سعيد البدري
قد يرى البعض في الحديث بنظرية المؤامرة ولغة الاجندات الخارجية فيما يخص تظاهرات الانبار امر مبالغا فيه او تبريرا لسحب البساط من تحت اقدام المتظاهرين الذين يرفعون مطالبهم بوجه الحكومة وهذا مما لاشك فيه يقودنا الى تفحص النوايا و لبيان خلفياتها ومن يقفون ورائها ولماذا هذا التوقيت بالذات في رفع مثل هذه المطالب التي امتدت لتعلو في بعضها على المحددات الدستورية, وهنا نتسائل هل الحكومة محقة ولماذا تنطلق التظاهرات وتتحول الى اعتصامات وتتسع دائرتها لتفرض واقعا يشبه العصيان ان لم يكن كذلك؟؟ ان طريقة الحكومة في معالجة الازمات المفتعلة بجزء كبير منها اثبتت فشلها وقد تحدثنا عبر عشرات المقالات والتحليلات عن ان سياسة التصريحات غير المبررة وتتبع العثرات البسيطة وتعظيم الصغائر المنتهجة من قبل نواب دولة القانون والعراقية والتحالف الكردستاني هي المصطنع الاساس للازمة ولعل الجميع اسهم في تاجيج الفتن وكلهم يريد زعامة مكونه ولعب دور المدافع الناصر لقضية هذا المكون اما الواقع الفعلي فهو عكس ذلك تماما حيث تستغل بعض الجهات ومجاميع الارهاب بشكل خاص حالة التصعيد لتنشر الرعب والدمار ولتبرير عمليات القتل الممنهج تحت مدعى نصرة مكون بعينة بوجه طغيان مكونات اخرى او لتصفية عميل بحسب مدعاهم من نفس المكون الذي يدعون النصرة له وقد تكون عمليات استهداف المواطنين العزل في مناطق بغداد ذات الصبغة الشيعية ومناطق اخرى في كركوك ذات الصبغة الكردية والتركمانية وفي نينوى وصلاح الدين والانبار ذات الغالبية السنية فضلا عن اغتيال بعض الشخصيات ومسؤولي الامن يندرج ضمن هذا المخطط الذي يبرر عبر ما اشرت اليه عمليات التصعيد والتأزيم وهو ما يدعو الجميع لان يقفوا موقف المتأمل ازاء ما يجري ولئلا ينجرفوا خلف سياسة التأزيم والتطاحن بشكل اكبر من الذي رايناه سابقا . ان التظاهرات في الانبار والتي اراد بعض ساسة العراقية استغلالها والدعوة من خلالها وركوب موجتها تم الاعداد لبعض تفاصيلها بدقة في غرف مظلمة وان كان حق التظاهر ورفع بعض المطالب مشروعا لكن لغة التامر التي حملتها شعاراتها والهتافات الطائفية التي سمعناها والتي ادرك البعض ان لن توصلهم لمبتغاهم وسارعوا لنفيها والتأكيد على انها تضم جميع العراقيين ما هي الا لعبة سياسية وطبخة عروبية تم اعدادها بعناية في عواصم العربان الخليجية والغرض منها ليس انهاء المشروع الشيعي كما يروج البعض بل الى تحقيق المكاسب كمرحلة اولى لانهم يعلمون ان مثل هذا الحلم سيكون بعيد المنال في الوقت الحاضر وما عليهم الا الضغط بشكل اكبر لتحقيق اكبر عدد من المكاسب السياسية ومنها اعادة الهيبة لبعض قادة العراقية ومن يدعمهم من كبار عتاة البعث المجرم ومخابرات دول الخليج ورعاع وبرابرة شمال افريقيا الذين ساهموا ويساهمون بقتل العراقيين تحت مسمى الجهاد .بناءا على هذا الفهم يمكن القول ان رفع صور المقبور صدام واعلام حقبة البعث المجرم والتصريح في وسائل اعلام مشبوهة ان رفعها هو تعبير عن مدى الظلم الذي تعرض له السنة في محافظات الاغلبية السنية ماهو الا كذبة في وقت يعلم الجميع ان المظلوم الاكبر من كل هذا هم ابناء الوسط والجنوب الذين تذهب ثرواتهم من نفط البصرة والعمارة والناصرية والكوت لكل العراقيين بينما بقوا هم في دائرة العوز والاحصاءات الدولية تؤكد بما لايقبل الشك ان محافظات الجنوب والوسط هي الاكثر فقرا من بين كل المحافظات العراقية لكن يبدو ان النهم والطمع المترسخ في سلوك البعض يدفعهم لرفع شعارات الانفصال تمهيدا لتربية بهائم التدمير وحصار هذا المحافظات الغنية والسيطرة على مقدراتها مستقبلا ويبقى هذا الرهان قائما ما لم تكن للحكومة وقفة تنصف فيها الجميع وتعيد الحقوق الى اهلها ومن بينهم السنة طبعا فلسنا نرى مستقبلا لبلادنا من دون ان يشارك الجميع في بنائه اما انتهاج لغة التصعيد والتهديد بالنزول للشارع وقطع الطرقات فكلها اساليب مكشوفة سببها الاستهتار بالمؤسسات وعدم تركها تمارس دورها في حساب المجرمين وتعقب المتلاعبين والفاسدين ولعلي سمعت احدهم يبرر ضرب جهته التي ينتمي لها للقانون بأن الاخرين يتسترون على المفسدين ومن حقه فعل ذلك فهل يجوز ذلك ولماذا واين هي هيبة الدولة ومؤسساتها من كل هذا؟! فيا من تدعون الحرص عليكم بالمؤسسات وترك كل ما بدأتموه من تعطيل وازمات بالعودة للحوار الجاد لا حوارات التسويف وشل الارادة وتعطيل القوانين ان كنتم صادقين في حرصكم على البلاد والعباد عدا ذلك فعلى من يتبعكم ان يتنبه جيدا الى ان تعالي الاصوات النشاز والتعدي على الاخرين سينتج مزيدا مع القتل والدمار وربما يقودكم في النهاية الى حرب لامنتصر فيها مطلقا وعند ذلك ستقولون لمصلحة من نخوض هذه الحرب الخاسرة وماهي القضية التي نقتل في سبيلها . فاتقوا الفتنة بالعودة الى حضن الوطن ولاتكونوا مطية لطموحات غيركم ممن يرى في نفسه قائدا ضرورة اثبتت الوقائع فشله وفشل من يقفون ورائه في تحقيق احلامهم المريضة بالعودة الى سابق العهد فالعراق بلدنا جميعا ولايحق لاحد منكم او منهم سلب عراقية أي مواطن تحت أي مدعى كان فافهموها جيدا قبل ان تقدموا على تكرار سيناريوهات سترجعكم الى الوراء اكثر بكثير مما تتوقعون وتتصورون ..
https://telegram.me/buratha