المقالات

لن تخيفني الجرذان

1206 14:46:00 2013-01-01

القاضي منير حداد

خلال لقاء اجرته مذيعة امريكية، مع الجنرال الذي اشرف على توجيه الصواريخ الى منزل الفنانة ليلى العطار؛ عقابا على رسمها صورة بوش الاب، تحت اقدام الداخلين الى فندق (الرشيد) تحدث مفاخراً بدقة التصويب؛ فاستفزت المذيعة: سيادة الجنرال هل بلغنا من السفالة الى حد قصف فنانة في بيتها.استحضرت هذا الحوار وانا اعيش لحظة تعرضي لمحاولة اغتيال، بعد ظهر الاثنين 31 كانون الاول 2012 ذكرى اعدامي للطاغية المقبور صدام حسين.تداعت سنوات العمر الذي تصرم تحت هواجس العذاب.. اعتقالات واعدامات ومطاردات، من نظام البعث المقبور لنا واهلنا وذوينا، آملين ان يعود العراق الينا، حاضنة حنون، في ظل الديمقراطية التي انتشلناها من مخالب الاسد.استضعف صدام الشعب العراقي كله، ازاء آلة العنف البشعة، التي سحقت الجميع، وخاصة الكرد والشيعة، ونحن الفيلية.. مدومنين على الراسين.. كرد وشيعة.تجاوزنا شدة الخصوصية في العذاب الذي لقيناه على يد صدام وبعثيته، وفتتنا العقد لنعمل متحررين من آثار ضيمه، متعظين بما جرى كي لا يعثر العراق بالحجر ذاته مرتين.لكن، يبدو ثمة من يتعمد اعادة الحجر الذي ابعده الله عن الطريق، الى موضعه؛ كي نظل نعثر به مرات ومرات؛ فهي الاساليب ذاتها تستخدم الآن في تصفية من يقول الحق خدمة للعملية السياسية.وما يتعذر فهمه، في السياسة التي تقوم على الغموض اكثر من الوضوح، هو ان الاعتداء على المخلصين للعراق، تأتي من قبل اناس يفترض انهم في العملية السياسية الآن، وربما على رأس مفصل فاعل في توجيه مجرياتها.نجاتي من محاولة اغتيال بعد ظهر يوم الاثنين، في اليرموك، على الطريق المؤدية الى المطار، باسلحة كاتمة، اطلقها ملثمون من سيارة نيسان حديثة (فوريل) من دون ارقام، في مكان مدجج بالقوات الامنية.. جيش وشرطة.. يدل على ان تلك هي مكافأة العراق لي في ذكرى اعدامي الطاغية صدام حسين.انهم جرذان يختبئون في جحورهم، بالقياس الى انطلاقي في العلن حرا لا اكبل نفسي ولا اقيد حركتي تحاشيا للموتورين الذين يريدون الاقتصاص مني نظير كلمة حق قلتها في التلفزيون.وهكذا اجد رد المذيعة على الجنرال حاضرا، هل بلغت السفالة، باصحاب القرار الى حد تصفيتي انا القاضي الذي اعدم صدام، نظير كلمة قلتها انصافا للحق، لم اقصد فيها ان اكون ضدهم ولا مع اعدائهم، انما تحدثت في التلفزيون، انطلاقا من ايماني بالموقف الدستوري، إزاء اجراء حكومي ترتبت عليه ردة فعل شعبية، فبصرت الطرفين، بما لهما وما عليهما، من دون ان اتبنى احداً او اتنافر مع احدٍ.سئلت والمسؤول مؤتمن، رد الامانة للسائل، يتم امام الله والدستور والشعب، من خلال الاجابة الدقيقة من دون محاباة ولا مجاملة؛ فالحق اولى ان يتبع، ولو كلفني حياتي في محاولة اغتيال نجوت منها بمعجزة."قال كذلك قال ربك هو علي هين".فالمعجزات يسيرة على الله يخص بها عباده المخلصين؛ ما يجعلني واثقا في اتكالي عليه.. جل وعلا.. بمعاقبة المجرمين الذين اعرفهم، ولا رد عندي عليهم، انما افوض امري لله، هو مولانا وهو نعم النصير.لكن من واجبهم ان يصغوا لقولي، ومن حقي ان اقول: هذه الرسالة التي بعثتموها لي من خلال الاسلحة الكاتمة التي خسأت جبنا عن النيل مني، وانا فردا اعزل، وهم مدعومون بقوات امن تملأ طريق المطار ليل نهار، غابت في تلك اللحظة، كي تدع الرسالة تصل من خلالي لكل مخلص للعراق، انها لن تخيفني، مثلما لم اخف صداما في عنفوان جبروت طغيانه، وكنت في معتقلات امن مدينة (صدام) آنذاك، على شفى جرف ينهار الى الاعدام، وانا اهرج وامزح ضاحكا، واسست المحكمة الجنائية باعصاب قوية وعملت نائبا لرئيسها وأدرت موقفا، في ليلة واحدة.. من التاسعة ليلا الى الخامسة صباحا يوم 30 كانون الاول 2006، يحتاج جيشا من قضاة يعملون شهرا كاملا، تمكنت خلاله من اعدام صدام الذي لو اشرقت شمس 1 كانون الثاني 2007 لأفلتته الشركات الامنية الامريكية المتخصصة، ولكان هذه اللحظة في نيويورك يكرز لبا ويشرب ويسكي محتضنا احدى حسناوات هوليوود، مثلما حصل لايهم السامرائي ونمير دهام وسواهما ممن فلتوا من سجن المطار في بغداد.أيكون هذا جزائي، وقبله تجريدي من تقاعدي كقاضٍ بعد حل المحكمة الخاصة، وها انا اتعرض لمحاولة اغتيال نظير كلمة حق قلتها، مذكرا بنصوص الدستور، التي تمس الظالم وتنصف المظلوم.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2013-01-06
حفظ الله سبحانه وتعالى هذا البطل
احمد
2013-01-02
الحمد لله على السلامة اكبر جبناء هؤلاء,اذا هم شجعان فلياجهونا
الكوفي
2013-01-02
كم كنت اتمنى من القاضي مواصلة موقفه الشجاع ويسمي اؤبئك باسمائهم وان كنا فهمنا من يقف وراء تصفيتك استاذي المحترم ، اعتاد الشعب العراقي التصريح بالاسماء حتى يقتنع وخيرا فعلت انك اشرت بالاشارة ولم تسمي بالاسم لان هناك من يرد ويقول معقولة ما نصدق وعساكم ما صدقتم ، على الشرفاء اخذ الحيطة والحذر باعتبار ان الانتخابات قادمة والتسقيط والاغتيالات بدأت والحكومة مشتركة في هذه اللعبة القذرة ان لم تكن هي من تديرها من الاف الى الباء .
هناء علي-شيروان
2013-01-01
الحمد لله على سلامتك وحفظك الله من كل مكروه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك