تظاهرة الانبار تشبه بانوراما رسمها رسام سكران!! ففيها خلط عجيب بين الموضوعات والمطالب ، ومن يريد تحرير ورقة بمطالب التظاهرة سيجد فيها كل شيء ، والباحث عن كل شيء باحث عن لاشيء .
ان سبب هذا التشتت المطلبي هو تعدد الاطراف التي شاركت في المسيرة ، فالاشخاص الذين نظموا الاعتصام يمثلون اطرافا عديدة كالقاعدة في سورية ، وجماعة اوردغان التركي وهو خط يعادي العراق والقاعدة معا ، وهناك جماعة الخط السعودي القطري ، ثم الخط الذي يمثل البعث الصدامي ، وذلك واضح من الاعلام المرفوعة في التظاهرة ، علم العراق الجديد ، علم العراق القديم ، علم التيار التكفيري في سوريا ، علم كردستان ، صورة رئيس الوزراء التركي اوردغان ، صورة صدام ! خلطة غير متجانسة ، كل مجموعة ارادت تعبئة الوسط العشائري بشعاراتها الخاصة مستغلة ازمة العيساوي .
ربما استخدموا نقطة اثارة واحدة كبداية لحشد ابناء العشائر وهي قضية اطلاق سراح حماية العيساوي الذين اعتقلهم الشيعة لأنهم سنة ! وعندما لاحظوا ان هذه الفكرة مضحكة ومكشوفة اضافوا لها فكرة اكثر اثارة وهي المطالبة باطلاق سراح سجينات يتعرضن للاعتداء ، الارهابيون استخدموا النساء لتنفيذ عمليات ارهابية خلافا للاحكام الصريحة والسنة ، لكنهم احيوا منهجا تأريخيا وقد سبق لابي سفيان ان سمح لزوجته هند بالخروج مع الجند الى معركة أحد تحرضهم على القتال وقد بذلت نفسها لوحشي مقابل قتل حمزة (ع) ثم شقت صدره ولاكت كبده ، وبعدها استخدم الصحابيان طلحة والزبير ام المؤمنين عائشة في معركة الجمل فاخرجاها يلوذان بجملها وهي تنادي بالجيش من يأتيني بالرأس الاصلع تقصد رأس امير المؤمنين عليا (ع) ، ثم استخدمها مروان بن الحكم في المدينة تركب بغلا وتنادي بمنع دفن الامام الحسن (ع) الى جوار جده ، واستخدموا قطام الخارجية في اغواء ابن ملجم لقتل علي (ع) واستخدموا جعدة بنت الاشعث زوجة الامام الحسن (ع) فقتلت زوجها بالسم ، والامثلة كثيرة لا وقت لذكرها .
تواصل تأريخي ومنهجي ، هم يستخدمون النساء في القتل والارهاب فاذا اعتقلن تباكوا على الاعراض المهتوكة ! اي مبادرة لحل الأزمة يجب ان تتوقف عند التحقيق الجنائي ، فأي امرأة معتقلة لانها متهمة بجرم فقضيتها جنائية بحتة وليس سياسية ، واي امرأة معتقلة للضغط على ذويها المطلوبين فهي بريئة تطلق وتعوض ويحاسب معتقلوها ، اما بقية المطالب فهي مطالب كل العراقيين في جميع المحافظات ، البطالة والفقر والفساد وانعدام الخدمات .
ولكن ماعلاقة هذه الأزمات بصورة اوردغان او علم المعارضة السورية او علم كردستان او علم صدام ، هناك عملية ضغط على الحكومة لمنع تطور قضية العيساوي الى مايشبه قضية الهاشمي الذي تم اعدامه سياسيا ، ولكن ادارة الأزمة بهذه الطريقة لن يكون مثمرا ، فاهالي الانبار والموصل يعرفون ان رفع اعلام اجنبية وصور شخصيات اجنبية داخل بلدهم خيانة للسيادة الوطنية التي ينادون بها خاصة وان هناك من يلقنهم بأن حكومة بغداد الحالية موالية لايران ويعدونه تجاوزا على سيادة العراق .
https://telegram.me/buratha