سليم الرميثي
هكذا تعلمنا وآمناّ بنهج سماوي مستقيم نزل على نبينا الهادي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام و تعلمنا الحب الالاهي الصافي ..والذي نبِع من بيت محمد وآله الاطهار ع وامتد وارتفع شامخا الى السماء فلايمكن ان من يدعي الاسلام والايمان ان يحب محمدا ص ويبغض آل بيته فهذا التناقض في التعاطي مع القضية الحسينية والتي هي قضية محمدية بالدرجة الاساس.. لاشك انه نابع من فكر ناقص وايمان ناقص ولايمكن ان يكون ايمانا مكتملا بما جاء به المصطفى ص .فحب الحسين ع هو حب انساني ووجداني ولا يخص الشيعة والمسلمين فقط.. لذلك نرى الكثير من احرار العالم من اهل الكتاب او حتى بعض الملحدين عندما يصلون الى قضية الحسين ع يقفون عندها كثيرا لانها تحاكي وجدانهم وضمائرهم ولايمكن ان يمروا عليها مرور الكرام وقالوا في الحسين مالم يقوله الكثير من المسلمين..وناخذ كمثال قول الزعيم الهندي الشهير غاندي في الحسين ع (لقد طالعت بدقة حياة الإمام الحسين، شهيد الإسلام الكبير، ودققت النظر في صفحات كربلاء واتضح لي أن الهند إذا أرادت إحراز النصر، فلا بد لها من اقتفاء سيرة الحسين. ) فما بال المسلمون والعرب يقتلون زوار الحسين ع وهم سائرون الى كربلاء؟.و نرى بعض من يدعون الايمان والاسلام يساوون بين النقيضين ..بين الحسين ع وبين يزيد..بل ويفضلون احيانا كثيرة يزيد الفارغ من كل مروءة ورجولة على المروءة والحق والعدل والرجولة والايمان بكل مايحمل من معاني وقيم انسانية نبيلة كان يمثلها ذلك الموقف الحسيني يوم عاشوراء.واِلاّ اي موقف هذا من الاسلام والايمان به عندما تقتل انسانا مسلما يذهب لزيارة حفيد رسول الله ص ليقف امام قبره الشريف ليؤدي تحية السلام التي أمرنا الله بها على كل حي وميت فكيف اذا كان بمنزلة الحسين ع الذي وصفه نبينا محمد ص بانه ريحانته وهو منه ( الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا) وقال ص (الحسين مني وانا من حسين ) وكثيرة هي الاحاديث الشريفة التي قالها نبينا المصطفى ص ليؤكد حبه لحفيده ونحن نعلم ان رسول الله لاينطق عن الهوى ولايحب ولايبغض الاّ في الله.ان المسيرات الحسينية التي نشاهدها الآن والتي اذهلت العالم ماهي الاّ نورا من الانوار الربانية وتطبيقا عمليا للايمان المحمدي الصافي وماهي الاّ نورا من انوار الحرية والكرامة والخلاص من العبودية للجبابرة والطغاة في اي مكان وفي اي زمان و تدعو الى تحرر الانسان اين ماكان من قيود الماديات الزائلة والتمسك بقيم الحياة الانسانية العليا التي خلقنا الله من اجلها..والتي لاتستقيم الحياة بدونها..تعلمنا من المسيرات الحسينية معنى العطاء والكرم اللامحدود والتخلي عن البخل والانانية وتعلمنا كيف ان يكون الانسان سندا وعونا لاخيه الانسان من اي ملة ومن اي وطن كان وهذه هي من اسمى علامات الحب الحقيقي و الطاهر بين البشر وهي تطبيق معنىً من معاني قوله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).. ولازلنا نتعلم الكثير من المدرسة الحسينية التي تحوي دروسا عظيمة في العطاء الذي لاينضب.فحب الحسين ع هو الايمان الكامل وخلاف ذلك فهو الكفر والنفاق.وفي الختام نقول للمتصيدين في الماء العكر من النواصب الذين ليس في قاموسهم معناً للحب الحقيقي ..اذاكنتم تهزأوا بالشعارات الحسينية .. عليكم ان تهزاوا من انفسكم اولاً و تخجلوا من تفجير انفسكم وانتحاركم في الشوارع كالفطائس لتريقوا دماء الابرياء وتنشروا الدمار والخراب اين ماحللتم ( وأين الثرى من الثريا).السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين...
https://telegram.me/buratha