المقالات

مادعا إليه الحكيم ورفضناه

602 00:14:00 2013-01-10

هادي جلو مرعي

نبهني أحد الصحفيين من أصدقائي لما كنت أقوم به ونسيته اليوم..قال ،هل تذكر كيف كنت تهاجم دعاة الفدرالية وتعدهم غير حريصين على وحدة العراق وسلامة أراضيه ؟قلت ،نعم أذكر ذلك ،ولاأنساه. ضحك مني ،وسألني ،وإذن لماذا أجدك الآن تتحدث عن التقسيم ! وهو أسوأ من الفدرالية ،هذا لو فرضنا إنها سيئة من الأصل ؟ قلت هي الحقيقة ،وقد كنت أفعل ذلك . لكنني لست الوحيد فعاطفتي تجاه وطني حركت في مشاعر الرفض كبقية الناس في هذا الوطن المكلوم ،ولولا ماأرى من تغيرات جسيمة، وحوادث تشيب لها الولدان لما تخطيت فكرة أني قد أسئ لنفسي لو إعترفت بخطأي في ذلك الموقف لكنها الحقيقة على أية حال ولابد من الإذعان لها .

كان من أدبيات المجلس الأعلى الإسلامي ،إنه دعا الى فدرالية الوسط والجنوب، وتحرك في هذا الإطار، وهي رؤية تمثلت بمواقف وسلوكيات وأفكار كان يطرحها السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، وتلقى جراءها الكثير من النقود اللاذعة والإتهامات التي جعلته (عميلا لإيران) تارة،وبائعا للوطن تارة أخرى.ثم صار المنتقدون والسبابون يتسابقون لتقديم مبررات العمل على فدرلة محافظاتهم التي تشتكي التهميش في الوسط والجنوب والشمال والغرب ،ولعل التظاهرات الأخيرة في بعض المحافظات شديدة النقد لهذه الفكرة تمثل تحولا في الرؤية بغض النظر عن سلوك الحكومة ومدى قناعتنا به حيث كان الغالب من المتظاهرين في المحافظات الغربية لايطيقون فكرة الفدرالية ومعهم أوساط شيعية ،

غير إن اللافت في الأمر هو إن الرافضين للفدرالية صاروا يجرؤن ويتحدثون عن التقسيم بوصفه الحل الأنجع للمشكلة العراقية وبخلافه فإن البلاد ماضية الى المجهول ،بل إن تساؤلات جريئة تطرح في إطار مناقشة مقترح نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن الذي قدم رؤية للحل تتلخص بتقسيم العراق الى ثلاث فدراليات (للشيعة والسنة والكورد) وهو مارفض بقسوة في وقته.ومنها ،هل إن بايدن كان رجل سياسة حقيقيا وقرأ المشهد السياسي وتداعياته وسلوك الأفرقاء بتأن؟ أم إنه تحرك في ظل رؤية أمريكية تعتمد المصالح الحيوية التي تستدعي فعل كل مايمكن لجعل العراق ثلاثة عراقات مختلفة عن بعض في التكوين القومي والطائفي .نحن بالتأكيد نشكك بنوايا الأمريكان، لكن لايمكننا التشكيك بنوايا الشبان وبعض السياسيين والمثقفين في المرحلة الحالية الذين تجاوزوا فكرة الفدرالية الى التقسيم تحت شعار ( خلونا نرتاح ياجماعة والله ملينا ) .

يبدو إن تجربة السيد عبد العزيز الحكيم كانت تشي بالكثير من القدرة على التحليل وقراءة الأحداث وفهم الواقع العراقي المعقد الذي لايمكن أن يعيش فيه العراقيون دون أن ينظروا بجدية الى مستقبل أبنائهم وهم غير مقتنعين برؤى وتصورات الخصوم السياسيين ،وفي ظل تحولات خطيرة على الصعيد المحلي والعربي والإقليمي، وحتى الدولي،وهو مادفعه للحديث بجدية عن الفدرالية إستباقا لخطر التقسيم الذي شرعنا بالحديث عنه الآن.ترى كيف كانت إبتسامة السيد الحكيم لو كان بيننا وهو يرانا نطالب بالتقسيم بعد أن رفضنا علاجه من سنين ؟ وهو مايدعوني للتساؤل بجدية .هل كان الحكيم يخشى التقسيم ؟

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراق3
2013-01-10
ان دماء الابرياء والخراب الذي لحق بالعراق هو بذمة الذين وقفوا ضد الفدرالية
أستاذ جامعي
2013-01-10
من رفض فيدرالية الوسط والجنوب هم زعاطيط السياسه. لقد حرموا الوسط والجنوب من فرص البناء والأعمار وحرموا العراق من الأستقرار. كل مشاكلنه من السلطه المركزيه ومن حكومة المركز.
عراقي يكره البعثية
2013-01-10
قلمان مهمان على الصعيد الكتابة السياسية العراقية طالب الشطري وهادي جلو مرعي اعترفا بخطاء اندفاعهما ضد ماكان ينادي به المجلس الاعلى كما فعل الكثير غيرهم ولحد هذا الوقت ولازالوا في الطريق الخاطيء ..لكنهما عرفا الحق اخيرا وكانا الاكثر شجاعة على مواجهة الحقيقة والاعتراف بها وهي فضيلة ان تعتذر عن خطاء وتصححه بعد ان بان لك خلاف ماكنت عليه...نتمنى ان يحذو غيرهم حذوهم ويقوموا بما قاموا به ابراءا للذمة وتسجيلا لموقف شجاع واخلاقي يرفع من رصيدهم لدى قراءهم ومتابعيهم ...شكرا لهما
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك