المقالات

وهو الـمطلوب..! ...بقلم: قاسم العجرش * كاتب وإعلامي

572 21:08:00 2013-01-07

     

خلال السنتين المنقضيتين كان قطار الأحداث في محيطنا الأقليمي، يسير متسارعا على محورين أساسيين يشكلان سكتيه التي لم يخرج عنهما...الأول هو إستخدام النماذج الحاكمة القائمة كحافظات نقود مفتوحة دوما للإنفاق على عملية تدمير بعضها البعض، لتفنى في نهاية المطاف جميعها..!

 والثاني هو طرح النموذج التركي كنموذج للحكم ليس لأنه الأفضل والأنسب لشعوب المنطقة، ولكنه الأنسب والأفضل لتحقيق مصالح الولايات المتحدة والدول الاوروبية، راعيتي الترويج للنموذج التركي وعملية التغيير سواء بسواء..!

 فيما يخص السكة الأولى من المسار، كان المعدن المستخدم في صناعة السكة، بعيد تماما عن أن يكون من سنخ عملية التغيير الديمقراطي، فالسعودية وقطر والإخوان المسلمين لا يحملون من العقيدة الديمقراطية وتوصيفاتها ألف أو باء، والسعودية وقطر من أنظمة البدوقراطية إن صح التعبير، وهي أنظمة باتت خارج نطاق الحتمية التاريخية منذ أمد بعيد، ولم تصمد على العيش إلا بـ "فلوسها"، ولولاها ولولا فسحة الرخاء النسبي لبعض قطاعات شعوبها، لمحيت من خارطة الوجود منذ ذلك الأمد..

فسحة الرخاء هذه تراجعت في السنوات الأخيرة الى حد كبير، والفقر والتنافر الأجتماعي في السعودية بات ملمحا سائدا، ناهيك عن طائفية النظام الحاكم. في قطر الصورة مختلفة بعض الشيء، الأموال كثيرة، لكن النظام يتهدم من داخله، لأن البيت القطري الحاكم مبني على عقيدة التآمر العائلي، ناهيك عن أن إيران المجاورة بنظامها الإسلامي، لا يرضيها أن يكون وجود فقاعة بحجم دويلة قطر كمصدر للقلق في خاصرتها الجنوبية، سيما أن هذه الخاصرة ممر تصدير نفطها..

 العنصر الثالث من عناصر توليفة معدن السكة، وأعني به الأخوان المسلمين، نموذج ظلامي لا يحمل مشروعا "مدنيا" يتلائم مع معايير الجهات الراعية لعملية التغيير: الولايات المتحدة والدول الأوروبية..

فيما يتعلق بالسكة الثانية، أي النموذج التركي للحكم ، فأنه نموذج ناقص لا يمكن السير على خطاه، وهو وإن خرج من رحم العلمانية التركية التي يرعاها الجيش ويحرسها، وهي مفارقة تقتضي التأمل بمعنى أن يحرس الجيش العلمانية، لكن هذه العلمانية لا تعترف بحقوق قومية وثقافية لـأكثر من 10 ملايين كردي يشكلون نسبة كبيرة من سكانها..ناهيك عن أن السيد اردوغان القريب جدا من أطروحة الأخوان المسلمين الإقصائية، يحتفظ بمفارقة عجيبة بعلاقات واسعة مع الكيان الأسرائيلي الغاصب لفلسطين، وهو راع طائفي وليس ديمقراطي للتحركات الأحتجاجية في سوريا والعراق أيضا..!

 وكما ترون فأن أدوات التغيير متناقضة مع تطلعات شعوب المنطقة التواقة للتغيير، وهي تعي هذه الحقائق جيدا، ولذلك فإن قطار التغيير سيخرج حتما عن السكة الأمريكية، وسيركب سكة تختارها الشعوب ...

كلام قبل السلام: نسينا أن نذكرم أن الأخوان المسلمين نحوا جانبا من أدبياتهم في هذه المرحلة قضية فلسطين..وهو المطلوب...!

 سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك