المقالات

ما قاله الحكيم للمالكي

832 00:23:00 2013-01-10

واثق الجابري

العملية السياسية في العراق تعرضت لكثير من الهزات والمنعطفات الخطيرة , فما بين تنافس محموم وفساد وارهاب وتوجيه افكار وصراعات داخلية سمحت للتدخلات الخارجية فخلفت التصدع والتخندق وكسر جسور الثقة بين الاطراف عدد من المرات ولم تعالج الازمة من جذورها وكل مرة تقترب العملية من الانهيار ونقف بين خياري الحرب والسلام , بعد ان أعتاد الساسة على المحاصصة والصفقات والتراضي والاتفاقيات الشكلية والعودة بالمجاملات لخداع الرأي العام , وتم استخدام قضايا المواطن من البؤس والخدمة ولعب دور الوطنية بوتر الطائفية والعشيرة والحزب التي اصبحت من ارخص البضائع السهلة المتناول وكثيرة المردودات الانتخابية كلما اقتربت , وفي هذا انجبت ساسة لا يستطيع احدهم النظر في وجه الأخر او تجمعهم طاولة حوار او مؤتمر حتى تأخر الاعداد له لأكثر من سنتين مع اختلاف جوهري على اكمال الكابينة الوزارية وتقارب وجهات النظر والقرارات المهمة المتعلقة بالحياة اليومية , فتقاطعت القوى وانقسمت وقسمت العراق الى عصبيات مختلفة وتعمق الهوة لتبتعد عن نقطة الألتقاء المشتركة , واستمرت هذه الخلافات طوال هذه الفترة التشريعية بين دولة القانون من جانب وبين العراقية او الكردستاني او الاحرار من جانب اخر وكانت اصعبها الازمة مع الاقليم او سحب الثقة وأخرها تظاهرات الرمادي , المشكلة اليوم التي يوجهها المجتمع هو اصرار القوى على عدم انضاج الرأي العام ومحاولة توجيهه بأتجاهاتها في حكومة كانت سابقتها عرجاء لتكون بعدها حكومة وبرلمان كسيح , فقادتها لم يراجعوا افعالهم مع مواطن انهكته الحياة ليكون سريع التعصب او تغيير المواقف بمكانتهم الاعلامية بسرعة او السكوت والرضى والتسليم للقضاء والقدر , صراعات تطورت لتتناول كلام كان يخجلون ان يطلقوه ليكون علنيا ليلقى امام الشارع الهش , والتعامل مع القيادات الحالية ربما أهون من التعامل مع قوى لا نعرف توجهاتها في في ظل تصاعد قوى التطرف بعد الربيع العربي الساخن على العراق ,الشارع يعاني من الأحباط من الازمات لكونه خارج دائرة المكاسب التي تدور حولها وانحسار الخطاب الوطني بتغلب الخطاب الطائفي والقومي وبعض من وصل السلطة والبرلمان قليل التجربة والحكمة ليتعامل بحدة مقطعاّ لجذور التاريخ الوطني المشترك والتضحيات والاستماع لكل الدول التي تريد تقسيم العراق الى طوائف , وليس من الجديد ان نرى نرى رئيس الوزراء يزور السيد عمار الحكيم وقبله السيد مقتدى الصدر والنجيفي والمطلك والخزاعي , اقطاب الساسة ما كانوا يجتمعون في طاولة واحدة في ازمات خانقة في اغلبها مصالح ضيقة على حساب الوطنية وازمة التظاهرات اليوم القت بظلالها على الرأي العام لينقسم على نفسه بين دعوات طائفية وحل الحكومة والبرلمان او سحب الثقة عن رئيسها او رئيس البرلمان او الانتخابات المبكرة دون تقدير للعواقب واحتمال وصول القوى الأكثر تطرف , وهذه الازمة الاخيرة اصابت كل السلطات بالشلل والتوقف شبه التام , الحكيم في خطابات سابقة أنذر بالخطر القادم من خلف الحدود وبعد تصاعد الأحداث في سوريا وكانت له دعوى واضحة لكل القوى السياسية بأحتواء بعضها وإيجاد الحلول الجذرية المنطلقة من الدستور وتفعيل الاتفاقيات التي تتطابق معه وتصفير الازمات من ايجاد الحلول الجذرية دون تركها للتفقيس والتكاثر أو تحويل المشكلة الى ازمة والازمة الى عقدة ومعالجة تلك الأخطاء بالخطيئة لأجل دفعه العملية السياسية الى المشتركات بتصور ان الاختلاف لا يعني الخلاف ومراجعة الافعال دون التراجع عن المواقف الوطنية بالجلوس على طاولة الحوار المستديرة والشفافية والمصارحة بين الساسة والمواطن ودعم مبادرة الرئيس الطالباني للحوار الوطني , وهذا ما جعل القادة يتهافتون على الحكيم لكونه نقطة الألتقاء ليعمل بهدوء ورؤية معمقة لتهدئة الاجواء والاقتناع بأن كل الحروب في العالم تم حلها الحوار والدبلومساية ولم تحلها الدبابات والتهديد بالقوة وأخر ما كان هو زيارة السيد المالكي للحكيم والاصغاء ليقر ماقاله الحكيم بعودة الحوار والاعتماد على الدستور وانه لا يستطيع الاستغناء عنه كشريك اساي فاعل وحلقة وصل بين القوى السياسية ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك