبي والتوجه الديني وحكم الاغلبية لدينا فرض هذا الواقع الجديد بعد سنوات عداوة طويلة تزامنت مع حكم النظام الصدامي وتسلطه على الشعب لذلك فارتباط تركيا وحلفها القوي مع اسرائيل وصلات باتت مكشوفة بين هذا الكيان وحكومات الخليج من جانب اخر عزز وجود مثل هذه المخاوف وجعل مصير هولاء مرتبط ارتباطا وثيقا فالحد من انقلاب المعادلة الظالمة التي حكمت العراق وتحسن العلاقات العراقية الايرانية الى اقصى حد خلال العام المنصرم بدون ضغط امريكي تمثله وجود قوات عسكرية كبيرة جعل الامور على كف عفريت ليخوض هولاء حرب وكالة عن كل معسكر المناهضين لايران ومن لايقبلون باذيتها فايران القوية يعني استمرار حكم الاغلبية في العراق ونجاحه ومع مضي الزمن يصبح قبول الاغلبية امرا مفروغا منه لذلك ففتح جبهات في سوريا ولبنان وغزة والعراق الذي يعنينا الحديث عنه كل ذلك يندرج ضمن مسلسل الاضعاف الذي ستكون له تبعاته على الداخل العراقي وهذا ما يفكر به هولاء جديا ويسعون الى ادامته حتى يحين الوقت للانقضاض على الشيعة وهذا مختصر مفيد لما يجري فعلا بينما يهم الكرد ان يبقوا خارج دائرة هذا الصراع وما الجولات الكردية العربية والاستثمارات الخليجية والتركية في اقليم كردستان الا ابعاد مقصود واضعاف لمشروع العراق الجديد ومع تنبه الكرد وقياداتهم لمثل هذه الاصطفافات لكنهم يرون ان مصالحهم وحلم كردستان مستقل مستقبلا لابد من دفع اثمانه لذا فهم يبتعدون تارة ويقتربون اخرى والذي في نفوسهم متروك لتحسن ظروف المنطقة او تأزمها بشكل لاينفع معه البقاء في اطار العراق الموحد مع الاخذ بنظر الاعتبار عدم اثارة حفيظة دول الجوار التي تضم حدودها مع كردستان العراق اقليات كردية . وبنظرة سريعة لموقف المعسكر المقابل فيرى بعضهم ان الاصطفاف مع الجارة ايران بشكل كامل وسط حصار دولي سيضعفهم ويضعفها لذلك فهم يقفون معها بشكل اقل مما لوكانت غير محاصرة لان هذا الموقف ان اتخذ وغيرت اوربا وامريكا موقفهما من العملية السياسية وحكم الاغلبية سيعني تضرر البلاد وعزلتها الى اقصى حد لذلك فالاحتفاظ بعلاقات طيبة مع جهات اخرى حتى لو تنزلوا قليلا عن بعض الامور التي سينتهي التنزل عنها بفائدة اكبر مع البقاء والاصرار عليها وقد يكون موقف البعض من العلاقة مع العربية السعودية وما يجري في البحرين واماكن اخرى لهذا السبب عموما انتهى عام على رحيل القوات الامريكية لكن الازمات المفتعلة ما زالت مستمرة وحرب الاخرين للتشيع اصبح واضح الاهداف وما نراه اليوم من هجوم محموم وتطاول عليهم في العراق ماهو الا استمرار في نهج اسقاطهم وهذا لن يكون اذا تنبه الساسة وفهموا ان مصلحتهم العليا في وحدتهم ووحدة موقفهم وكلمتهم وما التكتيكات التي يستعملها البعض كثيرا لضرب هذه الوحدة الا مدعاة للاصرار على المضي قدما وافشال كل المخططات والازمات التي تفتعل للنيل من هذا المشروع الذي نرى فيه الحرية والخلاص من تبعية انظمة مستبدة تعمل لاستعبادنا من جديد كما كانت تفعل كل الانظمة السابقة ومن يدعمها ويحرضها على سلب هذا الشعب كرامته واسباب قوته
https://telegram.me/buratha