حيدر عباس النداوي
لم ننتهي بعد من تفكيك اي زمة من الازمات المتوالية التي مرت علينها وكانها قطع الليل المظلم حتى جاءت من هي اشد واصعب واسوء من سابقاتها تناوب اكثر من طرف على اظهارها بالمظهر اللائق التي يتناسب ومكانتها كاسوء ازمة تمر على الساحة السياسية منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا لان من اعدها واخرجها ارادها ان تكون خاتمة الاحزان والفصول في الازمات والمشاكل ومن المؤكد فعندما تكون الخاتمة فبالتأكيد لن تكون اقل مما ظهر وطفى على سطح الاحداث الاخيرة من تداعيات وتوجس وترقب بعد ان تم الرجوع الى الشارع كخصم وحكم.والنزول الى الشارع من قبل الجماهير للمطالبة بالحقوق والوقوف بوجه الظلم ووقف الفساد وتداعياته نزول مطلوب ومحترم ومكفول من قبل الدستور ولا يمكن لاي طرف او جهة منعه او التجاوز على حقيقة تاثيره في صنع القرارات والحصول على الحقوق ووقف التداعيات التي تتسبب بها مفاصل السلطة والادارة الضعيفة والمسيسة الا ان ما يجري من تظاهر في الانبار ومحافظات الموصل وديالى وصلاح الدين وبخجل في كركوك وما قابلها من ردت فعل لقائمة رئيس الحكومة نوري المالكي وخروج مظاهرات تاييد له ضد المظاهرات التي تطالب بتنحيته او بمطالب في قسم منها غير مشروعة كلها تظاهرات مسيسة ومبنية على الانفعال وردات الفعل الغير مدروسة وغير المحسوبة ولا تتماشى مع النهج الديمقراطي والسعي لبناء دولة المؤسسات ودولة الشراكة الحقيقية بل ان من يقف وراء هذه التظاهرات لا يقل خطرا عن الزرقاوي والعرعور وبن لادن والضاري والسعودية وقطر وتركيا وكل من يرى في المشروع السياسي والديمقراطي في العراق حالة غير مقبولة ويجب التخلص منها.ان اخراج الناس الى الشارع وشحنهم بمصل الطائفية ورفع نسبة اقصاء الطرف الاخر من قبل اعضاء البرلمان ووزراء القائمة العراقية وكذلك من قبل رئيس الحكومة يمثل قمة التخبط وعدم الشعور بالمسؤولية ويمثل قمة التراجع والتخلف بالنسبة للجماهير التي لم تميز بعد بين حقوقها وواجباته بين مالها وما عليها وانما لا زالت تعتبر نفسها تابعا لا يحب الانفصال لانه لم يتعود على الحرية ولم يتعود على جرأت اتخاذ القرار ولا زال شبح القائد الرمز والبطل القومي هو الهاجس الذي يتحرك من وراءه دون ان يعلم ان بامكان هذا الظل الذي يخلفه بتخبطه له قدرة على ان يزلزل عروش الملوك ويخلق لنفسه الغد الجميل.ان على رئيس الحكومة السيد المالكي والقائمة العراقية تقع مسؤولية ضبط ايقاع الشارع العراقي وعزف نغمت الهدوء والامان بدل قرع طبول الحرب وتهيئة براميل البارود بقصد تفجير الموقف ومثلما اخرجوا الناس الى الشارع عليهم ان يعيدوهم الى مساكنهم وبيوتهم وعملهم حتى لو ظهروا على حقيقتهم من غش وكذب ونفاق وليس عيبا ان يتراجع الانسان عن خطأه لكن العيب ان يتمسك بهذا الخطأ ويلبس لباس الوطنية في وقت يعرف الجميع انه والوطنية لا يلتقيان.ان خروج الجماهير للمطالبة بحقوقها يختلف عن اخراجهم وفق أجندات معينة لان خروجهم يمثل انتصار لكرامتهم واستحقاقهم اما اخراجهم فيمثل امتهان واحتقار لوجودهم وكرامتهم.
https://telegram.me/buratha