الحاج هادي العكيلي
ما أجمل الحياة السياسية عندما تكون خليط متضارب من عدة أحزاب وتيارات سياسية مختلفة ومتنافسة ، فنجدها تارة مليئة بالحب الوطني وتارة أخرى يطغى عليها الامل نحو البناء والتقدم والازدهار وأحياناً يتغلب عليها الحزن الشديد الذي يصل لدرجة ممقوته من اليأس والتشأوم من العملية السياسية ، تلك هي طبيعة الحياة السياسية تهوى الاختلاف فتتفتن في التنقل من حالة الى حالة أخرى بتوازن رهيب بعيداً عن الفوضية والترهيب ، ولكن تتفق طبيعة العمل السياسية مع الطموح السياسي على تلك البرامج الهادفة التي تنبع من معاناة الجماهير ، فتجعل الحزب أو التيار يسعى متلهفاً نحو تحقيق أماني الشعب وفق مشاريع وقوانين تصب في خدمة الوطن والمواطن . فيسعى مع الاخرين دون أستثناء (( لتتشابك الايادي )) وياليتها من تشابكات جميلة تؤدي الى وحدة المصير والهدف ليباركها الرحمن لتدلل على الوحدة الوطنية والدينية . ما أجمل أن نرى ألايادي متشابكة على المحبة والخير لبناء هذا الوطن بعيداً عن الاحقاد الدفينة لتتجسد قوة الوحدة الوطنية ومشاركة الحياة بكل ظروفها ، فكم يشعر أحدنا بالامان عندما نضع يد بيد شعورنا بالدفء والامان والاستمتاع بذلك الشعور ، فأتمنى من كل قلبي بان يتوقف الزمن عند هذه اللحظة وليطلق كل واحد منا يده للاخر لتتشابك بصورة رقيقة تتجسد من خلفها أعظم معاني الوفاء بالعهد والاخلاص والود الابدي ونحو صور جميلة أخرى والتي جميعها تشترك معاً بمشاعر الوطنية المخلصة والوفاء والاطمئنان النفسي لدى أبناء الشعب العراقي .أنه بالحقيقة ذلك السر الخفي في ذلك التصافح الذي يرمز دائماً للسلام بين النفوس ولخلق أسمى المشاعر لدى أبناء الشعب التي تسعى دائماً الى ألامان . وعندما تتشابك الايادي للصراعات وتحت قبة البرلمان بين اعضاء من دولة القانون واعضاء من كتلة الاحرار على الاعتراض على تشكيل لجنة تحقيقية بحق النائب أحمد العلواني من القائمة العراقية فتتحول الى لكمات بالايدي وشتأئم بينهم ، بينما الاجدر بهم أن تتشابك الايادي نحو القوة وتعزيز الموقف الموحد ، فهي بالحقيقة محنة تتجهم حياة العراقيين وطبيعي أن يغضب الشعب أتجاه تلك التصرفات الصبيانية لان التجربة البرلمانية وليدة العهد ، فأعدائنا يتربصون بنا ويستغلون كل فرصة من أجل أضعافنا وابعاد الايادي ان تتشابك ببناء العراق ، بل تجعل الايادي تتشابك نحو التناحر والفرقة وتوجية اللكمات للاخر ، نقول لهم كما قال الله في كتابه الحكيم (( وأعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ، واذكروا نعمت الله عليكم ))
https://telegram.me/buratha