المقالات

ما هو موقف المجلس الأعلى من أزمة العيساوي وما تلاها

840 22:13:00 2013-01-07

عباس المرياني

يقف البلد هذه الايام بصورة الاستعداد والتأهب على خلفية تداعيات أخر أزمة تشهدها الساحة السياسية العراقية والتي أعقبت إلقاء القبض على حماية وزير المالية رافع العيساوي بتهم الارهاب ولجوء الاخير الى الشارع في محافظة الانبار ابتداءا لتأليبه وتحشيده ولاستغلاله في الفترة المقبلة.. تطور المشهد لينظم الى هذا التحشيد اعضاء اخرين من القائمة العراقية لاعتقادهم ان الحضور وسط هذه الحشود وركوب موجة الخطاب الطائفي التحريضي امر مهم للمرحلة القادمة ومنع تفرد وزير المالية بهذا الفتح ليمتد الامر بعد ذلك الى محافظات الموصل وصلاح الدين رغم ان الجماهير اكتشفت بقدرة قادر ان المطلك يريد استغلال هذه التظاهرات لصالحه وتجييرها لمصلحته فكان ان اكرمت وفادته باهانته وطرده لكن هذه الجماهير لم تكتشف نوايا الاخرين وخاصة الخنزير احمد العلواني .وأزمة العيساوي وتأجيج الشارع لم ولن تكون الأزمة الأخيرة لكنها بكل تاكيد تعتبر الاصعب حتى هذا التاريخ لانها اخذت منحا طائفيا وانحرفت عن مسارها الحقيقي بعد ان تداخلت فيها الغايات والمصالح والنوايا الغير شريفة وتم استخدام الشارع كواجهة لتحقيق الاهداف وتمرير الغايات سواء من قبل اطراف القائمة العراقية صاحبة المصاب او من قبل الحكومة وبالخصوص قائمة دولة القانون ورئيس الوزراء نوري المالكي.وموقف المجلس الاعلى الاسلامي في هذه الازمة وفي الازمات الكثيرة التي حدثت من قبل يقف بنفس الاتجاه والراي وان اختلفت العناويين والمواقع تبعا لنوع المشكلة او الازمة والاطراف محل الخلاف وهو مع ذلك موقف يتسق تماما مع موقف المرجعية الدينية الداعي الى التهدئة والحوار والالتزام بالدستور والثوابت الوطنية والتوافقات التي بنيت عليها العملية السياسية ونبذ الخلاف والتوجه لتوفير الخدمات للمواطنين .كما يمكن القول ان دخول المجلس الاعلى في تفاصيل معالجة الازمات لا يختلف كثيرا عن مواقف المرجعية الدينية الاجمالية ولهذا فان موقف المجلس الاعلى من ازمة العيساوي وحمايته تتمثل برفض تسيس القضاء ورفض نقل الازمات الى الشارع ورفض استخدام الخطاب الطائفي وهو مع التظاهر السلمي لتحقيق المطالب المشروعة ومع التظاهر الذي كفله الدستور.وتحديدا يمكن القول ان موقف المجلس الاعلى في هذه الازمة العاصفة لا يمكن ان يختلف عن المواقف السابقة لان مواقف المجلس الاعلى لا تنطلق من دوافع حزبية او مصلحية ضيقة او تتحرك تبعا للاهواء بل هي مواقف ثابتة ترتبط بعمق المشروع ونجاحه وهي كذلك لا تخاطب عواطف الشارع الانية وتركب موجة استغلال انصاف الفرص بقدر ما هي مواقف حقيقية تؤسس لبناء دولة المواطن وبناء الدولة المدنية العصرية ..والفكر الذي يعتقد بامكانية السمو بفكر وجهد الانسان والانطلاق به نحو تحقيق التطلعات الكلية لا يمكن ان يعتمد على انصاف الفرص او على صناعة الازمات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك