المقالات

حل البرلمان قبل الاوان !!

439 10:46:00 2013-01-09

نور الحربي

لعل ما سمعنا من دعوات يحاول البعض من خلالها كسب الرهان والمضي قدما في مشروعه الاستحواذي الذي يضع من خلاله الاخرين في زاوية حرجة من قبيل حل البرلمان والدعوة الى انتخابات مبكرة ليس الا تكتيك لاحراج الخصوم وابعادهم عن دائرة الضوء والخطاب المتشنج الذي تتبناه كل اطراف الازمة والتلويح بوطنيته وخيانة الاخرين هو عين ما يريده الجميع ويسعى لابرازه اذا ما علمناه ان هذا الخطاب الذي نسمع له خلفياته الطائفية وما رغب في تسويقه لجماهيره من تشبيهات وتوصيفات للاخر في سبيل ان يبقى هذا الجمهور تحت امرته واسير متبنياته وافكاره وكل هولاء للاسف الشديد تجار شعارات وبنهايتها ستبور بضاعتهم التي لم تجلب للعراق غير مزيد من التأخير والمشاكل والتشتت والتشرذم بينما تغيب لغة العقل ليحل محلها لغة الصراخ والتهديد والوعيد , فمن المعيب جدا ان نتفرج عبر شاشات التلفزة على خطاب كالذي القاه علي الشلاه النائب في دولة القانون والذي كان ماضيه مخزيا بامتياز وتاريخه البعثي الذي يعرفه ابناء منطقته يعنينا عن الكثير من الامثلة والشواهد لكن السفينة تبحر وتحمل الغث والسمين وكذا خطاب حيدر الملا المارق بطبعه والذي ينتمي لمدرسة شذاذ البعث وقد يكون الاكثر شذوذا بين رواد هذه المدرسة الكافرة الداعرة , كيف لا وهو مفوض امن مأجور كان يلعب بالخفاء ويتملق الجميع اما اليوم فصار صاحب رأي وبوق يردد كلمات اسياده . ان لغة قلب المواقف والوقوف على حافة الهاوية بجر الامور الى مواجهة مباشرة ليس هو الحل وليس هو ما يريد العراقي الذي يتاجرون بأسمه وعناوينه وانتمائاته فلغة المكاسب على حساب الدم والوطن لغة مرفوضة ليس فينا كمواطنين من يقترب منها وافشاء الشائعات والضرب بكل الاتجاهات اصبح ديدن رواد الازمة القدماء , فتحريض متظاهري الانبار (مع اختلاف ايديولوجياتهم ) ومشاربهم للتهجم على المطلك مع الملاحظات الكثيرة والكبيرة عليه رغم انتمائه لنفس المنظومة البعثية يظهر مدى الشرخ الكبير في طبيعة العلاقة بين القوى المؤتلفة داخل المكون الواحد ويظهر بما لايقبل الشك ان حرب التسقيط الداخلي في نفس هذه القوى اخذ منحا اخر فابطال الامس بنظر جمهورهم اصبحوا اليوم خونة وعملاء والحال ذاته ينطبق على زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ورئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد عمار الحكيم الذان يوصفان وعبر اشاعات واكاذيب وفبركات من قبل الة الدعاية الموالية لدولة القانون بانهما يريدان اسقاط النموذج الشيعي المتمثل بالمالكي وهما يعملان في الخفاء من اجل هذه الغاية والسبب طبعا هو عدم قبولهما بالتسليم والتبعية للمالكي وعدم تحالفهما معه في الانتخابات الوشيكة بشروطه التي تقود لتحقيق هذه الغاية وهذا اكيدا خطاب مؤسف نحذر منه لانه لن ينجح في ضربهما وتشتيت الجماهير العريضة التي يمتلكانها لكنه سيشتت الجمع ويعمق الهوة على مستوى القواعد فعلى المالكي وحزبه التنبه لمثل هذه الخطوات وكبح جماح من يريد الاعتياش على هذه الشائعات لانه يعلم قبل غيره ما لهما من تأثير في اوضاع خصوصا السيد الحكيم الذي وقف وكتلته النيابية في منعه من السقوط عندما وقع في اختبار سحب الثقة ,مع ذلك فالدعوات التي اطلقها السيد رئيس الحكومة بحل البرلمان واجراء الانتخابات المبكرة لابد من التأني في انفاذها او التركيز عليها لان ذلك ان حصل فأن فراغا كبيرا سيحصل في ظل حالة الشحن الطائفي التي يمر بها البلد كما ان مثل هذه الدعوات ليست تحديا شخصيا وتحتاج اجواءا اخرى غير التي نعيشها لان الاعداد لمثل هذه الانتخابات يحتاج الى وقت وهدوء واستقرار سياسي ينتهي ببرلمان جديد او كتل تنظر بعين المصلحة العليا للبلد لا ان تعود القضية الى خانة انت سرقت صوتي وتلاعبت بالنتائج وغيرها وهي متوقعة في حال اللجوء لمثل هذا الخيار الصعب سيما مع رفض المعسكر الاخر (بدافع الخوف طبعا) من افتضاح الحقيقة اجراء تعداد سكاني يظهر حجم الشيعة المكون الاكبر فهذا التعويم والتسطيح والتهديد بالغلبة وان اريد له بالاصل انتزاع حقوق هذه الاغلبية لكننا لانريد ان يتحول الى سيف مسلط على رقاب الاخرين فعلى الدولة بكل مؤسساتها التشريعية والتنفيذي والقضائية احترام المواطن واعتماد المواطنة معيارا لمنح الحقوق والزامه بالواجبات المنصوص عليها قانونا لئلا تكون دولتنا دولة (فالتوه) وفوضى يسهم المستفيدين من بقائها على هذا الحال باغراقها في مستنقع الطائفة لا التمذهب الحق الذي نعتز كمواطنين بالانتساب الى مدارسه المختلفة كلا حسب خلفيته واعتقاده....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك