المقالات

آخر أخبار مستشفى المكونات /

454 12:12:00 2013-01-10

حافظ آل بشارة

الاتصالات مستمرة لتجاوز أزمة التظاهرات (السنية) ، خطابات (شيعية) مكثفة لاطفاء الحريق ، وتفرج (كردي) ، لكن اصحاب الحل مرتبكون كشرطة اطفاء نائمين ايقظهم جرس لاطفاء حريق طارئ ، نوم جماعي ، غياب للتفكير والتحليل المسبق ، لم يتوقع أحد هذا الحدث قبل وقوعه ، قراءة المستقبل ليست مهنة المنجمين بل مهنة رجال السياسة الذين هاجسهم الوطن ، لماذا كان بعض المتفرجين المرتاحين من خارج أروقة الدولة يتوقعون أزمة ستنفجر؟ قائلين ان سبب الأزمة المرتقبة هو اختلال التوازن السياسي نتيجة تصدع الجبهة الكردية الشيعية بعد التحشيد العسكري المتبادل ، بعض الباحثين يعزو سبب الازمات الماضية والراهنة والمتوقعة الى خلفيات نفسية مأزومة للمكونات الاجتماعية الثلاثة المزعومة للشعب العراقي ، نظام البعث صنف العراقيين الى شيعة وسنة وكرد ، وجاء مشروع بريمر ليجعل هذا التصنيف علنيا ويؤسس عليه المحاصصة بدل (دولة المواطن)، الأغلبية الشيعية لديها عقد قديمة سببت اضعاف روحها الابوية ، هم الفئة التي ظلت محكومة ومقموعة ومعذبة لعقود ، ولحد الآن لم تصدق بأنها الفئة الحاكمة ، مزاج متوتر وصدور ضيقة والنظر الى كل معترض او محتج بخوف شديد ، وافتقار بعضهم للنضج وحبهم الانطواء ، الصراع سنة الحياة ، لكن خبرة (الشيعة) في الصراع أحادية فهم الضحية الجاهزة دائما ، يقابلهم (سنة) السلطة الذين مازالوا غير مصدقين انهم اصبحوا فئة محكومة ، مازالوا يتصرفون كفئة حاكمة ويحتفظون بهذا الوهم الخطير ليمدهم بقوة خاصة ، اغلبهم يقلدون صدام في كلامه وقيامه ، لا توجد لديهم تجربة سياسية رائدة خارج اطار البعث ، اغلبهم لديه ازدواجية فهو في الشعور يعلن براءته من نهج صدام لكنه في اللاشعور يقدسه ، أما عقدة (الكرد) فهي اكثر تطورا ، يعدون بغداد وعروبتها رمزا للابادة ، ويعدون السلطة المركزية رمزا للظلم والتمييز ، يقابلون خطاب المركز بتشنج سببه ايحاءات الماضي ، كل العواصم أقرب اليهم من بغداد ، المكونات الثلاثة ضحايا رحل جلادهم لكنهم مازالوا في سجنه النفسي مكبلين ، ليس صحيحا توجيه اللوم الى الضحية ، المطلوب فهم حجم الاضرار النفسية التي لحقت بهم ، هم بحاجة الى مخطط تأريخي للترميم النفسي واستعادة الثقة ، ومحو الذكريات المؤلمة ، الأقوياء والحكماء والخبراء من كل مكون هم الذين يجب ان يقودوا تجربة الحكم الحالية ، وينجزوا برنامج علاج جماعي للمكونات في مستشفى كبير مساحته الوطن ، يعتمد الأبوية والتسامح والتهدئة ، وبخلاف ذلك سوف يبدأ التفتت في كل مكون الى قبائل اصغر حجما واشد توترا وتطرفا وتكبرا وقصورا في الرؤية وميلا الى العزلة والعنف ، وقد ظهرت اولى بوادر التفتت ، فجميع المكونات الآن انقسمت على نفسها انتخابيا ، ثم تصدرها المتشددون وبدأوا بتهميش دعاة الاعتدال ، واصبح لدى كل قبيلة رمز مأزوم يقودهم الى الهاوية معصوبي الأعين .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك