حيدر حسين الاسدي
برغم كل ما يحمله عقلي من رصيد الكلمات والمعاني وما استطيع كتابته من جمل براقة الا إنني اليوم وفي حضرة خدمة السائرين الى قبلة القلوب وعلى طريق الجنة طريق كربلاء ، وقفت عاجزاً عن التعبير ولو بكلمة واحدة تصف المنظر وتعطي حق هذه الأنهر البشرية السائرة نحو بحر الإمام الحسين "عليه السلام" .فكل من يسير في هذا الطريق يجد العجيب والمبهر من خدمة تعجز دول وحكومات من تقديمها ، لكن لا تعجز إرادة مواطن بسيط متوكل على الله ومتقرب بهذه الخدمة من تقديمها لنيل شفاعة الحسين "عليه السلام" ، المواكب والحسينيات عامره بكل ما تشتهيه النفس ويطلبه العقل فكل شيء مجاب من طعام وشراب وعلاج.حيث التكافل الاجتماعي الكبير وروح التعاون العالية والتسابق على انجاز الأعمال والواجبات وتلبية الاحتياجات قائمة على مدار الساعة بيد ، شيب وشباب نساء وأطفال ، في منظر لا تجد له تفسير الا عشق غير منتهي من الخِدام الى سيدهم الحسين "عليه السلام" .وهنا لست في محل وصف هذا الشرف الذي "لا يناله الا ذو حظ عظيم" لكنني وأمام هذا المشهد تعالت أمنياتي بان تستمر مسيرة الأربعين على مدار السنة لما في أيامها من ظهور وزيادة بروح الإيثار والتكامل الإنساني الذي أصبح عملة نادرة قل نظيرها في كثير من الأوقات.فبلد مثل العراق مره بكل الظروف الصعبة يحتاج الى مثل هذه الروح التي تعيد بناءه وتصلح ما أفسدته الأيام والسنين العجاف التي سحقت قيم كثيرة ومفاهيم عظيمة كانت تنتهجها أجيال سبقتنا عملت وشيدت .ان عشرة سنوات مضت من التغيير كانت تحتاج الى جرعات من التعاضد والتعاون في البناء وتقديم مصلحة الكل على الفرد ، ورفع شعار "نحن" بدل "أنا" لنستطيع ان نعبر المرحلة الصعبة ونغتنم الفرصة التي وهبها الله لهذا الشعب ، لكننا مع الأسف لم نستطع ان نجسدها ونقدمها إنموذج كسائرين على نهج الرسالة نهج الإيمان نهج الحسين "عليه السلام" .ان الشعوب العظيمة تستفاد من تأريخها ورموزها لتكون الدافع للتطور والتقدم وارتقاء المكانة بين الأمم ، والعراق يتميز عن كل شعوب العالم بكونه يسير على نهج الحسين "عليه السلام" نبراس التضحية والإباء والكرامة فكيف لنا لا نستلهم منه الحافز والاندفاع للسمو والتقدم وبناء وطن عانى الكثير وينتظر منا الاكثر لنكن مؤمنين بنهج وسيرة الحسين "عليه السلام" ونطبق مفاهيمها على ارض الواقع على مدار السنة وليس في موسم معين.فالشخص الذي يلهم الملايين ويمدهم بطاقة غيبية تزيد عشقهم له هو أولى بالسير على منهجه وبناء النفس من خلاله للوصول الى التكامل الفكري والمجتمعي الذي ننشده ونمهد من خلاله لدولة العدل الإلهية ونصنع للحسين في كل أرض راية ، وندعو الناس الى الاقتداء بنهجه بما نقدمه من عمل وخدمة وسمو بين الامم الأخرى.ليكن الحسين "عليه السلام" لنا ، شعار ومنهج ، حب وعمل ، فكر وتطبيق ، ونملك القدرة والشجاعة بحمل رايته في أصعب الظروف ونصرخ بصوته في اكبر التحديات ونفتخر إننا بعشقنا لسيد الشهداء وأبا الأحرار نصل الى أعلى المراتب بين الأمم.
https://telegram.me/buratha