المقالات

تظاهرات الانبار ودولة فلسطيني الشتات ؟؟!!

527 19:35:00 2013-01-07

سعيد البدري

لايحبذ البعض التحليلات العميقة التي يرى فيها فضحا لمخططات تم اعدادها سلفا وهي تبحث بمجملها لتخفيف الضغط عن كيان الصهاينة السرطاني واطالة امد بقائه فمتغيرات ما سمي بالربيع العربي اسقطت الانظمة التقليدية وهي تتجه لاسقاط بعض الاخر عبر مشروع بديل لضمان تنفيذ حلم طال امده لدى البعض فيما ينظر اليه اخرين بريبة سيما وانهم تحت التهديد المباشر ولعل انتقال الامور والتطورات السياسية الى مرحلة ما بعد سقوط نظام مبارك وصالح وبن علي والقذافي والحرب على حكومة الاسد والتحركات التي رافقت توقف تدفق غاز سيناء المصري الى الاردن والهتاف باسقاط الملك وكذا تهديد ووعيد حكام الامارات بوقف المد الاخواني القادم من مصر انذرت ببدء عهد جديد توج مؤخرا بتظاهرات طائفية بامتياز في الانبار العراقية كل ذلك سيعني تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الكبير ,اذا ما عرفنا ان صناع القرار في العالم بما فيهم قادة الولايات المتحدة يعملون على تهيئة الارضية وكسب الوقت لتحقيق مأربهم وهي تأمين الموطن لفلسطينيي الشتات والذي عبر عنه بمشروع كيسنجر وهو ما تحدثوا عنه اواسط سبعينيات القرن الماضي والذي سيضم بالاضافة لاجزاء من سوريا والعراق كل الاردن ليضمنوا بقائها تحت هيمنة الدولة العبرية وتبعيتها الاقتصادية لها ولبعض دول الخليج بحكم افتقار الاردن اولا والمناطق المستهدفة الى المورد الاقتصادي وهذا ما دفع الملك الاردني الى عرض انضمام مملكته وعرشه الى السعودية التي لم تجرؤعلى عصيان اوامر امريكية بعدم القبول ومما سهل المهمة اكثر على اسقاط وشيك لهذه المملكة المجهولة التي اقتطعت من سوريا الكبرى وفلسطين المحتلة بعد الحرب العالمية الثانية هو عمليات التخريب الممنهجة لانانيب الغاز وضربها من قبل جماعات سلفية متشددة في سيناء بحجة مرورها عبر الاراضي الاسرائيلية و هذا التخريب المتعمد يندرج في اطار مؤامرة الاسقاط, فعبدالله ابن الحسين ومملكته انتهى دورهما والباقي هو التحرك لتنفيذ الحلم (اسرائيل الكبرى) من النيل الى الفرات وبذلك يكون العراق والمد الشيعي عموما تحت التهديد وسوريا تحت مرمى النيران بينما سينحسر الدور اللبناني الذي يمثله حزب الله وطريق امداداته الى ادنى مستوى خصوصا مع وجود متحمسين لاقامة مثل هذه الدولة التي ستكون بمثابة الطعم الذي يرمى للفلسطينين في الخارج والبالغ تعدادهم حوالي الخمسة ملايين. فضلا عن اعداد اخرى منهم في الاردن سيرتبطون بلا ادنى شك مع الضفة الغربية وستكون دولة غرب العراق الضعيفة باغلبيتها السنية واجزاء من سوريا امتدادا طبيعيا وجارا مقبولا لهذه الدولة التي تتحدث عنها مشاريع الغرب القديمة الجديدة ومن اهم اسباب اثارتها في هذا الوقت تحديدا هو قبول فلسطين كعضو غير دائم في الامم المتحدة ومسار المفاوضات التي يراد احيائها وايجاد بدائل معقولة تقنع هولاء المتحمسين الذين تحدثنا عنهم ,كما ان مواجهة تهديد ايراني محتمل سيدفع بقوة لتنفيذ المشروع خلال السنوات القليلة المقبلة ومما لاشك فيه ان تخلي امريكا عن بعض حلفائها امر وارد وسيكون مصير العائلة الحاكمة في الاردن شبه مجهول مع احتمالية تنفيذ سيناريو بهذا الحجم دون ممانعة تذكر من ما يسمى بدول الطوق العربي التي ستشغل بفتن واضطرابات داخلية مريرة ليس اخرها امتلاء ميادين التحرير وجمعات الصمود وغيرها من مسميات بالمتظاهرين وتهديدهم باسقاط الحكومات وشل حركة البلدان وهذا برضا ودعم دول خليجية قبلت ان تلعب دور البديل للانظمة التقليدية وهي ستكون سعيدة حتما بالمحافظة على عروشها والتحكم بشعوب بلدان الربيع المزعوم , وهو ما يفسر تماما قيام البعض ومنهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بزيارة الاردن وابرام بعض الاتفاقيات الاقتصادية معها رغم علمهم بأنها بلد اشبه ما يكون بالمفلس وقد تكون النوايا بعد كل ذلك واضحة ومنها تأجيل اسقاط العرش الاردني وانقاذ ما يمكن انقاذه خلال هذه الفترة كما ان خطوة منح الحكومة الاردنية بضعة ملايين من الدولارات والنفط والتباحث بشأن مد انبوب نفطي عبر اراضيها باتجاه البحر الاحمر سيضعف انطلاق مثل هذا السيناريو وقد يوقف التهديد بالزحف نحو الاراضي العراقية فالاردن بنظامها السياسي الحالي لاتشكل تهديدا حقيقيا للعراق وستتعاون مجبرة على مكافحة الارهاب الصدامي السلفي القادم من اراضيها كما ان ذلك سيكون بمثابة انعاش كبير لهذه المملكة المتهالكة. ولفهم مجريات الامور بشكل اوضح فأن التظاهرات التي انطلقت في الانبار والتي سبقتها مؤامرة كبيرة للاطاحة بالنظام السياسي في العراق على يد اعضاء القائمة العراقية وجنرالات الحرب الاتراك والامريكيين ومخابرات دول الخليج كشفت عن طريق الاردن ولذلك فقد تم تعديل الخطة في اللحظات الاخيرة لتظهر بهذا الشكل البائس المنفر. ومن سخرية القدر ان تقوم الاردن المتأمر الاول على امن العراق بعد العام 2003 اول المدافعين عنه بكشف هذه المؤامرة لتستفيد هي من طاقاته الاقتصادية الهائلة وتضرب بقوة حصار تركيا المحتمل بمنع النفط العراقي من النفاذ عبر موانئها وتسهل ضخه من بلد بديل في حال اغلاق مضيق هرمز لاي سبب كان وهذا وارد جدا في ظل ارتفاع نبرة اعداء ايران وتلويحهم باستخدام القوة ضدها والذي سيضر الجميع وفي مقدمتهم العراق الساعي لسد احتياجاته وبناء مشروعه الوطني القائم على احترام الجميع ونسيان الماضي بما فيه تسلط الاقلية وسيطرتها على مقدرات البلاد تحت مسمى انتماء العراق لمحيطه العربي السني.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك