أربعين عاما تزيد أو تنقص، نحن تحت المقصلة ،نسمع بالأمان ولم نذق طعمه يوما، من بقى من علمائنا مهدد في كل لحظة، أبنائنا ملئوا الآفاق هروبا من الموت أو بحثا عن لقمة العيش، نحبس أنفاسنا عندما نشاهد عجلة أو رجل يرتدي اللباس العسكري... صلاتنا مؤامرة..شعائرنا تجسس وعمالة وتبعية..انتمائنا لقومنا مطعون به..أشلائنا ملئت ارض الوطن من الشمال إلى الجنوب.. ودمائنا سقت الأرض..الخلاصة: نسينا آدميتنا..
أربعين عام يا قومي ونحن شعب بلا وطن، فكلنا فرس وكلنا عملاء، وكلنا متهم لا لشي، إلا لأننا قلنا ربنا الله واستقمنا، لا مشاعر لنا، ففي كل وسائل الإعلام نشتم ويشتم مذهبنا وعلمائنا، وعلينا أن نصفق ونؤيد ونسبح بحمد السلطان لشتمه إيانا!! في حينها لم نسمع منكم يا أهلنا وشركائنا من مواساة ولو بنظرة عطف، أو كلمة حق، كلكم شيوخ عشائر، رجال دين، مثقفين، عامة الناس، رجال نساء، تنعمون بخيرات أرضنا، ولا يحق لنا أن نقول نريد لقمة خبز وقطعة قماش لنستر أطفالنا من تلكم الخيرات، كلكم يا أهلنا في الأنبار والموصل وتكريت، وعندما انتفضنا في شعبانيتنا خرجتم كعشائر وبيدكم أسلحتكم لقتالنا بدل إسنادنا أو التدخل لدى السلطان ليبر بنا ويجعلنا كالبشر نعيش في أرضنا، استعديتم شرارنا على شرفائنا ووضعتموهم على صدورنا، واختلف السلطان مع أسيادة من الصهاينة والأمريكان، وجاء الاحتلال كي لا يسقط ذاك النظام المجرم على يد مجاهدينا، وأصبحنا متهمين في نظركم من جديد، رغم أننا من قاوم المحتل في حين استقبل في مدنكم استقبال الفاتح، رفعتم شعار مقاومة المحتل في الظاهر لكن دمائنا التي تسفك بسلاح ومفخخات وعبوات مقاومتكم، سكتنا وطأطأنا رؤوسنا خجلا من الأخ الشامت على حدودنا، فتحت أبواب بيوتكم لشذاذ الآفاق من الأعراب لتكون منطلق ضدنا، يقتلون ويهجرون ويسبون، حتى فجر ضريح من أقدس مقدساتنا، ومازال علية قومنا ومرجعيتنا توصي لا تقولوا أخوتنا بل قولوا(أنفسنا)، وبرأناكم من دمائنا لا بل واعتبرتم ضحايا لذاك النظام مثلنا!! وأشركناكم معنا في كل شي لإدارة البلد، لكن المحتل أمريكي والمقتول شيعي والمتهم إيراني!!
تخبطت الحكومة: نعم..أعادت المجرمين للحكم، صالحت الإرهابيين: نعم..لم تقدم خدمات: نعم..،وهذا شراكة في كل العراق، حالنا من حالكم، انتقدنا كما انتقدتم، لكن هتافاكم ومن مثلكم أعاد نفس نغمة الأربعين عام: صفريين..عملاء إيران،ورددتم نفس الهتاف خلفه، بلا وجل او خجل على الأقل لم تمنحوا من ساندكم ووعد بمشاركتكم لسان يدافع به أمام أنصاره وأمام نفسه..
وجاءت الرزية الكبرى ليخطب من استحل دمائنا وقتل أبنائنا ليساند تظاهراتكم(عزة الدوني)، تمنينا لو رد بعضكم عليه،انتقده؛،حتى من جر جر ليتحدث لم ينتقد تاريخه، إسمه، اجرامة، بل قال وباستحياء لا علاقة له بالتظاهرات!
هذه الحقيقة يا أهلنا مازال فيكم من يتلذذ بشتمنا وإراقة دمائنا، ومازال فعلكم تهمة لنا، رفعتم صور الأجانب وأعلامهم وما فعلنا هذا على مر تاريخنا..نعم: وضعنا صور لكن صور لمراجع دين وعلماء، ولم نرفع أو ندافع عن ساسة من خارج الحدود، لكنكم فعلتموها وعلنا، وعلى رؤوس الأشهاد!
لنا وللأمانة أن نشهد للشيخ الجليل السعدي موقفه وخطابة وكلماته، لكن نعلم انه يسكن خارج العراق خوفا على نفسه من غضبكم لكلمات الحق التي يطلقها..
والآن يا أهلنا، سننسى الماضي والأمس القريب والحاضر..لكن استدرجونا بهتاف ولو هتاف واحد ضد من قتلنا (كلا.. كلا للبعث)،(كلا..كلا للإرهاب)، لنسمعها منكم مرة واحده، وسننسى كل ما مر بنا ونغفر كل التهم فانتم اعرف بنا، نسامح بابتسامة بسيطة،فضلا عن كلمة اعتذار فهل سنسمع هكذا هتاف ولو مرة، لن ندافع عن الحكومة فهي لا تمثل مذهبنا بل أساءت له ولنا، ولم نحصد منها سوى الأزمات والتخبط والفساد، ولم تقدم شي يمكن لأحد أن يدافع عنها....
https://telegram.me/buratha