أوس اللامي
إن أميركا وإسرائيل وبعض دول الغرب وأصدقائهم في منطقة الشرق الأوسط وخصوصا البلدان العربية "الإسلامية"! لا يروق لهم "عملاء" يحتفظون بشيء من الوطنية والإخلاص والأمانة لوطنهم وشعبهم!؛ إنما يرغبون؛ بل يريدون "عملاء" مخلصين لهم؛ عبيد مطيعون لأوامرهم مئة بالمئة! فكان حكام الحجاز وأمرائهم الشاذين أو العبيد للإنكليز ثم الأميركان وإسرائيل؛ وكل دول الخليج نصف العربي! وحكامه وأمراءه!! لا يتحركون خطوة واحدة دون استشارة المندوب السامي البريطاني أو الأميركي؛ والآن شارك بهذه الهيمنة المهينة "إسرائيل" ومندوبها "حمد" الذي يتزعم المواقف الأميركية - الإسرائيلية ومخططاتها في المنطقة.
ولقد اصطدمت مخططات هؤلاء جميعا في صخرة الصمود في سوريا وبغض النظر عن الحكم والحكام في سوريا فإن سوريا البلد والشعب ابتلى بلوة مدمرة وفرضوا عليهم التورط في تدمير بلدهم عن طريق إدخال العناصر الإرهابية من كل بلدان العالم وفتحوا لهم الثغرات الخطيرة من "درعا" و "أدلب" و "القامشلي والحسكة" حيث تسربت المئات من عناصر "القاعدة" بقواعدها الغبية المغفلة وقياداتها العميلة المدربة والمسلحة وبدأت المعارك والمذابح من قبل الطرفين في النزاع ووجد الشعب السورية نفسه وسط الجحيم والدمار والدماء ومن ثم ترك المدن والمنازل والمصالح وسلك طريق الهجرة والنزوح والهرب من نيران الحكومة والعملاء المرتزقة ويعيش اليوم اكثر من مليون سوري في الخيام في ظروف مناخية قاسية مميتة ويعانون من نقص وحرمان من أبسط مقومات الحياة.
ولقد دام هذا الحال منذ سنتين ولازال قائم؛ ويبدو أن المخططين لهذه العملية الحقيرة واللاإنسانية قد تورطوا فيها لأن الوقت المرسوم "للنصر" فيها قد طال وإن كلفتها المقدرة قد زاد عن الحدود والموجود!؛ ولو أن نصف التكاليف تتحملها ميزانيات دول الخليج وخاصة "قطر" التي تتزعم هذه الجريمة البشعة ضد الشعوب تحقيقاً لأهداف أجنبية أميركية إسرائيلية واضحة ولا تحتاج إلى كثير من التفكير.
واليوم وقد شارفت تلك الجريمة على سوريا وشعبها على الإنتهاء دون تحقيق الأهداف الأساسية منها وهي إسقاط النظام وإقامة نظام "إسلامي أميركي"!! إلا أن بعض تلك الأهداف قد تحقق وهي:1- تدمير سوريا بأيادي أهلها!2- كشف قدرات وتحركات الجيش السورية ونوعية بعض أسلحته3- الوصول إلى بعض الأماكن العسكرية الخطيرة ومعرفة أسرارها4- إضعاف وإنهاك الجيش السوري ومؤسساته الأمنية .5- تحقيق الإنقسامات بين الجيش السوري 6- إضعاف إمكانيات سوريا في دعم المقاومة الإسلامية في لبنان7- تدمير الصناعة والزراعة والإقتصاد السوري8- إضعاف سوريا وعدم إمكانيتها في القيام بأي نشاط في حالة إثارة الفتنة في لبنان للقضاء على حزب الله في المعركة القادمة.9- التخلص من أكبر عدد ممكن من قواعد القاعدة وباقي التنظيمات الإرهابية التي تشكل خطراً على مصالح أميركا في المنطقة وإسرائيل والإبقاء على القيادات العميلة لها لإستخدامها في قيادة قطعان الجهلة والمغفلين والمرتزقة الأغبياء في معارك قادمة!! والعراق مرشح لهذه المعركة!؟ ومن هنا ننبه أن الساحة التالية لهذه النوايا الخطيرة هو العراق الذي يمهد له اليوم بهذه التظاهرات في المناطق الغربية التي ستكون المنافذ لتدفق الإرهابيين والمرتزقة ومختلف الأسلحة معهم لإشعال نار الحرب الأهلية الطائفية في العراق من أجل تدميره مرة أخرى وإسقاط حكومته التي يترأسها السيد "نوري المالكي" الذي رغم تحالفاته مع الأميركان إلا أنه يتمتع بشيء من الوطنية والإخلاص للوطن ومستقبل شعبه! وكما ذكرنا فإن الأميركان وإسرائيل وبعض دول الغرب لا يروق لهم أي "عميل"! غير مخلص لمبادئهم وتحقيق أهدافهم كما يرغبون ويريدون.
من هنا ننبه الحكومة والقوات المسلحة بأن يشددوا الحراسة ويكثفوا التواجد في المناطق الحدودية من الموصل إلى الكويت! فكل تلك الدول ممكن التسلل منها وتهريب السلاح للمتظاهرين والدخول بين صفوفهم وإثارة الفتنة بينهم ليجبروا السلطات الحكومية في التصدي للمتظاهرين لتبدأ عملية تدمير العراق وتشتيت شعبه كما حدث في سوريا إلى اليوم. وقد أعذر من أنذر.
https://telegram.me/buratha