محمد حسن الساعدي
سعى المجلس الأعلى من خلال متبنياته وخطاباته تجاه الوطن والمواطن الى بناء مفهوم جديد هو الشراكة الوطنية ، فالعراق بلد تعددي يعيش بين ثناياه أديان وقوميات ومذاهب مختلفة ، ولا يمكن لهذا البلد ان يحكم من توجه سياسي او قومية او ديانة او مذهب فالشراكة الوطنية هي السبيل لحفظ الحقوق واستتباب الأمن والاستقرار.ان الانفتاح الذي شهدته ثقافة ومنهج المجلس الأعلى جعلته يكون بيضة القبان عند جميع الكيانات السياسية بدون استثناء , إما بعد سقوط الطاغوت فكانت حركة المجلس الأعلى التنظيمية تعتمد مبدأ المواطنة لا الفئوية ولا المذهبية ولا القومية فلا يوجد لدى المجلس الأعلى اي تحفظ على التحالف مع الأكراد او السنة العرب او مكونات الشعب العراقي الأخرى.ان حالة الانفتاح التي تميز بها المجلس الأعلى الإسلامي العراقي كانت سببا في نجاح العملية السياسية والخروج من الأزمات التي عصفت بالبلاد من جراء الصراعات الجانبية التي اضرت كثيراً بالمشروع الوطني ، وجعلته هدفاً سهلاً للأطماع ومحولات كسر العملية السياسية . اليوم المجلس الاعلى بقيادته الحكيمة انقذت المالكي مرتان ، مرة في اربيل ومرة في مجلس النواب قبل ايام ، وتمسك المجلس الأعلى بالحكومه الحالية والدفاع عنها رغم أنهم ليسوا طرفا فيها، أثارت الكثير من التساؤلات عن هذا الموقف الذي يعده الكثير موقفاً وطنياً ذات رؤية وأبعاد إستراتيجية لبناء دولة مؤسساتية قادرة على النهوض وإعادة النبى التحتية للعراق . السيد المالكي يجب ان يكون ممتناً لهكذا موقف ، على الرغم ان السيد الحكيم لا ولم يبغي من وراء هذا سوى دعم وسند المشروع الوطني سواء كان المالكي على رأسه او غيره ، وبقاء نوايا السيد المالكي في تحويل المجلس الاعلى ودوائره ومؤسساته الى مؤسسة خيرية تقدم المساعدات ، فيا ترى هل يستمر السيد المالكي في نواياه تلك ام يكون ممتن لموقف المجلس الاعلى والسيد الحكيم ؟
https://telegram.me/buratha