القاضي منير حداد
ردد الطاغية المقبور صدام حسين: "أطلق لها السيل، وليشهد لها زحل" تالي.. لم تشهد مدن العراق سوى نوبة سلب مسعورة، اختزلتها المخيلة الشعبية بالـ (حواسم) التي ارادها الديكتاتور اسما لمعركة هرب منها.والتاريخ يعيد نفسه، بفتوى هوجاء من وزير الدفاع د. سعدون الدليمي، للمالكي باطلاق يد الجيش تسحق المتظاهرين السلميين المعتصمين في الرمادي والموصل وديالى وتكريت وسامراء.اعتصام سلمي في خمس مدن مشفوع بتضامن من المحافظات الاخرى، حاولت الحكومة اخافة الشيعة باظاهره بمظهر طائفي، فاحبط قادة تلك الاعتصامات المحاولة، بالتصريح عبر وسائل الاعلام، ومن داخل الاعتصامات، بان الفرق واضح بين الحكومة والشيعة الذين لم يفيدوا منها لا بخدمات شملت العمارة ولا رفاه اغدق على الناصرية ولا امان للبصرة او مثلها للكوت والديوانية والسماوة، من مدن الشيعة التي تستثنى منها المناطق ذات الصبغة القدسية لما توفره السياحة الدينية من نهر ذهب يصب في حسابات ثلة من المتربعين على عرش الديمقراطية قسرا.تظاهرات تطالب بالخدمات والعيش الكريم، للشعب كاملا، لا طائفية فيها، الا بقدر ما حاول الساسة من كلا الطرفين لوي الحقائق عن مسارها السوي انحرافا نحو الطائفية التي تنقذ المفسدين.فإن طالب الشعب جهة ما باداء دورها، قالت السنة قادمون وراء عزت الدوري كي ينتفوا لحى الشيعة ثأرا لصدام وان سيق قاتل محترف للقضاء، قال استهداف للسنة.الا ان المعتصمين وقادتهم، طمأنوا الشيعة الى انهم لن يؤاخذوا بجريرة سواهم، احرقوا هذه الورقة على حماة الفساد المتوارين خلفها.وإذ يطلب سعدون الدليمي من رئيس الوزراء نوري المالكي اطلاق يد الجند يعيثون انفالا بالسنة، فهي خطوة اجرائية، لتنفيذ المخطط القطري - السعودي، بتوريط رئيس الوزراء للاقدام على خطوة تدخل البلاد في مغبة الفتنة التي لو انفلت عقالها؛ لن تبقِ حجراً على حجرٍ، فبمجرد اقدام الجيش على ضرب اية منطقة، سواء أكانت شيعية أم سنية، سينتفض العالم ضد الحكومة وتأتي الفرصة على طبق من حماقات المستشارين، لمن يتربص بالعراق، قاصدا نفخ هبة من ريح الربيع العربي فيه.قبل ان يتقدم الدليمي بفتواه على الحكومة هل حسب كم قوة دولية تؤجرها قطر للنزول في بغداد تحاصر المنطقة الخضراء دفاعا عن السنة ضد العنف الشيعي (!؟).انه يدري ويتوقع ذلك، لكن سواه لا يدري فيسقط في مهاوي الفغلة، التي يتوارى تحتها ذكاء خطير.ضرب الجيش للمعتصمين، يشبه نصيحة مستشاري صدام بالاعتماد على الفلاح ذي العينين الـ (مفنجلتان) لمواجهة الطائرة الشبح العصية على رصد احدث الرادارات، لكن الفلاح الموهوم وهو في ارضه يزرع، يراها مقبلة، فيأتي جريا من فيافي تكريت الى القصر الجمهوري في بغداد، يخبر صدام بان الطائرة الشبح وصلت.هل كتب على شعب يمتلك ثروات هائلة، وعقول رائعة وشباب طموح، ان يتمزق اربا اربا بغباء المتشاطرين في كل مرحلة من تاريخه!؟منذ ايام نصحت المالكي، من على صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية، الا تمشي وراء مضحكك انه يورطك ليضحك منك، وتقبل قسوة محب نصوح، ربما لا يخاف على شخصك، انما يخشى عاقبة التخبطات على شعب ارتبط قدره بك.لا تكرر اخطاء صدام بالاصغاء لفتاوى الجهلة والمندسين؛ فشرارة الغيظ اطبقت من كل جانب، بعد طول اهمال للخدمات واهانة للكرامة العراقية، تاركا اذناب السلطة يتعاقدون على مشاريع وهمية، يسقطون تخصيصاتها في حساباتهم الشخصية، من دون ان يتحقق مشروع واحد، في الماء او الكهرباء او الصحة او التربية، ومن دون ان ينجز المواطن معاملة تجديد هوية الاحوال المدنية او شهادة الجنسية او اية معاملة في دوائر الدولة، بلا اهانة ورشوى.فسدت البلاد يارئيس الوزراء وانت تعلم غاضا الطرف عن اوليائك، المتسببين بها، حتى صاحت الناس تستغيث بالشيطان من درد...فاصلح الامور بدلا من ضرب المطالبين بحقهم الانساني.
https://telegram.me/buratha