جبار التميمي
أن الولوج إلى المستقبل ينطلق من حاضر معد له سلفا أي مخخط له ولايمكن أن يكون المستقبل أفضل بدون تخطيط وإعداد ورؤية مبكرة لاحتمالاته وذلك لاختيار أفضل السبل لتحقيق الهدف والنهي لسد المنافذ التي تعيق الوصول لأفضل الطرق ووضع الحلول لأي أزمة أو مشكلة أو ظاهرة أو طارئ غير تظهر وغير محسوبة ومأمن دولة تطورت وحققت الهداف وحسنت مستوى المعيشة ودخل الفرد وطورت الخدمات في كافة القطاعات إلا من خلال التخطيط والتنظيم ووضع خطط مختلفة وبحاسبات منطقية لما متوقع من حالات تعيق وتظهر سواء طبيعية أو مصطنعة ، وكثير من الدول توقفت خططها ولم تصل إلى أهدافها بسبب كوارث أو حروب فالحروب عدوة التخطيط فهي تغير الأوليات والمهام من الاقتصاد والتنمية إلى شراء الاسلحةوالمجهود الحربي ورواتب المجندين وغيرها وقد توقفت كثيرا من اقتصاديات الدول المشاركة والمتصارعة أبان الحربين الأولى والثانية ولكنها نهضت من خلال التخطيط وبطرق انفجارية اعتمدت طرق اقتصادية حديثة ومستنبطة كما أن الحرب الباردة ساهمت في انهيار الاتحاد السوفيتي من خلال الأوليات وبانهياره انهارت معسكر الدول الاشتراكي ، فبالتخطيط تستمر الحياة بوتيرة متصاعدة ومنظمة تأخذ باعتبارها النمو السكاني والحاجات الرئيسة للمجتمع والبنية الأساسية والخدمات الماسة لحياة الناس ، وبدون التخطيط يكون العمل والحياة عشوائية عمياء تمضي بفوضوية قد تستمر إلى حين وقد تحقق مكاسب هشة وأهداف سطحية ولكن لن تدوم وتكون سهلة الانهيار وقد عاصر الأغلب منا فترة الحروب في العراق والحصار وإلغاء وزارة التخطيط وما تبعها من تداعيات خطيرة ساهمت في انهيار الدولة بعد الغزو الأمريكي للعراق وكان سوء التخطيط وافتقار البلد له السبب الأساسي وقبل الغزو وإثناء الإعداد له تابعنا الوعود بالتخطيط لعراق سيصبح واحة في المنطقة وباستخدام العلوم الحديثة والتقنيات المتطورة والاهتمام بالإنسان والتنمية الشاملة والمستدامة والمكانية والتنمية الأممية ....الخ ولكن في طريقهم إلى العراق الأمريكان رموا بكل الخطط في البحر ودخلوا لطريقة حكم جديدة اسمها التجريب والتغريب بدون برامج وبدون خطط وأصبح البلد مختبر كبير وورشة تعليم ودورات مفتوحة ليتعلم من يصعد إلى السلطة عن طريق ديمقراطية الأحزاب التي تعتني بالتخطيط وتناقش وتصنع الأفكار وتعتمد الحوار ووجهات النظر وهي خارج السلطة ولكنها ما أن تصل إلى السلطة حتى تنفرد بطريقة الحكم التجريبي .إننا لانعتمد التخطيط ولانعرف كيف نخطط لان التخطيط تجاوز على فكر المسؤول وعقله المتقد وذهنه المشحوذ فكيف نخطط ونحن في ظل مسوؤل يعرف كل شي وينبئنا بالمستقبل ويدرك كل العلوم ويقرأ الظواهر الطبيعية ويعرق الطقس ويعلم ماخفي من الأمور وبواطنها فهو يؤمن بالقول الشائع الذي كتبه البعض على سياراتهم (لاتفكر لها مدبر) ولقد أوصلنا هؤلاء إلى مانحن فيه وسيوصلوننا إلى الأسوء إذا لم نراجع ونقيم ونفرز ونبدأ بالتخطيط من خلال الكفاءات والخبراء وننفذ وهي مسؤوليتنا جميعا فالانتخابات قريبة فلا تلوموا الأحزاب والمرشحين والفائزين فانتم من يختار فكيف ماتكونوا يولى عليكم...
https://telegram.me/buratha