في بلد ورث كماً هائلاً من المشاكل والتعقيدات والانقسامات وعوامل الضعف.. ويمتلك القدرات الطبيعية والبشرية الكبيرة.. ويتطلع اليه العالم لامكاناته ومكانته، يعلمنا التاريخ ان المسؤول يستطيع تعزيز موقعه عبر منهجين..
ان يستثمر منطق الازمات والانقسامات.. فما تهدأ ازمة (او “كونة”) الا ويستثمر اخرى او يصنعها.. فالخوف والقلق اللذان شعر بهما المسؤول في الازمة السابقة تحولا الى ثقة واحساس بالقوة، ليس بالنسبة له فقط، بل لاولئك من المحيطين به، ولعدد كبير من الناس أيضاً. اما خوف وقلق العراقيين وغير العراقيين، وسعيهم للتهدئة وتقديم التسويات، التى لا تنتهي بحل، فستفقدهم المبادرة، وبالتالي القدرة والقوة.. وتجعلهم عاجزين ينتظرون المفاجئات القادمة. فالازمات تولد الازمات، وتزيد ارتباك الاخرين.. وتجعلهم اوراقاً تتطاير مع كل عاصفة.. ليصعد رصيد المسؤول كحاكم قوي، يقف بوجه اخطر الازمات التي تهز اكبر الكيانات. فالمسؤول الذي يتعيش على الازمات يكسب الهيبة والسطوة، ليصبح بطلها ومفتاح حلها. فالازمات والاعتياش عليها “افيون”، يصعب الخلاص منه، بل سيصبح دواءً، بدونه ينهار المدمن.. لتأكل الازمات الجسم، وتتفجر بما يفوق قدرات البلاد والمسؤول والقوى.. فتأتي العاصفة لتأكل الربان والسفينة والركاب، على حد سواء.
اما المنهج الاخر، فهو تقديم الحلول الحقيقية للازمات التي مهما كانت مهمة ومطلوبة في البداية، لكنها ستبدو صغيرة امام ضخامة المشاكل ومخاطرها.. فالحلول الاولى تقود لحلول اكبر.. والخطوة الثانية تصبح ممكنة بانجاز الخطوة السابقة.. لتتفكك عقد الشكوك والظنون.. وتنمو حلقات الثقة والمصالح والقواسم المشتركة.. وتكبر كرة الثلج ليس بفعل قوة الدفع الابتدائي فقط، بل ستمتلك زخماً خاصاً ومستقلاً بها ايضاً.. ليجد المسؤول نفسه قد قطع شوطاً كبيراً في تفكيك الازمات وتحقيق مساحات متزايدة من الانجازات والمكاسب.. التي ستساعده، وتساعد الجميع، في تقديم المزيد من الحلول لمشاكل بدت مستحيلة ومعقدة في يوم ما.. وهو ما ستتلمسه الاطراف.. فيزداد التفاف النخب والقوى والناس حول المسؤول.. ليس خوفاً وتملقاً بل ثقة ومحبة وطموحاً.. وستزداد الصداقات المخلصة الداخلية والخارجية.. لتتراكم الخيرات، وتتفتح امامنا ابواب الاخرين وامكاناتهم. والانتقال من حالة هشة قابلة للسقوط.. الى قوة واثقة بنفسها ومؤسساتها.. وستتذكر الاجيال المسؤول الذي اعاد الثقة والامل لها.. واستطاع ان يحول انقسامات وضعف وعقد الماضي الى حلول تساعدها في تجاوز صعوبات وازمات الحاضر والمستقبل.
1351311
https://telegram.me/buratha