المقالات

" إرتفاع أسهم السياسيين الفاشلين والمتطرفين في بورصة الطائفية "

556 10:00:00 2013-01-10

صالح المحّنه

كان من الممكن أن تكون تظاهرات المواطنين في الأنبار ونينوى وصلاح الدين ، وتظاهرات رد الفعل في محافظات العراق الأخرى في الوسط والجنوب، تظاهرات عراقية موّحدة لو أبتعدت عن الشعارات الطائفية والأستفزازية ، وطالبت بتحسين الوضع العام للمواطن العراقي ، ونبذ الأرهاب ، ومحاربة الفساد والفاسدين ، والنقد المباشر لمجلس النواب لأخفاقه في أداء مهمته التي أوكلها إليه الشعب، ونقد الحكومة العراقية بكافة أعضاءها لعدم نهوضها بمسؤوليتها تجاه مواطنيها، وكل ذلك مكفولٌ دستورياً ، كان من الممكن أن تكون تظاهرات تجمع بين أبناء الشعب العراقي ، لا أن تكون تظاهرات معارضة ، واخرى موالية ، كم كان جميلاً لو نادى إبن الأنبار وابن الموصل بإنصاف المظلومين والمتضررين من ظلم النظام السابق أو ما تعرض له الأبرياء من جراء إرهاب مابعد 2003، ويثبتوا بذلك صدق وطنيتهم وإخلاصهم لهذا البلد ، من يجرأ على إنتقاد المتظاهرين لو توحّدت شعاراتهم في البصرة والموصل مطالبين بمحاسبة المقصرين في خدمة ابناء وطنهم ؟ وهل كان للسياسي مكان بينهم ؟ أو ترفع صوره فوق رؤوسهم ؟ ولكن للأسف الشديد ، سقط المتظاهرون في شباك أولئك السياسيين ألأنتهازيين، ودجل رجال الدين المتطرفين ، فحالوا بينهم وبين تلك الأهداف السامية ، وركنوا بكل جهل الى دعواتهم الفاسدة ، فاشاعوا بينهم النفس الطائفي المقيت الذي يتعدى على وجود المكونات الأخرى ، مستغلين سذاجة وبساطة الأغلبية الشعبية ، فالسياسي الفاشل الذي فشل في تنفيذ وعوده الى الذين إنتخبوه ، إضافة الى تورطه في صفقات الأختلاس المالي والأرهاب ، ورجل الدين المتطرف الذي اثقلت كاهله روايات أسلافه، والتي تدعوه الى محاربة المخالفين والرافضين وإعلان الجهاد ضدّهم ، كلاهما وجدَ ضالّته في هذه التجمعات البشرية المنفعلة التي تسوقها العاطفة العمياء ، ليتنصّل السياسي عن أخفاقه وفشله وفساده ، ويلقي باللوم على غيره ويبرر فشله بسبب ألآخر الذي همّشه لإنتمائه الطائفي ، وهو محض إفتراء ، لأنهم شركاء بالتقسيم والمحاصصة الطائفية ، أما رجال الدين الذين تكاثروا كالأرانب بعد 2003 فقد وجدوها فرصةً ذهبية لتسويق أفكار أسلافهم ، ليؤدوا من خلالها رسالتهم التي طال إنتظارها ، وهي حزمة من الفتاوى التي لاتبقي ولاتذر، كفتوى ذلك الشيخ السفيه الذي يحرّم دخول عبد الزهرة الى الأنبار ، وكأنّ إبن الأنبار لايعرف عبد الزهرة ، ولم يكن معه في ملجأ واحد ٍ في جبهات القتال ، أو على مقاعد الدراسة في الجامعات والمعاهد ، أو في دائرة واحدة ، ولكن وجدوها فرصة لتسويق موروثهم العقدي لتفريق الأمة وإركاسها في وحل الطائفية ، بهذه العناوين الطائفية المغرضة ، والسياسية أُستغلّت تظاهرات الشعب العراقي اسوأ إستغلال ، من قبل الذين إحتموا بالطائفة ، ليرفعوا أسهم رصيدهم الشعبي الذي تراجع وتدانى الى الصفر ..بسبب إهمالهم وتقصيرهم ، ولايهمهم إذا صُبغت كراسيهم بدم الأبرياء ودموع الفقراء...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك