بسم الله الرحمن الرحيم
اعتدنا العواصف على تنوعها السياسية منها قبل الطبيعية فلا تمر علينا الايام دونهما او على اقل التقادير احداهما والعاصفة التي هبت مؤخرا لا تخلو من رغبة في تعرية أرضية الحاضر ليظهر لب النظرية التي استوطنت في اذهانهم وانسابت في خطاب نُسب الى مومياء البعث المقبور الا وهو القضاء على الصفويين ونظريتهم معطياتها ان الصفوي هو عدو والصفوي هو الشيعي وبالاستعاضة فان كل شيعي هو عدو ولا يهمهم ان يصفوا 60% من سكان بلد مقابل تطبيق نظريتهم هذا الاستهتار ليس حلما ً بل ان الارض شربت نتائجه دما ً لشبابنا ونسائنا وشيوخنا بل وحتى اطفالنا على مدى حكم البعث والى الساعة !! ورغم ذلك فقلوبهم لا تستشف من اذيتنا ولازالت مخططاتهم منصوبة للفتك بنا وضمن قنوات برلمانية بل وحتى حكومية !! ناهيك عن الاجرامية والارهابية والله المستعان على ظلمهم .
وسط كل هذا تذكرت حادثة قديمة صدعت قلبي ورسمت في عقلي خططا ً نقطة بدايتها ذلك اليوم الذي توجهت فيه الى مدرستي احمل شهادة جنسية والدي لاستحصال جنسية عبر لجنة تخدم الطالب بهذا الامر عندما تكون في الصف الثالث المتوسط وما ان جاء دوري واعطيت الموظف وثائق والدي حتى تغيرت ملامحه واتكأ سائلا من اي عمام انتو؟ فبادرت قائلة العفو ؟! اسال من اي فخذ انتو ؟ فقلت نعم ؟! فصرخ الا تعلمين ما هو الفخذ ؟!! وبدأ صوته بالارتفاع وصار يقلب الوثائق شمالا ويمينا ً ( عبالج ما اعرف انتو نجفيين لو كربلائين !!) فقلت ان ابي وامي تولد بغداد كما هو مدروج امامك وكان سؤاله استدراج لمراهقة عسى ولعل يقدم رقاب جديدة للطاغية فاغتاظ وامسك بوثيقة والدي قائلا انها مزورة وقذفها في وجهي وكتب على معاملتي تراجع قسم الاجانب !!.
اخذت الوثقية وغادرت المدرسة فوراً الى المنزل لاستعلم عن معنى هذه الجملة ؟ وعن الفخذ الذي لم اعرف له جواب ؟! وراقب الساعة حتى وصول ابي الى الدار متعبا ً لاسأله هل انت عراقي ؟! وهل جنسيتك صحيحة !! فقال لي (يظلون مو شرفاء !! ) وصار يسرد لي مصائب البعث بعد ان عرف انه حان الوقت لادرك في اي جنهم اعيش وعلل غضب الموظف الاستخبارتي الى الحجاب والى ان الصورة التي قدمتها له كانت بحجاب اسود اللون وكأني قد ذكرته بوجوه لنساء ربما قد عذبهن او اعدمهن وود لو رجعت له تلك الايام ليزداد واحدة !! .
مر الحادث و استحصلت على الوثيقة من قنوات الدوائر الروتينية ولكن الجرح كان من العمق بحيث ان صداه لا يغيب عن ذهني وصار افكاري لا تدور الا في فلك واحد هو الهجرة لاحصل على جنسية اخرى لامزق جنسيتي العراقية التي أُهنت من اجل الحصول عليها واراجع قسم الاجانب لانني اجنبية كما اتهمني ذلك النجس , كبرت الفكرة في اشهر حتى صرت لا انام من شدة التفكير بها حتى فاتحت والدي برغبتي في الهجرة ! ولن انسى ملامح وجهه من شدة الصدمة ؟ بنت تطلب الهجرة ! من اجل ماذا يا ابنتي ؟ كرامتي يا ابي كرامتي سحقها البعث .
لك ذلك ولكن انهي دراستك اولا ً ! وكانت هذه الكلمات بمثابة الفيزا بالنسبة لي وصارت ايامي كلها في خدمة تلك الرغبة وقد اخترت السويد بلدا لي عسى ان يتمكن ثلجه وبرده من اطفاء لهيب قلبي كنت اجمع المعلومات عنها واراقب احوال المهاجرين من خلال ذويهم وقصص ( القجقجية ) بل واستأذن من الائمة سلام الله عليهم في فراقهم وما ان نفذت شرط والدي حتى سقط صدام وانقلبت المعادلة وانتفى امر ذهابي الى السويد طلبا ً للكرامة !!.
مرت السنوات وصار خطاب عزة الدوري مورد سخرية بالنسبة لي بعد ان كانت الاشارة التي تقاربه قد اخذت مني مأخذا لسنين ولا اعلم ان كان ذلك نضوجا ً ام اعتيادا ً لسفالة البعث ام انه ادراك للحقيقة التي لم يستطع ذهن مراهقة ادراكها انذاك وايقنتها نفسي الان من ان اكتساب الكرامة ليست في امتلاك جنسية اخرى ولا في الهجرة ام في البقاء وان ضمن كل هذا جزءا منها في حالات كُثر ولكن الكرامة الحقيقة والرفعة السامية في ان تنتمي لمن يرتقي بك الى حيث اللامحدود فالجنسية تحددك بخطوط وهمية لارض الله الواسعة وتجعلك جزءا من مجموعة محدودة ان المذهب هو الوطن الوحيد الذي وجدت فيه ضالتي فلا حدود فيه ولا ازمان في لحظة تجد نفسك في الطف وفي اخرى تجدك في الكوفة قرب مسلم واخرى في خربة الشام تنعى رقية واخرى في خراسان وتذهب الى المستقبل لترى دولة الامام المرتقبة وتسلم في الحاضر على النبي واله فأي رفعة واي وطن نمتلك , روحنا ليست قابلة للقولبة فقالب الصفوية والمجوسية والعمالة وغيرها لم يُصنع الا لمن انتمى للمحدوديات اما نحن فشيعة ودوننا الاشياء تتقولب .
خشيتي ان تصيب هكذا خطابات من قلب المراهقين والشباب ما اصابت قلبي ذات يوم وان توجعهم هذه التفهات فالناضج ربما لا يلتفت الى الغصن الطري يرتجف امام النسيم البسيط بينما جذوع الاشجار لا تهزها الرياح ولكن لتكون قلوبنا مع اليافعين نفكر معهم ونقدم لهم ادلتنا ونستتفه هكذا خطابات على ان نأخذ بالحيطة والحذر لمستقبل ارى رسائله تنذر بتضيق خناق ولكن الانفجار النووي قادم من تلك النواة التي تحاصرون سيخرج لكم قائدنا الهمام ابن الهمام ليملأ الارض بما حبستم .
حلمي الجديد في ان ابلغ هذا اليوم واستلذ بمطلق الكرامة وان حال الموت دون ذلك فلي في يوم الحساب موقف انتظره وهو ان يأتي ذلك المخبر النجس ومعه كتابه فيكتبوا اليه ( راجع علي ابن ابي طالب ! واطلب امضائه ) وأسال الله ان يكون كتابي والمؤمنين متشرف بامضائه الشريف بحق حبنا له فالويل كل الويل لمن حاد عن درب علي عليه السلام اللهم ارنا الحق حقا ً فنتبعه وارنا الباطل باطلا فننتهي عنه اللهم لا تخرجنا من هذه الدنيا الا وانت راض عنا واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .
واخيرا وليس اخرا اتقدم بأحر التعازي الى كافة المؤمنين في ذكرى استشهاد النبي الاكرم محمد صلى الله عليه واله وسلم .
https://telegram.me/buratha